كتب:خالد أحمد المطعني هو الجد الثامن عشر للنبي صلي الله عليه و سلم و يكني أبا إياد, و قيل: كان يكني أبا ربيعة, و قيل: بل أبا قضاعة وهو الأظهر و الله أعلم, وأمه معانة بنت جوشم بن جلهمة بن عمرو, وقيل: أمه ناعمة بنت جوشم, وهي من جرهم. وكان والده معد بكني أبا نزار, وله أربعة عشر أخا شقيقا و أختا شقيقة كلهم لأم واحدة هم قنص و قناصة و سنام و حيدان و حيدة و حيادة و جنيد و جنادة و القحم وعبيد الرماح و العرف و شك و قضاعة. وقيل أنه كان فريد عصره في جماله و إن النور كان باديا بين عينيه, و إن أباه فرح بولادته فرحا عظيما, ونحر الإبل و أطعم الطعام, و قال: هذا نزر في حق هذا الغلام فسمي نزارا. كان نزار سيد ولد أبيه و عظيمهم, وقد عاش في مكة, وكان له من الولد أربعة هم: مضر و إياد و ربيعة و أنمار و أمهم سودة بنت عك بن عدنان, و يقال: إن أم مضر و إياد حبيبة بنت عك بن عدنان, و أم ربيعة و أنمار جدالة بنت وعلان بن جوشم الجرهمي, ولما حضرت الوفاة نزارا قسم ميراثه علي أولاده الأربعة; فأعطي مضر و إياد و ربيعة و أنمارا ماله كله, و أعطي أنمارا جارية له تسمي بجيلة فسمي بها. وتزوج أنمار في اليمن فانتسب ولده إلي الخؤولة, فمنهم بجيلة و خثعم. و أما ولده ربيعة بن نزار فإنه فارق إخوته فذهب إلي بطن عرق إلي بطن الفرات, وانتشر ولد ربيعة بن نزار وولد ولده حتي كثروا و امتلأت منهم البلاد وكثرت عشائرهم و قبائلهم. وذكر الدكتور محمد عبده يماني في كتابه( أجداد النبي صلي الله عليه وسلم)أنه كانت لربيعة أيام مشهورة معروفة كان لهم الظفر في أكثرها, منها يوم السلان بين مذجح و أولاد معد فهزموا مذجحا و كان لهم النصر و الظفر, ومنها يوم خزاز بين جموع من اليمن جاءت تريد ولد معد فالتقوا وعلي رئاسة ولد معد كليب فالتقوا بخزازفهزمت جموع اليمن. ومنا يوم الكلاب كانت بين سلمة بنت الحارث و أخيه شرحبيل بن الحارث بن عمرو الكندي, وانحازت قيس مع شرحبيل وانحازت ربيعة مع أخيه سلمة, فكثرت ربيعة عددا علي قيس فقتلت ربيعة شرحبيل بن الحارث بن عمرو وكان النصر لربيعة.ومن الأيام أيضا يوم البسوس ويوم ذي قار, فأما البسوس فبين بني شيبان و تغلب, و سببها أن جساسا قتل زهير بن جشم الكلبي فنشبت الحرب و استمرت أربعين سنة هلك خلالها الكثير من شيبان و تغلب. و أما يوم ذي قار فكانت بين الفرس و قبائل شيبان مجتمعة, و سببها أن كسري أبرويز قتل النعمان بن المنذر ملك المناذرة و أرسل إلي هانئ بن مسعود يطلب ودائع النعمان التي عنده وفيهم ابنة النعمان ودروعهو سلاحه و أمواله, فرفض هانئ ان يسلمه ما يريد فقامت الحرب, واجتمعت قبائل شيبان تحارب مع هانئ بن مسعود, واجتمعت الفرس مع من معها من قبائل العرب, فالتقوا بذي قار و حاربوا الفرس و هزموهم, وكان أول يوم انتصرت فيه العرب علي العجم. وأما إياد بن نزار فنزل اليمامة فولد له أولاد كثيرون وانتسبوا إلي قيس, وكانت ديار إياد بعد اليمامة الحيرة فنزلوا الخورنق و السدير, ثم أن كسري أجلاهم عن ديارهم فأنزلهم تكريت, ثم أخرجهم منها إلي بلاد الروم فنزلوا بأنقرة, وكان رئيسهم ذلك الحين كعب بن مامة, ثم خرجوا بعد ذلك, و جماهير قبائل إياد بطون مالك وحذافة ويقدم و نزار. وكانت قريش و بنو معد كلهم علي بعض دين إبراهيم, يحجون البيت, ويقيمون المناسك, ويقرون الضيف, و يعظمون الأشهر الحرم, وينكرون الفواحش و التقاطع و التظالم, ويعاقبون علي الجرائم, فلم يزالوا علي ذلك ما كانوا ولاة علي البيت, وكان آخر من قام علي الحرم من ولد معد ثعلبة بن إياد بن نزار بن معد, فلما خرجت ولاية البيت من إياد ووليت خزاعة حجابة البيت غيروا بعض ما كان عليه الأمر في المناسك, حتي كانوا يفيضون من عرفات قبل الغروب, ومن جمع قبل أن تطلع الشمس.