نجلاء فتحى تخضع للعلاج من مرض جلدى نادر فى سويسرا.. نجمة الرومانسية اكتشفها العندليب.. ووصفها يوسف السباعى ب"الربيع"..اعتزلت الفن منذ 15عاما بعد رحلة سينمائية بحثت فيها عن الحب والذكرى والشجن والدموع

"اذكرينى".. لم يكن هذا مجرد عمل سينمائى قدمته النجمة نجلاء فتحى، ولكن تعبيرا عن حالة تقتضى من جمهورها أن يتذكرها هذه الأيام فى محنتها الصعبة، حيث تخضع نجمة الرومانسية حاليا للعلاج فى جامعة زيورخ بسويسرا، برفقة زوجها الإعلامى الكبير حمدى قنديل، وتعانى من مرض جلدى منذ عام، مما دفعها للاعتذار عن دعوات وصلتها من مهرجانات سينما أقيمت فى القاهرة والأقصر ودبى ولبنان والمغرب طوال الفترة الماضية.
نجلاء فتحى فى برنامج سينما القاهرة مع ناهد جبر
نجلاء فتحى تلك القطة الرقيقة التى بحثت فى أعمالها عن الحب والشجن والذكرى والدم والدموع والابتسامة، تعانى من مرض جلدى نادر يتطلب حقنه بيولوجيا، وترقد فى المستشفى وسط دعوات أقاربها وجمهورها وأصدقائها بالشفاء لها.
يوسف السباعى وصفها ب"الربيع"
نجلاء هى "الربيع" كما وصفها يوسف السباعى فى رائعته "اذكرينى"، ويبقى مشهد التعارف الذى تم بين "محمود" محمود ياسين، و"منى" نجلاء فتحى، فى الفيلم عالقا فى أذهان الجمهور، خصوصا عند كتابة الإهداء لها على كتابه وهو يقول: "أغار من كتابى أن أهديه إليك، أغار منه أن تعجبى به ولا تعجبى بى، وعزائى فى إهدائى أنه بعض من نفسى ولو استطعت لأهديت لك كل نفسى".
نجلاء فتحى نجمة خطفت قلوب وعقول كل من رآها بخفة ظلها ورشاقة حركتها وجمالها الأخّاذ، لقبت بالعديد من الألقاب التى تتناسق مع ملامحها الطفولية البريئة وإطلالتها المرحة وصوتها المميز والناعم منها "عروس السينما" و"زهرة السينما".
قطة السينما المصرية
موهبة نجلاء فتحى إضافة إلى جمالها وضحكة عيونها جعلتها بطلة أمام كبار النجوم فى أعمالهم بعد فترة وجيزة من عملها بالوسط الفنى، منهم فريد شوقى التى شاركته فى فيلم "ابن الشيطان"، ورشدى أباظة فى فيلم "صراع المحترفين"، وفيلم "روعة الحب"، وأحمد رمزى فى فيلم "غرام تلميذة"، وصلاح ذو الفقار فى فيلم "امرأة زوجى"، ونور الشريف فى فيلم "المرايا"، وهو ما يعد نجاحا عظيما لفنانة لم تحصل على قسط وافر من التعليم، واعتمدت على موهبتها وجهدها فقط فى تثبيت أقدامها على طريق النجومية والشهرة.
العندليب اكتشف نجلاء فتحى وقدمها للجمهور خلال فيلم "الأصدقاء الثلاثة"
ولا يخفى على أحد فى الوسط الفنى أو خارجه أن العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ هو من اكتشف نجلاء فتحى، وقدمها فى فيلم "الأصدقاء الثلاثة" الذى قام ببطولته أحمد رمزى ومحمد عوض وحسن يوسف ويوسف شعبان ونبيلة عبيد وآخرين عام 1966، كما شاركته بطولة مسلسله الإذاعى الشهير "أرجوك لا تفهمنى بسرعة".
