«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في المستشفيات والمراكز الطبية
نهر الخير‏..‏ يخفف الآلام
نشر في الأهرام اليومي يوم 11 - 08 - 2012

المرضي من أكثر الفئات حاجة للرعاية والاهتمام‏..‏ فهم الذين يتحملون الآلام الجسيمة والنفسية وقد تطول رحلة علاجهم في انتظار الشفاء والتخفيف من الآلام‏..حقا لدينا الكثير من المستشفيات التي تستقبلهم وتستضيفهم وتعالجهم وترعاهم, لكن الامكانات أقل بكثير من الاحتياجات الفعلية خاصة أن العلاج في كثير من المستشفيات يتم بالمجان اعتمادا علي الدعم الحكومي لقطاع الصحة, وأيضا علي التبرعات المادية والعينية التي يرتفع مؤشرها في فترات معينة من السنة, أعلاها في شهر رمضان المعظم, وذلك اعتمادا علي تخصيص نسبة كبيرة من التبرعات تدعم مركز الكلي بالمنصورة
كتب - محمد جمال الدين:
في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ظهرت مشكلات مالية قد تهدد مسيرة النجاح الطويلة والفريدة لهذا الصرح الكبير المعروف باسم مركز الكلي بالمنصورة صاحب الشهرة العالمية, وأول وأكبر المراكز العلمية الطبية في الشرق الأوسط المتخصصة في مجالات الكلي الصناعية وزراعة الكلي وجراحة الأورام السرطانية بالمسالك البولية والذي يستقبل أطباء العالم في تخصص المسالك لينقل لهم خبراته حتي يستفيدوا منها في هذا المجال الحيوي وهو يعمل جاهدا الآن رغم الأعباء المالية الإضافية التي وصلت إلي أكثر من34 مليون جنيه لاستكمال مسيرته منتظرا دعم أهل الخير والحكومة.
الدكتور أحمد شقير نائب مدير مركز أمراض الكلي والمسالك البولية بالمنصورة يشير إلي أن العيادة الخارجية تفحص أكثر من600 حالة يوميا ولدينا240 سريرا لخدمة مرضي الكلي وجراحة المسالك البولية, وأن العلاج المجاني هو الأساس في علاج معظم المرضي والمركز مشهور بزرع الكلي وعلاج أورام المسالك البولية خاصة سرطان المثانة وتحويل مجري البول, وقد تم إجراء أكثر من2500 حاله نقل كلي, وأكثر من5000 عملية استئصال جذري للمثانة وتحويل مجري البول, وأكثر من5000 عملية استبدال بمثانة أخري من الأمعاء, وأكثر من60 ألف حاله لعلاج جميع حصوات المسالك البولية بالتفتيت والمنظار والفتح. وقد قام الدكتور محمد غنيم بعمل تخصصات دقيقة داخل المسالك البولية بحيث يقوم مجموعة من الأطباء بالعمل في تخصص دقيق واحد ضمانا للإتقان والجودة فيوجد تخصصات زرع الكلي, وأورام المسالك البولية, ومنظار المسالك البولية, وجراحات الأطفال, وجراحات أمراض المسالك البولية عند النساء, ومناظير البروستاتا, كما يوجد بالمركز أيضا قسم خاص للفشل الكلوي وغسيل الكلي, وبالنسبة للأنشطة الأكاديمية و البحثية هناك أكثر من700 بحث عالمي منشور في الدوريات الطبية الدولية خلال العقدين الأخيرين, ومعظم أطباء المركز أعضاء في الكثير من الجمعيات الطبية العالمية.والعديد منهم محكمون للدوريات الطبية العالمية وأكثر من ثلثي الأطباء بالمركز حصلوا علي جوائز قومية وعالمية, ويضم المركز بيتا لحيوانات التجارب به العديد من الحيوانات التي تجري عليها أبحاث عالمية في مجال أمراض و جراحات الكلي و المسالك البولية وهو من أحد المراكز المعتمدة لمنظمة الصحة ومعتمد للتدريب من الجمعية العالمية للمسالك البولية, ويتميز هذا الصرح بالدورات التدريبية العالمية وبرامج التدريب للأطباء المقيمين المصريين والعرب والأجانب من جميع أنحاء العالم, وكذلك الدورات التعليمية لطلبة كلية الطب والدراسات العليا عن طريق التعليم الالكتروني, ويمنح القسم درجة الماجستير والدكتوراه في جراحة المسالك البولية.