القارئ سيد أحمد من إمبابة يسأل: هل يجوز للصائم تناول الإفطار على موائد الرحمن التى يقيمها الراقصات والأقباط والمختلفون فى الفكر كالإخوان والعلمانيين والشيعة، مع ملاحظة أننى سلفى، وهل يمكن تجهيز شنطة رمضان بدلا من مائدة الرحمن؟ يقول الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى الأسبق يقول للصائم المحتاج أن يأكل من أى طعام وضع أمامه ولليس للمحتاج أن يسأل عن مصدر المال، المهم البعد عن لحوم الخنازير والخمور، أما نوعية الكسب فالثواب والإثم لصاحبه وعليه، فيجوز تناول الطعام على موائد الرحمن التى يقيمها الراقصات والفنانون عموما والأقباط والمختلفون فى الفكر والمذهب. وموائد الرحمن عمل من أعمال التكامل والتعاون والبر فضلا عن الإطعام والإشباع،ويستحق فاعلوه الدعاء من الناس والأجر والثواب من الله فإذا كان تقديم الإطعام من أنفع القربات وأعظم الصدقات فمن هو المستحق لهذه الصدقة؟ هل كل من فى الطريق سواء كان فقيرا لا يجد أم كسولا لا يعمل، أم محترفا للتسول والتطلع لأموال الله وأموال الناس بغير حق؟ وقد توافق الفقهاء على أن الإنفاق علانية مستحب فى المصارف العامة كالمساجد والمستشفيات والمدارس وكل المساهمات الخيرية فى الحياة العامة.. أما الإنفاق سرا فهو مخصص لأفراد أصحاب الحق المعلوم من الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات لأن الشرع قد حفظ كرامة الإنسان غنيا كان أم فقيرا.. فهل الأولى والأجدى والأقرب إلى شرع الله أن يذهب الطعام إلى بيوت أصحاب الحق؟ أم أن يضطر أصحاب الحق إلى الذهاب إلى الموائد فيراهم الناس. والحق يقتضى أن نؤكد أن صانعى الموائد لا يبغون رياء ولا ظهورا لكن حبهم فى الخير استدرجهم إلى هذا العمل الكريم، وما نحاول الآن إلا ترشيده وتصحيح مساره وتعظيم ثوابه وتوفير نفقات الإعداد والفرش لإضافة قيمتها للصدقة الفعلية. فهل نفكر جميعا تفكيرا منطقيا شرعيا نحول به مائدة الرحمن إلى شنطة رمضان توزع على أصحابها المستحقين لها عند دخول رمضان؟ ومن ناحية أخرى فإن التفقه يجعلنا نتساءل هل إفطار 1000 صائم طوال رمضان أفضل عند الله أم رعاية 10 أسر فقيرة طوال العام أولى وأكثر ثوابا؟! نقول إن رعاية أسرة فقيرة طوال العام خير من إطعام 100 صائم طوال رمضان.. لأن الصيام لا يحتاج لإشباع فالصائم تشبعه اللقمة واللقمتان.. أما الأطفال والمرضى والعجزة ومن لا عائل لهم حاجتهم الدائمة فشمولهم بالرعاية أعظم عند الله، وقد بلغ فقه بعض المحسنين أن يبعث بوجبة الإفطار لعساكر المرور وأمثالهم الذين يمنع واجبهم وجودهم فى البيوت ساعة الإفطار فذلك فقه عظيم وصدقة أعظم. أما ما يسأل عنه القارئ من إمكانية إقامة المائدة أو شنطة رمضان من أموال الزكاة فلاشك أنها لا تصلح من الزكاة لأن الزكاة حق مالى معلوم لأصحابه يديرون به مصالحهم بين الطعام والملابس والدواء والتعليم والسكن والزواج، فإذا تصرف كل غنى فى زكواته فإن الفقير لا شك فى حرج حيث يكثر عنده الطعام ويحتاج إلى سائر تكاليف الحياة.. وهناك من يقول إن الفقير قد يشترى بالأموال سجائر أو مخدرات إلخ فلا يحل لنا أن نغير طبيعة الفرض اللهم إلا أن توجد مؤسسات أمينة تبحث حالات الفقراء وتتصدى لأولويات حوائجهم