إن أخشى ما أخشاه اليوم وقد وصلنا إلى موعد الذكرى السبعين لنكبة فلسطين هو ان تنفلت الأمور وتخرج عن سيطرة محركيها فى غزة، وبدلا من إرسال المواطنين البسطاء فى القطاع إلى الحدود مع إسرائيل لاقتحامها فيما يسمى بمسيرة العودة الكبرى، بدلا من ذلك، تسود الفوضى ويندس المتشددون وسط المدنيين، وبالتالى تكون لدى قوات الاحتلال الذريعة لارتكاب مذبحة تحت اسم الدفاع عن نفسها، وبالتالى يتعاطف معها الغرب كما يحدث دائما وسبب مخاوفى هو ماحدث فى مسيرة العودة يوم الجمعة الماضى والتى كانت تحمل اسم مسيرة جمعة النذير، ولكنها كانت نذير شؤم لأن المتطرفين استغلوها لإحراق الجانب الفلسطينى من معبر كرم أبوسالم متسببين فى خسائر بملايين الدولارات ووقف تدفق البترول ومواد البناء على القطاع وإغلاق المعبر لأجل غير مسمي. وتشير التقارير إلى أن جيش الاحتلال سيقيم طوقاً بشرياً مكوناً من مئات الجنود حول البلدات الإسرائيلية لضمان التصدى لأى عملية تسلل محتملة فى اتجاه تلك البلدات خلال مسيرات اليوم والغد، وسينشر وحدات خاصة لتنفيذ عمليات معقدة حال قامت حماس بنشر قوة النخبة التابعة لها، ومئات القناصة الإسرائيليين الذين سيتم نشرهم على خط الدفاع الأول، علاوة على جلب كميات هائلة من قنابل الغاز لمواجهة الحشود الفلسطينية، ولكن يبقى السيناريو الأسوأ، وهو التحول من الدفاع إلى الهجوم وبدء عدوان غير مسبوق ضد القطاع، ورغم إيمانى الكامل بحق الفلسطينيين فى انتهاج كل السبل، خاصة السلمية منها لاستعادة حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم المستقلة إلا ان الأمور يجب أن تتم بعقلانية، ومن خلال قيادة موحدة تمثل الجميع وتحسب حسابا لكل السيناريوهات حتى لاتزداد الأوضاع تعقيدا ويخسر البسطاء قى القطاع الكثير. لمزيد من مقالات أشرف ابو الهول