ويتميزالمركز بوجود دوائر تليفزيونية لغرف العمليات مع قاعتين للاجتماعات للتعليم الجراحي المباشر.وشبكة كمبيوتر عملاقة لحفظ جميع بيانات المرضي وتشمل الأشعات والفحوصات الطبية المختلفة.مع إمكانية الاتصال عبر الأقمار الصناعية لبث أو استقبال المؤتمرات العالمية والجراحات المختلفة و.يقدم المركز مساعدات مالية و عينيه شهرية للفقراء من المرضي غير القادرين علي العمل.ويوفر فرص عمل لأكثر من1400 عامل و موظف. وقد شهد المركز إجراء أول حالة في مصر عام1976 ومنذ ذلك الحين وحتي الآن تم زرع أكثر من2500 حالة من متبرعين أقارب أحياء وهو أكبر عدد علي مستوي مصر0
طبيعة خاصة
والمركز كما يقول الدكتور احمد شقير ذو طبيعة خاصة من حيث الخدمة المقدمة للمتعاملين معه علي مستوي محافظات الجمهورية وبالأخص محافظات الجوار والتي تشمل الشرقية والغربية ودمياط وكفر الشيخ بالإضافة إلي الدقهلية, الأمر الذي يتطلب عمل جميع العاملين والأطباء من الساعة الثامنة صباحا وحتي الرابعة بعد الظهر باستثناء الورديات التي تستمر علي مدي ال24 ساعة ويترتب علي ذلك أعباء مالية إضافية نتيجة لصرف حافز المركز بنسب متفاوتة من الراتب0وأنه نتيجة لقرارات التثبيت الخاصة بجميع حالات العمالة المؤقتة والتي وصلت إلي406 حالات وزيادة حافز الجامعة من150% إلي200% وتدبير الزيادة من الموارد الذاتية ترتب عليه زيادة الأعباء إلي مبلغ سنوي أكثر من مليونين و500 ألف جنيه سنويا, وأنه بتطبيق نظام التفرغ للأطباء ونتيجة إثابتهم وصرف مكافآت نهاية العام لجميع العاملين والتي تقدر بسته أشهر وكذلك المناسبات الدينية والأعياد( والتي تقدر أيضا بستة اشهر بلغ جملة ما يصرف حوالي10 ملايين جنيه, وأنه نظرا لعدم ورود تمويل بالباب السادس في الموازنة ولاحتياج المركز إلي شراء أجهزة وآلات حديثة تم شراء جهاز جراح آلي يبلغ ثمنه21 مليون وخمسمائة ألف جنيه وذلك لسرعة إجراء العمليات لأكبر عدد من المرضي كل ذلك من الموارد الذاتية وبالتالي يكون إجمالي الأعباء الملقاة علي عاتق المركز اكثر من34 مليون جنيه0 هذا بالإضافة إلي صدور تعليمات من وزير المالية بضرورة توريد نسبه20% من جملة إيرادات الصناديق الخاصة يئول للخزانة العامة للدولة قبل خصم المصروفات مما يترتب عليه نقص الموارد الذاتية التي ينوء بها بحمل المصروفات السابق ذكرها.
يصارعون الموت لغياب الامكانات: قلوب أطفال مصر..مازالت تنتظر
كتبت - نيرمين قطب:
في مستشفي طلبة ابو الريش للتأمين الصحي المعروف بمستشفي اطفال مصر يرقد اطفال ربما لا تتعدي اعمارهم الايام علي اسرة العمليات والعناية المركزة في انتظار دورهم لإجراء جراحات دقيقة وخطيرة بمركز جراحة القلب وينتظر الآلاف غيرهم الذين لا يجدون مكانا للعلاج بعد أن وصل عدد الاطفال الذين يولدون سنويا بأمراض وعيوب خلقيه في القلب إلي عشرين الف طفل ضاق بهم جميعا الحال وأغلقت أمامهم الأبواب وأصبحوا يصارعون الموت وحدهم بين مستشفيات جامعية وحكومية عجزت أن تحل مشاكلهم وتفتح لهم الأبواب لإجراء الجراحات المطلوبة لعدم توافر الامكانات.
