كتب:خالد أحمد المطعني هو الجد العاشر للنبي صلي الله عليه وسلم وكان يكني أبا غالب, وهوجماع قريش في قول هشام الكلبي, أمه جندلة بنت الحارث بن جندل بن عام, و عند ابن إسحاق: أمه جندلة بني الحارث بن مضاض بن عمرو الجرهمي, و قال معمر بن المثني: أمه سلمي بنت أد بن طابخة ابن إلياس بن مضر. وقيل: إن أباه سماه فهرا لأنه كان ظاهر الطول حين ولد, وسمته أمه قريشا, وقيل: لأنه كان يقرش الناس, ويفتش علي حاجاتهم, ويسعي لقضائها, وكان أولاده يسعون معه في حوائج الناس ويرفدونهم, وفهر بن مالك هو الجد الجامع لقريش, فما فوقه لا يسمي قرشيا, بل كناني. وذكر الدكتورمحمد عبده يماني في كتابه( اجداد النبي صلي الله عليه وسلم)أن ما قاله فهر في وصيته لابنه غالب حين حضرته الوفاة, يدل علي وفور عقله, وعمق تجربته و خبرته في الحياة, وعلي عزة نفسه, وزهده في الدنيا حيث قال لولده في وصيته:... ثم أقتصر علي قليلك و إن قلت منفعته, فقليل ما في يدك أغني لك من كثير مما أخلق وجهك إن صار إليك. وكان فهر في زمانه سيد الناس في مكة والحرم, فقد روي ابن إسحاق أن فهرا جمع تحت لوائه قريشا, و كنانة, وخزيمة, و أسد, وجذام, ومن كان معهم من أفناء مضر, وخرج بهم لحرب حسان بن عبد كلال الحميري حين نزل بنخلة فأغار علي سرح الناس, ومنع الطريق, وكانت معه قبائل حمير يريد أن ينقل أحجار الكعبة إلي اليمن ليجعل الحج إلي بلاده ولكنه خاف أن يدخل مكة, وكان فهر رئيس الناس يومئذ فخرج بمن كان تحت لوائه, و قاتل حسان ومن كان معه من حمير قتالا شديدا,فهزمت حمير, ووقع ملكهم حسان بن عبد كلال في الأسر و بقي في الأسر ثلاث سنين, وكان الحارث بن فهر هو الذي أسره, وقتل في الحرب فيمن قتل حفيده ابن قيس بن غالب و ظل حسان في مكة أسير, حتي افتدي نفسه منهم, فلما أطلق سراحه مات وهو عائد إلي بلاده بين مكة و اليمن.