اسم "نجلاء فتحى" أصبح أيقونة الرقة والجمال فى السينما المصرية
وفى حديث له قال مدير التصوير السينمائى الراحل وحيد فريد، إنه كان موجودا ذات يوم فى مكتب عبد الحليم حافظ وبرفقته صديقه المقرب مجدى العمروسى، والإعلامى مفيد فوزى، حيث دخلت إلى المكتب شابة رقيقة وجميلة وصغيرة السن وحديثه العهد بالعمل الفنى تدعى فاطمة الزهراء، وأكد أنه بمجرد أن وقعت عيناه عليها أيقن أنه أمام نجمة شابة مكتملة الأركان، ولا ينقصها سوى الفرصة المناسبة، وهى الفرصة التى قدمها لها عبد الحليم حافظ الذى كان يبحث عن وجوه شابة فى هذا الوقت، وقام بتغيير اسمها إلى نجلاء فتحى، وهذا الاسم أصبح فيما بعد أيقونة الرقة والجمال فى السينما المصرية.
نجلاء فتحى مع زوجها حمدى قنديل
وقالت نجلاء فتحى، فى إحدى الحوارات النادرة لها مع الإعلامى مفيد فوزى، إن عبد الحليم حافظ رفض أن تقوم بعملية تقويم لأسنانها بعد أن علم أنها ذهبت لأحد الأطباء المختصين لمعالجتها، لأنها ليست راضية عن شكلها، وقال لها "لا أرى أن شكل أسنانك يمثل عيبا فى وجهك ولكنه ميزة، وكل وجه حباه الله بشكل مختلف عن الآخر، وهذه طبيعة الحياة".
وأضافت أن علاقتها بعبد الحليم حافظ فى بدايتها الفنية أفادتها كثيرا، مدللة بموقف حدث معها أثناء تصوير فيلم "الأصدقاء الثلاثة" مع المخرج أحمد ضياء الدين باستوديو الجلاء، وكانت تحرص على أن تلقى التحية على الموجودين به كلما دخلت إليه، ولكنهم لم يهتموا بها باعتبار أنها ممثلة فى بداية حياتها المهنية، إلى أن انقلبت الموازين بعد أن قام الفنان عبد الحليم حافظ بزيارتها ذات يوم فى لوكيشن التصوير للاطمئنان عليها، وقال للمخرج أحمد ضياء الدين حينها "خد بالك منها"، قائلة "بعد هذا الموقف تساءل كل الحضور عنى وعن السبب الذى دفع فنان عظيم بحجم عبد الحليم حافظ أن يهتم بى ويفرغ نفسه لزيارتى فى مكان العمل، وأصبح كل الموجودين بالاستوديو يحسنوا معاملتى ويردون علىّ التحية".
مشهد من فيلم اذكرينى
وتعيش نجلاء فتحى حاليا أوقاتا صعبة بعد إصابتها بمرض الصدفية المستعصية، وتتواجد النجمة فى سويسرا برفقة زوجها الإعلامى حمدى قنديل لتلقى العلاج المناسب لحالتها، وينتظر جمهورها رجوعها إلى مصر، متمنين أن يتم الله شفاءه عليها.
"عزيز عينى" آخر أعمال نجلاء فتحى
نجلاء فتحى كانت قد توقفت عن التمثيل منذ عام 2000، بعد تقديم آخر أعمالها فى نفس العام، وهو الفيلم السينمائى "عزيز عينى"، كتابة محمد أشرف إخراج محمد أبو سيف، وشاركها البطولة كارمن لبس وأحمد خليل.
نجلاء مع العندليب أثناء تسجيل المسلسل الإذاعى أرجوك لا تفهمنى بسرعة
ويذكر أن نجلاء فتحى من أهم نجمات السينما المصرية، ولمعت فى تقديم أدوار الرومانسية فى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضى، بروائعها "اذكرينى" و"رحلة النسيان" و"لا يا من كنت حبيى" و"أجمل أيام حياتى" و"سنة أولى حب" وغيرها.