فالمركز الوحيد التابع للدولة الذي يجري جراحات القلب لأطفال التأمين الصحي في مصر يعاني من مشاكل بالجملة ادت إلي تراجع عدد العمليات التي كانت تجري به سنويا مما ترتب عليه تراكم الأطفال في قائمة انتظار طويلة وحدوث حالات وفيات وصلت إلي حوالي25% بين هؤلاء الأطفال الذين ينتظرون علي قائمة انتظار الجراحة!
ولكن ما الذي وصل بالمركز إلي هذا الحال بعد أن كان ثالث أكبر مركز لجراحات قلب الأطفال في العالم من حيث عدد الجراحات التي كانت تجري به سنويا!؟
الصيانة كانت المتهم الاول الذي ادانه الدكتور شريف عزب أستاذ جراحة قلب الأطفال بطب عين شمس ومدير مركز جراحة القلب بمستشفي أطفال مصر فانتهاء عقود الصيانة بالمركز وعدم تجديدها تسبب في حدوث أعطال في أجهزة الرعاية المركزة والعمليات حيث وصل العجز في أجهزة الحقن الوريدي إلي ما يقرب من80% من العدد المطلوب للمرضي في الرعاية هذا بالإضافة إلي توقف بعض الأجهزة عن العمل تماما مثل جهاز الموجات فوق الصوتية للقلب وبعض أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة أخري عديدة, مما يتسبب في تأجيل الجراحات العاجله فالعيوب الخلقية في القلب تتراوح بين عيوب خلقية بسيطة كحالات ثقب القلب بين الأذينين إلي الحالات المركبة والمعقدة كحالات انعكاس الشرايين وغيرها ومن بين هؤلاء الأطفال ما لا يقل عن خمسة عشر ألف طفل يحتاجون لجراحات في القلب أغلبها في السنة الأولي من عمر الطفل.
وتحدث الدكتور شريف عزب عن ضرورة إنشاء مراكز أخري لجراحة قلب الأطفال في مصر فعدم وجود مراكز أخري مماثله أدي إلي تكديس كل المرضي والأطباء في هذا المركز الوحيد وفي نفس الوقت لم تقدم الدولة الدعم المادي المطلوب لهذا المركز ولم يستمع المسئولون في عصر النظام السابق إلي شكوي الأطباء المتكررة.
اما المتهم الثاني فهو الإعلام الذي يلومه الدكتور محمد طه مدير مستشفي اطفال مصر متحدثا عن حالة التعتيم الإعلامي وغياب صورة المركز من الميديا في مصر علي وجه العموم ويري ان المركز دفع ثمنا باهظا لحالة اللبس عند رجل الشارع والمسئولين بين هذا المستشفي اطفال مصر ومستشفي أبو الريش الجامعي التابع لجامعة القاهرة أما هذا المركز الذي نتحدث عنه فهو يقع في قلب مستشفي طلبة أبو الريش أو مستشفي أطفال مصر التابع لفرع القاهرة للتأمين الصحي وهو لا يتبع مستشفي أبو الريش الجامعي ولا يمت له بأي صلة!!
