عندما قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن بناء الإنسان أهم وأصعب من بناء الحجر، فإنه كان يلخص جوهر التحدى الذى تواجهه مصر وهى تخطو على طريق إعادة بناء دولة عصرية. والحقيقة أن ورشة العمل المصرية الممتدة على طول عرض الوطن من أجل تجديد وتحديث البنية الأساسية وتدوير عجلة الإنتاج الزراعى والصناعى بأفضل درجات الكفاءة والإتقان ليست مجرد اعتمادات مالية يتم توفيرها للبناء والترميم والاستصلاح والاستزراع وتوفير المياه والطاقة الكهربائية اللازمة للتشغيل، وإنما هى فى الأساس محصلة إرادات وضمائر كامنة فى النفس البشرية وكلما كانت هذه النفس عفية ونقية وطاهرة كان المردود عاليا وإيجابيا. لقد أراد السيسى أن يقول بكل الصراحة: إن بناء الإنسان القادر على مواجهة تحديات المرحلة الصعبة التى نعيشها هو أصعب المهام التى تعمل الدولة تحت قيادته على تذليلها، لأن مجالها يكمن فى أعماق الناس وفى صلب ضمائرهم وداخل خلايا عقولهم من أجل الارتقاء بدرجة الشعور بالمسئولية فى حتمية المشاركة الحقيقية فى صنع التغيير المنشود لبناء مصر الجديدة. إن إحياء الشعور بالمسئولية هو أحد أهم ركائز البناء الصحيح للإنسان المصرى وبما يؤهله لكى يكون عنصرا فاعلا ومؤثرا فى خلية العمل المتحركة لتغيير وجه الحياة فوق كل ربوع الوطن من أجل إحداث تغيير أساسى فى العلاقات الاقتصادية والاجتماعية يصب فى صالح المواطن فى نهاية المطاف كإحدى الثمار المرجوة من استكمال برنامج إصلاح اقتصادى يؤهل الدولة بعد تعظيم مواردها للوفاء بجميع الاحتياجات الخدمية والتنموية الضرورية. ويقينا فإن بناء الإنسان الذى تحدث عنه السيسى ليس ترفا سياسيا ولا إبداعا فكريا وإنما هو استشعار صادق لواقع الحال فى وطن يحلم أبناؤه بيوم قريب تتكافأ فيه الفرص فى الصحة والتعليم والعمل والرعاية الاجتماعية، وساعتها يمكن لنا أن نقول إننا بنينا مصر الجديدة عن طريق بناء الإنسان المصري.. وساعتها يحق لنا أن نحتفل بإنجاز الحلم المنشود! خير الكلام: أكثر ما يتعب الإنسان أن يظل واقفا فى مكانه! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله