موسي حسين غابت في السنوات الأخيرة بقصد أو بغير قصد المسلسلات الدينية عن الخريطة الرمضانية التي تزدحم كل عام بأعمال اجتماعية فشلت في الوصول الي قلوب وعقول المشاهدين إلا القليل منها بسبب عدم وجود النص الجيد والتكرار في مضامين الموضوعات والاعتماد علي النجوم الكبار أو النجم الأوحد الذي ثبت فشله بصورة كبيرة لأن فريق عمل أي مسلسل مثل فريق الكرة لابد أن يكونوا جميعا في مستوي متقارب لكي يفوزوا في البطولات واللافت للنظر فيما يعرض علي الشاشات, سواء في هذا العام أو الأعوام السابقة, هو ندرة الأعمال الدينية بل ربما تصل الي الاختفاء بعد أن كانت الدراما الدينية واحدة من أساسيات المشاهدين في شهر رمضان الكريم, فمثلا يعرض هذا العام عمل يتيم واحد من بين أكثر من70 مسلسلا وهو مسلسل الغزالي الذي يحكي قصة حياة الإمام أبو حامد الغزالي ودوره في العديد من الفتاوي والقضايا التي تهم المسلمين في كل زمان ومكان, وفي المقابل نجد الخريطة الرمضانية تعج بالأعمال الاجتماعية التي تتناول قضايا للجريمة والرومانسية والعلاقات الإنسانية وهي قضايا تم طرحها في العديد من الأعمال وتكاد تكون مكررة وسطحية ومملة, ناهيك عن عدم قدرة أي مشاهد علي متابعة كل هذه الأعمال, بالإضافة الي البرامج الكثيرة التي تعرض علي كل القنوات, والسؤال الذي يطرح نفسه إذا كانت المسلسلات الدينية لا يتم التركيز عليها والاهتمام بإنتاجها خلال شهر رمضان الذي هو شهر للعبادة والتقرب الي الله فمتي يتم إنتاجها والاستفادة من مضمونها, خاصة أن لدينا العشرات بل المئات من الشخصيات الإسلامية والمواقع والمعارك والقصص الدينية التي يمكن أن تصلح لتقديم مسلسلات ذات مضمون جيد يغذي العقول والقلوب ويسهم في زيادة الوعي الديني والثقافة الإسلامية في ظل هذه الهجمة الشرسة علي ديننا السمح من كل الاتجاهات, وإذا كان الكثير من المنتجين لا يحبذون إنتاج الأعمال الدينية التي لا ترضي طموحاتهم في الربح المطلوب فيجب علي الدولة التدخل لإنتاج الأعمال الدينية التي افتقدتها الشاشة بشكل كبير في السنوات الأخيرة.