يلتقط الدكتور شريف عزب اطراف الحديث مرة اخري ويقول: الشيء المحزن في هذا الموضوع أن المركز يضيع من بين أيدينا الآن ولا نستطيع أن نفعل شيئا فبعد أن كنا نجري يوميا سبع عمليات قلب مفتوح أصبحنا نجري عملية واحدة أو عمليتيان بشق الأنفس وذلك بسبب التراجع الشديد في منظومة الرعاية والعمليات وما أصاب الفريق الجراحي حاليا من إحباط نفسي يعود إلي أننا نشاهد الأطفال يصارعون الموت وأمامنا لا نستطيع إدخالهم للجراحات مع أن المركز لا تنقصه البنية الأساسية فهناك ثلاث غرف عمليات مجهزة علي أعلي مستوي وهناك حوالي عشرين سرير رعاية مركزة ويعمل بالمركز نخبة من أفضل جراحي القلب للأطفال في العالم تدربوا جميعا بالخارج وعملوا في أكبر المراكز الجراحية في العالم في جراحات قلب الأطفال وكل ما يحتاجه المركز هو الدعم المعنوي والمادي والمتمثل في إعادة تفعيل عقود الصيانة الطبية ومجموعة أجهزة ومستلزمات لا يتعدي ثمنها مليون جنيه يتم بها إنقاذ حياة عشرات الأطفال من الموت قبل الجراحة أو بعدها وهذا المبلغ البسيط كفيل بحل كل مشاكل المركز الحالية وشراء أجهزة الحقن الوريدي وجهاز الموجات فوق الصوتية, وثلاثة أجهزة تنفس صناعي وكابلات الرعاية المركزة وهذه الأشياء إذا لم يتم توفيرها فربما يغلق المركز أبوابه بالكامل في وجه هؤلاء الأطفال ويتركهم لمواجهة المصير المحتوم وهو الموت وإذا كانت الدولة تعاني حاليا عجزا في الميزانية ولا تستطيع زيادة الإنفاق علي المستشفيات العامة فماذا عن المجتمع المدني وماذا عن الجمعيات الخيرية والدينية وماذا عن برامج التليفزيون وماذا عن رجال الأعمال وأعضاء النوادي والتجمعات المدنية العديدة في مصر ألا يرق قلب كل هؤلاء فيتحركون ويذهبون لزيارة المكان ومشاهدة الأطفال الأبرياء لعلهم يفعلون شيئا قبل فوات الأوان وقبل أن تخسر مصر المركز الوحيد الذي يعالج مرض القلب من الأطفال الذين ينتمون إلي اسر معظمها من الشريحة الاجتماعية صاحبة الدخل المتدني والتي لا تستطيع الانفاق علي علاج اطفالها في المستشفيات الخاصة؟
مشاكل المركز لا يمكن اختصارها في هذه النقاط ولكنها تشمل نقص التمريض والبيروقراطيه في القواعد المنظمة وغيرها من العقبات التي تقف في طريق علاج اطفال لا حول لهم و لا قوة ويبقي الحل في يد الدولة من جهه وفي يد اهل الخير من ناحية اخري فأيهما سيكون اسرع ؟
[email protected]
طوق نجاة للمرضي بالدلتا: كبد المنوفية.. خارج الميزانية
كتب - محمود القنواتي:
انتشار أمراض الكبد في مصر خاصة الفيروسية أصبح حالة مستعصية لأن نسبتها تعدت10% والمشكلة ليست في العلاج بل الأهم هو الوقاية لكن هناك العديد من المرضي الذين ينزفون ويحتاجون علاج الاستسقاء وغيرها من المضاعفات المكلفة في علاج مرضي الكبد وصولا لزرع الكبد ويتوسط المعهد القومي للكبد بجامعة المنوفية الدلتا التي تعاني من أعلي نسبة إصابة ووفيات بسبب المضاعفات التي تستنزف المريض وأهله وميزانية الدولة..
وبمناسبة الأولمبياد المقامة في لندن يستحق هذا المعهد بلا رياء ميدالية ذهبية كبطل اذا اعتبرناه شخصا اعتباريا, فتشير تقارير الجهاز المركزي إلي أن نسبة الإشغال بالمعهد تصل إلي235%, وهذه النسبة تشير إلي قلة الإمكانيات والتجهيزات والغرف والرعاية, ويعوض ذلك النقص الفريق الطبي ومعاونوه, ويناشد المرضي وأهاليهم وفريق العمل الجميع خاصة القادرين باستكمال وتجهيز المستشفي الجديد الذي يستوعب أكثر من300 سرير ورعاية مركزة وعيادات جديدة ووحدات مناظير متكاملة وأشعة تصويرية وتداخلية وغرف عمليات وغيره.. كل ذلك مطلوب بصورة عاجلة, وعلي وزارة الصحة أن تسدد ما عليها من متأخرات مادية لهذا المعهد لإفاقته وتصل لأكثر من16 مليون جنيه, فالمستشفي القديم لم يعد يتحمل الزحام لدرجة حدوث بعض المشاحنات بين المرضي والأهالي.
وهذا المعهد بإمكانياته البسيطة أول من أدخل جراحات زرع الكبد في مصر عام1991 ولديه برنامج مستقر لزرع حالتين في الأسبوع بأيدي مصرية وبأقل تكلفة في العالم كله والأطفال جميعها مجانا.
