سعيد حلوي: لماذا يتجرأ الناس علي أوقاف المسلمين؟! سيظل هذا السؤال حائرا بلا إجابة طالما أن المسئولين كل المسئولين يغضون الطرف عن التعدي عليها, ويجعلون أذنهم من طين والأخري من عجين! بحكم خبرتي في المجال الديني التي طالت لأكثر من ربع قرن, أقول وبكل الصدق والوضوح, لولا تجرؤ المحافظين ورؤساء الوزارات وغيرهم من كبار المسئولين, وقبلهم ضعف الوزراء المسئولين عن هذه الأوقاف لما تجرأ مواطن علي اغتصاب أرض ملك للوقف أو عقار تم التبرع به لله تعالي. أي محافظ يريد أن يفتتح مشروعات, أو يبني إسكانا, أو يقيم حديقة عامة, لايجد أمامه سوي أرض الأوقاف, فيستولي عليها دون مقابل والأدهي أنه يعتبر ذلك شطارة, فالوقف الخيري ملك لله تعالي وبالتالي فالسيد المحافظ هو الوكيل عن رب العزة, كما يعتبر البعض منهم أن مال الوقف.. ليس له صاحب وأنه مال سايب, وحين تأتي لحظة الحساب قد يأتي معها فرج الله. والسيد رئيس الوزراء السابق لم يجد أمامه لتلبية رغبة بعض الشباب الا وضع اليد علي أرض الوقف لاقامة حديقة عامة هو يعلم قبل غيره أنها بعد قليل ستتحول الي مقلب للقمامة, ومرتع خصب لحقن الماكس والبانجو وغيرهما, وان شاء الله سنعوض الأوقاف فقط حين ميسرة بينما علي بعد خطوات قليلة أرض مطار إمبابة ملك الدولة يمكن إقامة عشر حدائق للشباب والكبار والأطفال عليها بل ومراجيح متنوعة وأيضا والجميع يعلم جيدا أن الناس علي دين ملوكهم, فإذا لم يقدر المسئول قيمة وقدر مال الوقف لن يقدر المواطن العادي ذلك.. والدليل أن كل مواطن بني أو تعدي علي أرض الوقف حين تتحدث معه يكون رده الجاهز: روحوا اتشطروا علي الحكومة. فليكن رمضان شهر العودة الي الله بترك المعاصي واجتناب الذنوب وأولها الاعتداء علي مال الأوقاف سواء كان وقفا خيريا أو حتي أهليا, ولتكن البداية أيضا من المسئولين.