طالب الاتحاد المصري للتأمين بتوسيع مجالات التعاون بين شركات التأمين والقطاعات الحكومية والخاصة، خاصة شركات التكنولوجيا الزراعية، وإطلاق برامج توعوية وتدريبية للمزارعين لتعزيز فهمهم بمزايا التأمين الزراعي الذكي. وشدد اتحاد الشركات على ضرورة دعم مبادرات الدولة في مجال التأمين متناهي الصغر لتغطية صغار المزارعين وتحفيزهم على تبني تقنيات الزراعة الذكية.
وأكد الاتحاد خلال تقرير حديث على ضرورة تطوير منتجات تأمينية متخصصة تراعي طبيعة المخاطر في بيئة الزراعة الذكية، سواء كانت ناجمة عن التغير المناخي، أو الأعطال التقنية، أو الهجمات السيبرانية. وأبرز أهمية الاستثمار في التحول الرقمي واستخدام التقنيات التأمينية الحديثة لرفع كفاءة العمليات التأمينية من حيث التسعير وسرعة التعويض، بما يعزز من قدرة القطاع الزراعي على مواجهة التحديات. لجنة متخصصة للتأمينات الزراعية وفي إطار جهوده لدعم هذا التوجه، قام الاتحاد بالتعاون مع الجهات المعنية برصد وتحليل بيانات الطقس في مصر، كما أنشأ لجنة متخصصة للتأمينات الزراعية تهدف إلى دراسة التجارب الدولية واستكشاف مدى ملاءمتها للتطبيق المحلي. وقد أثمرت جهود هذه اللجنة عن إعداد أول وثيقة تأمين زراعي في السوق المصرية لتغطية المحاصيل المروية، وتعمل حاليًا على تطوير وثائق جديدة لتغطية المحاصيل الاستراتيجية، بما يعزز من مرونة القطاع الزراعي في مواجهة المخاطر. تشهد الزراعة الحديثة تحولًا جذريًا بفضل تبني تكنولوجيا الزراعة الذكية، التي تستخدم البيانات وتحليلات المعلومات لتعزيز الإنتاجية والممارسات المستدامة. وتهدف هذه التقنيات إلى تحسين كفاءة الإنتاج الزراعي من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي ، إنترنت الأشياء ، والطائرات بدون طيار ، و الاستشعار عن بُعد، والتكنولوجيات الزراعية الدقيقة. علاوة على ذلك، تسهم التكنولوجيا الحديثة في مكافحة التغير المناخي وتأثيراته السلبية على الزراعة من خلال تطوير نظم زراعية مستدامة تعتمد على الزراعة العمودية والزراعة المائية، كما تتيح هذه التكنولوجيا إنتاج المحصول في بيئات متحكم بها، مما يقلل الاعتماد على الأرض الزراعية التقليدية. كما تتضمن حلول التكنولوجيا الحديثة أدوات مثل الزراعة الذكية، التي تُستغل فيها البيانات التنبؤية لتخصيص الممارسات الزراعية لتحقيق أفضل النتائج. كما تعزز تكنولوجيا الزراعة الحديثة من معايير الأمن والصحة الغذائية، حيث يمكن تتبع المنتجات الزراعية باستخدام تقنيات البلوكتشين، الأمر الذي يضمن أمانها منذ مرحلة الإنتاج وحتى وصولها للمستهلك. وقد أظهرت الدراسات أن هذه الابتكارات تؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتقليل الفاقد الزراعي، مما يسهم في تأمين الغذاء لعدد كبير من السكان عالمياً. لذا تبرز أهمية هذه التكنولوجيا كعامل رئيسي في تحقيق التوازن بين التغذية السليمة والممارسات الزراعية المستدامة، بالإضافة إلى قدرة المزارعين على التكيف مع التحديات البيئية والاقتصادية. وعلى الرغم من الفوائد العديدة لهذه التطورات، إلا أن المخاطر التي قد تنشأ عن استخدامها تتطلب تحليلاً دقيقًا، حيث يصبح التأمين ضد هذه المخاطر جزءًا أساسيًا من استدامة الزراعة الذكية. و تتمثل أهمية التأمين في ضمان استمرارية العوائد الاقتصادية وتقليل الخسائر المحتملة الناتجة عن الأعطال التكنولوجية، والتهديدات السيبرانية، والتغيرات المناخية. ويأتى دور التأمين فى توفير التغطيات التأمينية المناسبة لمواجهة المخاطر المتزايدة مثل الفيضانات، والآفات، والأعطال التكنولوجية. وفي هذا السياق، يتطلب الأمر التنسيق بين المزارعين، وشركات التأمين، وشركات التكنولوجيا لضمان تصميم حلول تأمينية ملائمة تعكس الطبيعة الديناميكية للزراعة الذكية وتقديم حلول مستدامة للتحديات التي قد تواجه المزارع. ستساعد هذه الديناميكية في تحقيق توازن بين تحقيق أقصى استفادة من التقنيات الحديثة وضمان الحفاظ على الموارد الطبيعية والسيطرة على التقلبات الاقتصادية. بناءً على هذه المخاطر، أصبح من الضروري دراسة كيفية تصميم حلول تأمينية للمزارع الذكية لتعويض المزارعين عن الأضرار الناتجة عن هذه المخاطر. تعريف الزراعة الذكية تُعرّف الزراعة الذكية بأنها أنظمة زراعية متكاملة تُستخدم فيها تقنيات حديثة لتعزيز كفاءة الإنتاج الزراعي وتحقيق استدامة بيئية واقتصادية. و تعتمد هذه المزارع على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بما في ذلك إنترنت الأشياء، الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، لتمكين المزارعين من مراقبة وتحليل الظروف البيئية ونمو المحاصيل بشكل دقيق ، يساهم هذا التوجه في تحسين الإنتاجية الزراعية، تقليل الفاقد، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية في السوق العالمية.
إحدى السِمات البارزة للزراعة الذكية هي الاستخدام المكثف للأنظمة التلقائية التي تضمن التكيف السريع مع المتغيرات البيئية. على سبيل المثال، يتم استخدام أجهزة الاستشعار لتحليل مستوى الرطوبة في التربة ودرجة الحرارة، مما يتيح التحكم الذكي في نظم الري والتسميد، بالإضافة إلى ذلك تسهم تقنيات مثل الزراعة العمودية وإضاءة LED الذكية في تقليل استهلاك الموارد، مثل المياه والطاقة، وتحسين جودة المحاصيل من خلال دمج هذه التقنيات، حيث تعكس المزارع الذكية رؤية شاملة تهدف إلى تحقيق إنتاج زراعي مستدام وقادر على تلبية احتياجات السكان المتزايدة. وتعتبر الزراعة الذكية نموذجاً للحلول الزراعية المستقبلية، حيث تدعم الابتكار وتسهّل تكيّف المزارعين مع التحديات الراهنة، مثل التغير المناخي والطلب المتزايد على الغذاء، من خلال تحليل البيانات الكبيرة، مما يمكن المزارعين من اتخاذ قرارات مبنية على أدلة واضحة تعزز من كفاءة العمليات الزراعية ، لذلك فإن فهم خصائص الزراعة الذكية وإسهامها في تحسين أداء القطاع الزراعي يعتبر خطوة محورية نحو تعزيز الأمن الغذائي والاستدامة البيئية.