* 31 مليون جنيه لإحياء الأبنية القديمة والمهن التراثية والسياحية * إعداد 25 أثرا بالمنطقة لاستقبال المهرجانات والمعارض الخاصة بالحرف
تتولى الإدارة العامة للحفاظ على تراث القاهرة حاليا تسجيل وصيانة العقارات والأبنية ذات الطابع المعمارى المميز، المهددة بالتخريب فى أنحاء القاهرة التاريخية منها سوق السلاح بالدرب الأحمر والخليفة للحفاظ على التراث وتوعية سكان هذه المنطقة التاريخية المهملة بضرورة الحفاظ عليها وتنميتها وتطويرها بما يتناسب مع طبيعتها التاريخية، وتطوير ورفع كفاءة شارع سوق السلاح وإعادة تأهيل العقارات ورصف الشوارع ورفع المخلفات واستغلال أراضى الفضاء مما جعل الشارع مهيأ لاستقبال مشاريع تطوير وإعادة استخدام المبانى التراثية وطرحها فى خطة السياحة وإحياء المهن التراثية.
يعود تاريخ شارع سوق السلاح إلى 700 عام فى منطقة الدرب الأحمر بجنوب القاهرة يحيطه جنوبا ميدان قلعة صلاح الدين وجامع الرفاعى ومدرسة السلطان حسن ومسجدى قايتباى الرماح وجوهر اللالا ويقع باب الوزير وباب الوداع الى الشرق من الشارع وفى الشمال جامع الازهر والحسين وخان الخليلى وشارع المعز ويتقاطع الشارع فى نهايته الشمالية مع باب الوزير وشارع حمام بشتاك. ويعتبر شارع سوق السلاح الامتداد الجنوبى لشارع المعزوكان يطلق عليه «سويقة العز» نسبة إلى الأمير عز الدين بهادر أحد أمراء المماليك البحرية، وبمرور الوقت أصبح اسمه «سوق السلاح»، لانتشار ورش ومصانع الأسلحة مثل الرماح والسيوف والدروع وكان يقدم خدمات التسليح فى حكم المماليك، ومع انخفاض الطلب على هذه الأسلحة، تحولت الورش إلى إصلاح المسدسات والبنادق، حتى خمسينيات القرن الماضى ثم تحولت المحلات لنشاطات أخرى. مشروعات أثرية وأكد المهندس سعيد البحر المدير التنفيذى لمشروع الحفاظ على تراث القاهرة أن تطوير سوق السلاح يشمل نحو 25 مشروعا أثريا تشمل «زاوية عارف» و«ربع التبانة» و«ساحة جوهر اللالا» الذى انتهينا منه، ومشروع تطوير «ربع المانسترلى» كما أعادت المحافظة تهيئة 12 عقارا بالشارع بتكلفة 21 مليون جنيه، بالتعاون بين المحافظة ووزارة الأوقاف لإعادة ترميم ربع المانسترلى بالشارع، وتوظيفه فندقا سياحيا تراثيا بمستوى الثلاثة نجوم، وبما يتناسب مع استخدامه الأصلى فندقا للطلبة الدارسين فى مدرسة «ألجاى اليوسفي» التى تقع جواره بسوق السلاح، وليصبح مصدر جذب للسياحة الداخلية والخارجية، حيث تقدر تكلفة المشروع بنحو 10 ملايين جنيه، وأجرت الإدارة مبادرات ونظمت معارض لإحياء الحرف التراثية بالمنطقة والترويج لها لتكون المنطقة أكثر استعدادا لاستقبال السياحة، كما تشمل الانجازات التراثية بالمنطقة إعادة تأهيل ساحة «جوهر اللالا»، وتأهيل العقارات المطلة عليها وتهيئة الساحة وإعدادها لاستقبال المهرجانات والمعارض الخاصة بالحرف التراثية. طراز معمارى مميز وأشار إلى أن هناك أبنية تم تسجيلها عقارات ذات طراز معمارى مميز فى شارع سوق السلاح وهى : العقار رقم 44، وتأهيل ربع المانسترلي، وأرض درب الحصر، ومشروع أرض التبة، والأراضى الفضاء، بإزالة 320 طنا من المخلفات وتحويلها إلى ساحات انتظار لسيارات الزوار، فضلا عن تنظيم حملات توعية للسيدات والأطفال بالنادى القومى للدرب الأحمر، وتوزيع صناديق قمامة داخل المنطقة، وتعليق لافتات بأسماء بعض الشوارع، وتجهيز حديقة المحمودية، وتنفيذ أعمال التشجير وزراعة النخيل بالساحة أمام ربع المانسترلى، وامتداد التطوير لمنطقة الخليفة بتحويل موقع تجمع النفايات بأرض درب الحصر إلى ملعب وتشغيله بواسطة مديرية الشباب، وإعادة تأهيل العقارات ذات الطراز المعمارى بمنطقة الخليفة للحفاظ على النسيج العمرانى الخاص بالمنطقة، ومنها مشروع المنتزه التراثى بأرض التبة، وتصميم منتزه الخليفة التراثى البيئى للتخلص من المياه الجوفية، وتحويل الأرض إلى منتزه تراثى اجتماعى يتضمن ناديا اجتماعيا، وحضانة وجيم رياضي، ومكتبة وورش حرف تراثية للتصنيع ومنفذا لبيعها، لجذب السياحة الداخلية، والترويج للأماكن التراثية والتاريخية، وتنظيم جولات ورحلات سياحية للجمهور وطلاب الجامعات والمدارس تحت اسم «امشى واتكلم عن القاهرة التاريخية» كما تنظم المحافظة بمشاركة المجتمع المدنى بفعاليات دورية لجذب السياحة للمنطقة. معالم أثرية وأكدت الدكتورة ريهام عرام مدير إدارة الحفاظ على تراث القاهرة أن الخطة تشمل كثيرا من المعالم الاثرية بشارع سوق السلاح منها : بوابة منجك السلحدار: أنشأها فى عام (748 هجرية - 1347م) الأمير منجك السلحدار، وهى من أروع الآثار المملوكية، ومازالت تحتفظ برونقها التاريخى والنقوش من السيوف والدروع رمز الشارع قديما، وتمت إحاطتها بسور حديدى للحفاظ عليها، ثم نأتى إلى «مسجد ومدرسة ألجاى اليوسفي» : والذى أنشأه فى عام (774 ه - 1373 م) الأمير «سيف الدين ألجاى » مدرسة ومسجدا، ويتميز المسجد بأبوابه العملاقة وساحته الداخلية الكبيرة، وأطلق عليه اسم جامع «السايس» نسبة للسايس الذى كان يرعى فرس السلطان حسن، ويعقبه «سبيل مصطفى سنان» (1040 ه- 1630 م) والذى أنشأه الأمير مصطفى جلبى سنان باشا زاده، ويزين الواجهة «نص التأسيس» وهو مغلق فى انتظار الترميم وإعادة التأهيل، وتجرى دراسة لإعادة استخدامه بما يفيد السكان ويجذب الزائرين، أما المنزل فيتميز بطرازه المعمارى الذى يتشابه مع السبيل، ويتكون من ثلاثة أدوار، ونوافذ مزينة بالمشربيات، أما «مسجد سعود الرفاعي» فبرغم أن حجمه صغير، لكن له أهمية كبيرة لدى أهالى المنطقة لاعتقادهم أنه من نسل الشيخ أحمد الرفاعي، مؤسس الطريقة الصوفية الرفاعية . الأسبلة صدقة جارية وأضافت أن سوق السلاح يتميز أيضا بسبيل وكتاب رقية دودو: الذى أقيم فى عام (1174ه /1761م) ويعد من أهم الأسبلة الملحقة بكتاب فى القاهرة، وينسب إلى السيدة «رقية» ابنة «رضوان كتخدا الجولفى»، قائد مجموعة المماليك الجولفية، وأنشئ صدقة جارية على روح «رقية دودو بنت بدوية شاهين بنت الأمير رضوان بك»، وتقع الواجهة الرئيسية له على شارع سوق السلاح، ويجسد قمة التطور الفنى لذلك العصر، بما يضمه من مشغولات نحاسية وحوض سبيل، إلى جانب أنه كان مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم والأحاديث النبوية، وأقامت الآثار سياجا حوله لحمايته. حمام بشتاك ثم يأتى بعده «حمام بشتاك»: والذى أنشأه فى عام (742 ه/1332م) الأمير «سيف الدين بشتاك الناصري» ويعتبر من أشهر وأندر الحمامات فى مصر، وظل السكان يستخدمونه لسنوات طويلة، وهو مغلق الآن، ويتميز بواجهته الفريدة وعقده المكسور، ويزين الواجهة لقب الأمير بشتاك «الجمدار»، وسجلت محافظة القاهرة واجهة الحمام طرازا معماريا مميزا، أما جامع «ألتى برمق»: أنشأه فى عام (033ه- 1623م) محمد أفندى بن محمد الأسكوبي، الشهير باسم ألتى برمق (ومعناها: ذو ستة أصابع) ويقع فى نهاية شارع سوق السلاح مع تقاطع شارع الغندور، ويتميز بالطراز العثمانى الواضح فى شكل المئذنة، بالإضافة إلى وجود محلات تعمل كوقف يُدر عائدا لتغطية مصاريف المسجد. سبيل رقية دودو أحد معالم المنطقة
ويأتى بعده «سبيل وكتاب الأمير حسن اغا كوكليان» الذى أنشئ فى عام (1694) وهو من الجوامع المعلقة، وبنيت أسفله مجموعة من الحوانيت للصرف من ريعها على الجامع وإقامة الشعائر، وللجامع ثلاث واجهات وتوجد المئذنة فى الطرف الشرقى من الواجهة، وتتكون من طابقين، الأول مثمن والثانى مستدير أسطواني، تعلوه قمة مدببة على الطراز العثمان، وتليها مدرسة الأمير قطبغا الذهبى (748ه/1347م) وتقع فى شارع سوق السلاح فى الدرب الأحمر، كان المبنى قد وصل إلى حالة سيئة إلى أن قامت بإنقاذه وترميمه لجنة حفظ الآثار العربية فى عهد الخديو عباس حلمى الثاني، وكسيت جدران الواجهة من الخارج الحجر الأبلق، وبه النص التأسيسى: «أمر بإنشاء هذه المدرسة المباركة الجناب العالى المولوى السيفى قطلوبغا الذهبى الملكى المظفرى» وذلك فى سنة (748 م) ثم تأتى «زاوية عارف» وهى جامع يقع فى شارع سوق السلاح، وليس مسجلا كأثر، ويعد نموذجا فريدا للعمارة العثمانية، ويرجع تاريخ إنشائه إلى عصر الخديو اسماعيل، وبه حوانيت وواجهة ذات شبابيك دائرية، لكن الجامع بحالة سيئة منذ زلزال 1992، وتدرس وزارة الاوقاف ترميمه مع محافظة القاهرة وجهاز التنسيق الحضارى.