و الجد الثالث للنبي صلي الله عليه وسلم وكان اسمه المغيرة, وأمه حبي بنت حليل بن حبشية بن كعب بن عمرو بن خزاعة, سماه أبوه المغيرة تفاؤلا بأن يكون محربا للأعداء, وقد أعطاه الله جمالا وحسنا باهرا. فكان يقول له: القمر لجماله, ثم خلف أباه قصيا علي قريش فأصبح أمرها إليه, واختلط بمكة رباعا لقومه, كما فعل أبوه قصي من قبل, وكان مطاعا في قومه, وهو الذي عقد الحلف لقريش مع النجاشي في تجارتها إلي أرضه, وهو الذي عقد الحلف لقريش مع هرقل لأن تمشي في بلاده آمنة, فكانت قريش تقوم برحلة الإيلاف بموجب هذه الأحلاف, فلا يعترض لقوافلها معترض, في الصيف إلي الشام وفي الشتاء إلي اليمن و الحبشة. وعلي بني عبد مناف اقتصر النبي صلي الله عليه و سلم حين أنزل الله تبارك و تعالي عليه( و أنذر عشيرتك الأقربين) الشعراء:214, فصنع لهم طعاما وأنذرهم. وذكر الدكتورمحمد عبده يماني في كتابه( اجداد النبي صلي الله عليه وسلم) أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أنزل الله تعالي علي النبي صلي الله عليه و سلم( وأنذر عشيرتك الأقربين) خرج حتي علا المروة فقال: يا آل فهر, فجاءته قريش, فقال أبو لهب بن عبد المطلب: هذه فهر عندك فقل, فقال: يا آل غالب, فرجع بنو محارب و بنوا الحارث ابنا فهر, فقال يا آل لؤي بن غالب, فرجع بنوا تيم, فقال يا آل كعب بن لؤي فرجع بنوا عامر بن لؤي, فقال: يا آل مرة بن كعب فرجع بنو عدي بن كعب و بنو سهم و بنوا جمح, فقال: يا آل كلاب بن مرة فرجع بنو مخزوم بن يقظه بن مرة وبنوا تيم بن مرة, فقال: يا آل قصي فرجع بنوا زهرة ابن كلاب, فقال: يا آل عبد مناف فرجع بنوا عبد الدار بن قصي و بنوا أسد بن عبد العزي بن قصي, فقال أبو لهب: هذه بنوا عبد مناف عندك فقل. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم( إن الله قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين و أنتم الأقربون من قريش, و إني لا أملك لكم من الله حظا ولا من الآخرة نصيبا إلا أن تقولوا لا إله إلا الله, فأشهد بها لكم عند ربكم, و تدين لكم بها العرب, و تذل لكم بها العجم) فقال أبو لهب: تبا لك! فلهذا دعوتنا, فأنزل الله تبارك وتعالي: تبت يدا أبي لهب وتب.....( المسد1). وروي ابن سعد في الطبقات عن محمد بن السائب عن أبيه قال: ولد عبد مناف بن قصي ستة نفر,وست نسوة:المطلب بن عبد مناف, وكان أكبرهم, وهو الذي عقد الحلف لقريش من النجاشي في متجرها إلي أرضه, وهاشم بن عبد مناف, واسمه عمرو وهو الذي عقد الحلف لقريش من هرقل لان تختلف إلي الشام آمنة, وعبد شمس بن مناف, وتماضر بنت مرة بن مرة هلال.. بن قيس عيلان بن مضر,ونوفل بن عبد مناف وهوالذي عقد الحلف لقريش من كسري إلي العراق, وأبا عمرو بن عبد مناف, وأبا عبيد درج: وأمهم واقدة بنت أبي عدي بن زيد بن مازن بن صعصعة, وريطة بنت عبد مناف ولدت بني هلال بن معيط من بني كنانة بن خزيمة وأمها الثقفية. كان عبد مناف مطاعا في قريش, وقد اشتهر وطار صيته في حياة أبيه, وبلغ من حتي لقب الفياض, وكان أشرف أولاد أبيه قصي, وأعلاهم شهرة, وأقواهم شوكة, وكان في يده لواء جده نزار, وقوس جده إسماعيل بن إبراهيم_ عليهما السلام_ وفيه قال الشاعر: كانت قريش بيضة فتفلقت فالمح خالصه لعبد مناف وأوصي قريشا بمكارم الأخلاق وصلة الأرحام.. قال الشافعي: كان عبد مناف مطاعا فيقريش,واشتهر صيته وطار ذكره في حياة أبيه, وكان يقال له: قمر البطحاء لحسنه وجماله, ويقال له: الفياض لكثرة جوده, وكان أشرف أولاد أبيه وأشهرهم و أقواهم شوكة, وكان في يده لواء جده نزار, وقوس جدهم إسماعيل.