ما إن يهل شهر رمضان الكريم، حتى تنتشر موائد إفطار الصائمين، وكانت «موائد افطار الصائمين» تمثل قديما «ظاهرة»، واتهم البعض القائمين عليها، أو المنفقين عليها بالتظاهر بفعل الخير، والتباهى بهذه الموائد، وأى الموائد أكبر أو تقدم أصنافا أفخم من الطعام لضيوفها. حتى أصبحت هذه «الظاهرة» شيئا عاديا الآن نراه فى جميع شوارع القاهرة وأحيائها سواء الشعبية أو الراقية، ونفس الحال فى المساجد. وما أراه أحيانا ويراه غيرى، من إسراف فى هذه الموائد، وتبذير، وعدم توجيهها الوجهة الصحيحة إلى المستهدف إليهم، جعلت البعض يطالب بالتوقف عن إقامة موائد رمضان، على أن تقدم بدلا منها «شنطة رمضان» تتضمن العديد من المواد التموينية التى تحتاجها الأسر الفقيرة، لتقوم هذه الأسر بإعداد موائدها فى المنزل، وهو شىء أنفع، حيث تجتمع الأسرة بالكامل على مائدة واحدة، وتطبخ بطريقتها المحببة، والأهم أن الإهلاك يكون منعدما، حيث يتم الطبخ على قدر الحاجة. وعلى هذا بدأت فكرة «شنط رمضان» تنتشر وتنافس موائد إفطار الصائمين التى لا تحقق الهدف المنشود من إقامتها، ولكن تظل مشكلة «توزيع شنط رمضان»، حيث شاهدت كثيرا من المتبرعين، يوزعونها فى الشوارع علي كثير من محترفى التسول، ولمن لا يستحقونها، وهؤلاء يحترفون جمع هذه الشنط، تاركين المحتاجين الحقيقيين المتعففين فى منازلهم. فإذا كان الهدف من «شنط رمضان» هو تجاوز سلبيات «موائد الإفطار»، فإن عدم تحرى المحتاجين إليها، يقلل إن لم يفسد الفكرة من أساسها، ولعلها نفس فكرة توزيع الصدقات والزكاة التى يستسهل البعض تقديمها لمحترفى التسول فى الشوارع، دون المحتاجين الحقيقيين، فلماذا لايتم تقديم الصدقات إلى المحتاجين الحقيقيين ماديا فى منازلهم بدلا من موائد وشنط رمضان بعيدا عن التباهى والتفاخر. لمزيد من مقالات ◀ جمال نافع