كل عام وأنتم بخير فقد بدأ شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار، فهذا الشهر الكريم بدأ بأهم صفاته وهي الرحمة، وبالرحمة نفتتح بها كل أعمالنا وكل سورة نقرأها في القران الكريم، وهذا أكبر دليل على أن التعامل في الإسلام يبدأ بالرحمة، فقد قدمه الله سبحانه وتعالى على باقي أسمائه الحسنى. إن الله تعالى جلت قدرته ذكر الرحمة في القرآن أكثر من (268) مرة وذكر مشتقات الرحمة حوالي 5% من آيات القرآن الكريم. وللرحمة قيمة عظيمة وواسعة فلا تجد قضية تناولها القرآن الا وكانت الرحمة علتها ومقصدها، سببها وغايتها وقد وصف الله سبحانه وتعالى أيضاً رسوله الكريم في قوله "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين" فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءاً، وأنزل في الأرض جزءاً واحداً". فهذا الحديث يبين سعة رحمة الله تعالى لجميع خلقه، فإذا كانت الرحمة التي نراها في الأرض تساوى واحداً في المائة من رحمة الله تعالى، فكيف برحمته تعالى التي تساوي تسعاً وتسعين!، ويستتبع خلق الرحمة خلق الصفح والعفو والتجاوز والإعراض. فنحن جميعا نطلب الرحمة من الله التي وسعت كل شيء. ويجب علينا أن نتحلى بالرحمة بيننا وبين بعض حتى تستقيم الحياة وتستقر في مجتمعنا، فإذا اتصف المجتمع بها ورحم القوي الضعيف ورحم الصحيح المريض ورحم الرجل المرأة ورحم الكبير الصغير انتشر في المجتمع الاستقرار وإذا استقر أنجز وإذا أنجز تقدم. إن لفظ الرحمة يحمل معاني تشمل كل الخير والنفع، الذي يعود على الإنسان في دنياه وآخره. إن ما بنا من نعمة فمن رحمة الله. فالله يختص برحمته من يشاء و هو أرحم الراحمين. فلا تيأس ولا تقنط من رحمة الله فمن لا يرحم لا يرحم فلنبدأ بالرحمة بيننا حتى يرحمنا الرحمن برحمته ونفوز بها جميعا في هذا الشهر الكريم. [email protected] لمزيد من مقالات سمر عبدالفتاح;