بين الدعوة والعمل الخيري التطوعي تنتقل الداعية د. عبلة الكحلاوي, الداعية والمفكرة الدينية وهي تضرب المثل علي أن المسلم ترتبط عقيدته بعمله.. فخدمة الناس وتوعيتهم بأمور دينهم، دون مغالاة أو تشدد وتبسيط الدين دون إخلال لتوصليه إلي العباد بسهولة ويسر هو الهدف والمنال.. والدين والحياة عندها يرتبطان ببعضهما, فالدين والدعوة ليس أن تقول فقط لتعظ وترشد, وإنما تقوم أيضا بالفعل المرتبط بالقول, فالمثل والقدوة لا ترتبط فقط بآرائك وإنما أيضا بأفعالك.. الباقيات الصالحات لخدمة الناس ورعايتهم.. والتطوع لعمل الخير ومساعدة المحتاج كلها تعطي الانطباع عن د, عبلة الكحلاوي والتي حاورناها هنا. أبكي الأسر سألت الدكتورة عبلة الكحلاوي أولا عن الحادث المؤسف الذي راح ضحيته61 من ابنائنا في رفح وردت بأن الحادث المؤسف أبكي الأسر المصرية والعربية وقت الافطار فصبوا جميعا لعناتهم علي القتلة وترحمواا جميعا علي الشهداء, فهذا الحادث خلف أيتام وأرامل وهو يعيدنا من حيث بدأنا للتراشق والتخوين واتهام الأبرياء. وتضيف د. عبلة أجزم بيقين الله أن من فعلوا هذا لاينتمون للاسلام دين الرحمة والمحبة والسلام, فهل يعقل أن يقتل مسلم مسلما مسالما يقوم بواجبه وهو صائم, إن المصحف الذي خضبته الدماء الذي كان يقرأ فيه أحد الشهداء شاهد يوم الجزاء علي وحشية هؤلاء الذين يلعنهم الله. ولكن عزائي انهم الشهداء بحق وأن إفطارهم علي مائدة ربانية في عليين, إنه قلبي ينزف دما علي محاولات تشويه الاسلام والمسلمين ولكنني أقول ليتنا نفكر والتفكير عبادة. من المستفيد؟ وتتوقف الداعية عبلة الكحلاوي لتتساءل.. من المستفيد من الوقيعة بين مصر وفلسطين وقبلها بين المسلم والمسيحي وقبلها بين المسلمين أنفسهم قطعا المراقب الموقف المساهم في الصراعات والفوضي الراهنة. وتستطرد: بالطبع أقصد اسرائيل فالشواهد تقول فمنهم الذين يخططون لاعتبار مصر تفرغ الارهاب وأن سيناء غير آمنة ولنتذكر منذ أيام قلائل من كان يقترح جعل الاخوان ضمن المنظمات الارهابية, وهذا يضر بمصر كلها وليس الاخوان وحدهم.. انه سيناريو بداية استشهاد خيرة شباب الوطن وحتي يصل للعالم عبر السماوات المفتوحة أن مصر أفعانستان الجديدة التي تهدد المنطقة انها أجندة معدة بعناية لكي تعم الفوضي, ومع ذلك سنتتظر نتيجة التحقيقات واعلان الحقائق الكاملة من الجهات المختصة. انطباعات معينة الاسلام السياسي أعطي انطباعات معينة أوجدت حالة من التخوف من الاسلاميين تبعها حالة من الانقسام الحاد.. لماذا؟ } د. عبدالكحلاوي: أذكر الجميع أن الاسلام ديم الرحمة وأن الرسول صلي الله عليه وسلم قال حين نظر إلي الكعبة. ما أعظمك ما أقدسك ولكن حرمة دم المسلم أعظيم عندالله من حرمة الكعبة, وكل مسلم قرأ حديث رسول الله: كل المسلم علي المسلم حرام دمه وماله وعرضه. وكل امسلم صح اسلامه تعبد بقوله تعالي: لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين وقوله: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.. ومن هنا أرجو الجميع أن يتقوا الله ويستفيقوا لمواجهة العدو الحقيقي وتناسي الخلافات وتوحيد الصفوف. الاحتجاجات والمظاهرات في تصورك ما الذي تحتاجه مصر الآن تحديدا؟ د. عبلة الكحلاوي: مصر تحتاج الآن توحيد الصفوف لمواجهة القادم وأن نكف عن الاحتجاجات الفئوية والمظاهرات التي توقف عجلة الانتاج بلا طائل وأن يعيدوا للدولة هيبتها واحترامها, فلن ترقي أمة متحفزة لرئيسها وجيشها وقضائها, وعلي الأزهر أن يخرج فورا ليعلم الناس منهج الوسطة, واعلموا أن سيناريو تفكيك مصر من المهام العاجلة الآن, وقالوا بالحرف الواحد.. حان الوقت لتنفيذ ذلك لأنها أصبحت مفككة بعناصر سلطوية كثيرة, وهي الآن لا تشكل أي تهديد, استحلفكم بالله استفيقوا. تبديل الأحوال ثورة يناير بدلت الأحوال وهي أيضا تبدلت.. فلماذا تغيرنا بعد أن غيرنا أحوالنا؟ د. عبلة: الثورة بدأت بإرادة شعبية شارك فيها الجميع بتلقائية شديدة كما أشعل بارقتها الشباب الذين ظلوا أمدا بلا حوية اللهم إلا ظهور مكثف في الملاعب, وما عدا ذلك فلا تواجد لهم إلا باستبقاء الحد الأدني في الحياة, ولهذا كان التحرير هو الرئة النقية التي تنفس منها كل من استشعر مرارة القهر والظلم والكمد, وكل من رفض التوريث وكل من تجرع هوان دولة بحجم مصر وكل من راعه خلو الساحة من العلماء والرأي الحر, وكل من أحزنه هجرة العقول والمفكرين والاكتفاء بالحد الأدني في التعليم والخدمات عموما وكل من أبكاه الشباب المهاجر الذي يموت غرقا من أجل لقمة العيش. ومن أحزنه نسبة الأمية الذي تعدي ال04% من حجم السكان. { وماذا عن الوضع الآن؟ د. عبلة الثورة الآن تصمت قليلا علي قدر تعاظم أهداف الثورة وسموها إلا أنها لم تخطو خطوة نحو الأمام فيما ذكرت سابقا وأخفقت في استبقاء وحدتها وروحها القوية, وظهر الانقسام والفرقة وتيارات عديدة لم يبق شباب الثورة علي الصمود أمامها, حيث انقسموا إلي أكثر من002 آئتلافا وفقدوا تعاطف وتأييد بعض الأطياف, بل أخذتهم تجليات نشوة اسقاط النظام فظلت النبرة الثورة دون علاج للقضاء علي الفقر والجهل والمرض وتوفير حياة كريمة ونهضة تليق بمصر, بل عمت الفوضي والبلطجة. نحن نحتاج ثورة علي العنف والفوضي والانقسامات التي تضر بالاقتصاد وبحاضر شعبنا ومستقبله, نحن نحتاج موجة ثانية من الثورة تقوم علي نشر الحب والتوافق بدلا من الكراهية التي حولت البلاد إلي فرق مختلفة تعطل مصالح الشعب. صورة مشروعة { وسألت عن الحكومة واسلوب اختيارها في ضوء الحكومة الجديدة وما تبعها. وردت الداعية عبلة الكحلاوي مادامت هذه الحكومة تم اختيارها بصورة مشروعة فلابد لنا أن نمنحهم الفرصة المناسبة الواجبة وإن كنت أعتب عليهم اليد المتراخية, فالنيات الحسنة لاترد عدوا ولا تحقق أمن ولا تصنع أمة ولابد من الحزم اللائق حتي يفهم الجميع معني الديمقراطية, وللحق لن تقوم الحكومة وحدها بكل هذه الأعباء, وإنما علينا من منطلق المسئولية أن يؤدي كل منا دوره. التوبة إلي الله وماذا تتمنين في هذه الأيام المباركة؟ أتمني من الله في هذه الأيام المباركة أن نتوب إلي الله وأن نرجع إليه وأن يعود الأمن والأمان وأن تستعيد الدولة هيبتها, فالتطاول علي أعمدة الدولة يفقدها هيبتها في الداخل والخارج, وأتمني القضاء علي العشوائيات, فلدينا0511 منطقة عشوائية و41 مليون مصري تحت خط الفقر وبالطبع هذا يفرز البلطجة والجريمة ولا يتصور ردود أفعالهم علي أبسط الأمور, فما بالنا بمن يحركهم ضد الدولة بكل أجهزتها, وأتمني في هذه الأيام المباركة أن نتأسي بأخلاق الحبيب المصطفي الذي علمنا أن الكلمة الطيبة صدقة, وفي حديث آخر انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق وفي الحديث قال الرسول صلي الله عليه وسلم: إنما مثلي ومثل الأنبياء قبلي, كمثل رجل بني بناء فأحسنه وأكمله وأجمله إلا موضع لبنة فجعل الناس يطوفون به فيقولون: ما رأينا بناء أحسن من هذا إلا موضع هذه اللبنة, ألا وكنت أنا تلك اللبنة, وهذا قمة التواضع والأدب والاعتراف بالآخر, فالأخلاق هي التي جعلت الرسول قطبا جاذبا لمعادن الرجال الذين حملوا الأمانة فأنشأ بهم دولة الطهر والعفاف والأخلاق, وأتمني يا أحباب أن نتحاب كما جمعتنا المساجد وحلقات الذكر وموائد الرحمن والاعتكاف, أن نتحاب في الله وأن نشعر بهذا المدد الرباني الذي جعله الحق في فطر الخلائق إلي أن تقوم الساعة, فالمحبة مكون روحي كالنسيم المعطر يطيب عيش البشر ويقول الحق علي لسان عباده: والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا, ربنا إنك رءوف رحيم. فهذا توافق روحي يبقي علي مر الأجيال إلي يوم أن يساق الذين اتقوا ربهم إلي الجنة زمرا. وتضيف د. عبلة.. أتمني أن تعمر القلوب بالمحبة وليس الضغينة, وأذكر قول الحق: وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم وأتمني أن نتعبد بحق فنتدبر قوله تعالي: ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم.. تدبروا يا أحباب معي حديث رسول الله اقرأوا القرآن ما أتلفت عليه قلوبكم إذا اختلفت فقوموا, ولقول الحبيب أيضا إذا تعاطي الناس أسباب المحبة واستغنوا به عن الحكام, وأوجه تحيتي وسلامي لكل أم شهيد قدم روحه فداء للوطن وتحية تقدير إلي أبنائي حماة الثغور المرابطين لحماية الوطن, ونحن نسخط إذا أنقطعت الكهرباء وتوقفت أجهزة التكييف تحية اكبار لكل مصري حر شريف يعمل في صمت لا يبتغي إلا وجه الله والحيلولة دون سقوط هذا البلد. تحية اكبار واعزاز لكل من يواجهون البلطجة وعتاب المهربين والمجرمين وتحية لمن يعملون لرفعة هذا الوطن ولكل قلم حر شريف يكتب لمصلحة الوطن.