فى مواجهة انتقادات شعبية ورسمية عالمية واسعة، وقع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمرا تنفيذيا يضع حدا لفصل الأطفال عن ذويهم والذى تنص عليه سياسة «عدم التسامح» للهجرة، والتى تقضى بفصل الأطفال عن ذويهم فى حالة ضبط الأسر وهى تعبر الحدود بين الولاياتالمتحدة والمكسيك بشكل غير مشروع. ويأتى هذا التراجع المفاجئ كوسيلة لاحتواء حالة الغضب العالمى إزاء سياسات ترامب المتعسفة. وأوضح ترامب للصحفيين لدى توقيعه الأمر التنفيذى أنه يتعلق بعدم إبعاد الأطفال عن ذويهم، مع التأكد من أن الحدود الأمريكية «منيعة وقوية» على حد قوله. وفى رد فعل فوري، انتقدت نانسى بيلوسى زعيمة الأقلية الديمقراطية فى مجلس النواب الأمريكى أمر ترامب التنفيذى بشأن الهجرة، محذرة من أنه يهدف إلى استبدال شكل من أشكال التعسف بآخر. وأكدت بيلوسى أن الأمر «سيمهد الطريق أمام احتجاز الأسر فى ظروف شبيهة بالسجن على المدى الطويل»، متهمة ترامب «باستخدام الأطفال كوسيلة ضغط». وفى الوقت نفسه، رحبت الحكومة المكسيكية قائلة إنه «بلا شك نبأ سار أن تتوقف الحكومة الأمريكية عن الفصل القاسى واللا إنسانى للأطفال المهاجرين عن أهلهم». على الصعيد الحقوقى أيضا، وبعد الانتقادات التى تعرضت لها واشنطن بعد انسحابها من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، انتقدت نيكى هيلى مندوبة الولاياتالمتحدة لدى المنظمة الدولية منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية غير الحكومية بدعوى انتهاجها سياسات منحازة ضد واشنطن، وقالت هيلى فى رسالة وجهتها إلى تلك المنظمة إن الولاياتالمتحدة «ستبقى فى زعامة الكفاح من أجل حقوق الإنسان وجذب اهتمام المجتمع الدولى للجرائم الجماعية، وسيبقى من دواعى سرورنا العمل مع المنظمات غير الحكومية التى تشاطرنا هذه الأهداف، لكن ليس مع المنظمات التى تقوض هذه الأهداف»، بحسب تعبيرها. وأشارت هيلى إلى أن واشنطن تأخذ على هذه المنظمات عدم دعمها للجهود الأمريكية لإزالة البند المخصص لإسرائيل على جداول أعمال جلسات مجلس حقوق الإنسان. ومن جانبها، رفضت «هيومن رايتس ووتش» اتهامات هيلي، مؤكدة أن المندوبة الأمريكية اشتهرت بتهديدها بتدوين أسماء الذين لا يدعمونها فى الأممالمتحدة على قائمتها السوداء». وعلى الصعيد الأوروبي، اجتمع المستشار النمساوى سيباستيان كورتس وقادة دول فيشجراد «جمهورية التشيك وسلوفاكيا وبولندا والمجر» فى بودابست أمس، قبيل محادثات بشأن الهجرة على أعلى مستوى بين ألمانيا والنمسا وإيطاليا وفرنسا ودول أخرى أعضاء فى الاتحاد الأوروبى من المقرر لها بعد غد الأحد.