يتردد علي العيادة نحو100 ألف مريض سنويا, بالإضافة للإجراء نحو11 ألف حالة مناظير مختلفة تشخيصي وعلاجي و1500 عملية جراحية وعلاج نحو3500 طفل ولإجراء300 ألف عينة تحليل بالإضافة لآلاف الحالات التي تجري لها أشعة تشخيصية أو علاجية تداخلية في العام, هذا ما يوضحه عميد المعهد الدكتور مجدي خليل, ويشير إلي أن هناك العديد من الضغوط علي المعهد, فالإمكانيات لايمكنها مواجهة هذا الكم من المرضي, كما أن الميزانية محدودة لاتتعدي مليوني جنيه سنويا, وللأسف المستشفي غير مدرج علي ميزانية الدولة, إلي جانب العلاج علي نفقة الدولة بقرار, ولم ترسل وزارة الصحة أي مبلغ وهذه مشكلة كبيرة وعقبة في علاج المرضي.
ويؤكد الدكتور مجدي خليل أن التبرعات تمثل جانب أساسي ويوجد منها تبرعات مالية وأخري عينية في شكل مناظير وأجهزة وغيرها, وأي مريض بأتي للمعهد واجب علينا علاجه مهما كانت الظروف لأن حالة المريض تكون خطيرة وسيئة وتستدعي علاجه مهما كانت التكلفة مما يضاعف الإشغال بالمعهد, حيث يوجد لدينا في المستشفي القديم100 سرير فقط, لذلك نحن في حاجة ماسة لإنهاء إنشاءات وتجهيز المستشفي الجديد الذي يضم أكثر من300 سرير, و18 سرير رعاية مركزة للباطنة و18 سريرا آخر لرعاية الجراحة, ونحتاج لنحو20 سرير رعاية متوسطة ملحقة بوحدة المناظير, وتبلغ تكلفة تشغيل الدور الثاني بالمستشفي10 ملايين جنيه الذي يضم التحهيزات المهمة من مناظير وأجهزة موجات فوق الصوتية, وبوجه عام يوجد حاجة ماسة إلي استكمال المستشفي الجديد, بدأ الإنشاء فيه عام2003 ولم يتم إنجاز إلا نحو20%, لكن من المقرر استكمال الهيكل الخرساني للثمانية أدوار بمسطح ألفي متر مربع للدور, وتعد هذه مرحلة الإنشاء لتبدأ مرحلة التجهيزات والتي تتطلب300 مليون جنيه, ولضرورة التوسع تم تجهيز جزء من الدور الأرضي كاستقبال وعيادات للتخفيف عن المبني القديم.
ويوضح الدكتور طارق إبراهيم رئيس قسم الجراحة ان القسم لايكتفي بعمليات الزرع الذي يعد جزء من عمله حيث تجري العديد من العمليات الصعبة منها جراحات أورام الكبد وإصلاح القنوات المرارية وجراحات البنكرياس والطحال, وارتفاع الضغط بالوريد البابي بالإضافة لعمليات الجراحة العامة لمرضي الكبد ويوجد وحدة للمناظير الجراحية, ولاستيعاب إجراء عمليتين في الأسبوع تم تحديث المبني القديم للعمليات والقسم الداخلي والرعاية وتم إضافة غرفة عمليات ثالثة ونحن بصدد إنشاء عناية مركزة متخصصة في جراحات الأطفال, ويهدف فريق زرع الكبد إلي إجراء5 عمليات في الأسبوع, ويتم تدريب جراحين وأطباء من خارج المعهد من الجامعات والصحة والدول العربية.
أما قسم الباطنة بمعهد الكبد فعليه أعباء شديدة وزحام مستمر فيقول الدكتور محسن سلامة رئيس القسم إن نسبة الإصابة بالفيروسات الكبدية تقدر بنحو12% وهذه نسبة مزعجة, وهي السبب الأول للوفيات في مصر, لانتشار نزيف دوالي المرئ والمعدة والاستسقاء والغيبوبة الكبدية وغيرها من مضاعفات الكبد ومنها الأورام, فمضاعفات الكبد مشكلة صحية ذات أعباء صحية اقتصادية واجتماعية كبيرة, ويقوم القسم بالعديد من الأبحاث للتصدي لهذا المرض, إلي جانب استقبال المرضي وعمليات التشخيص والعلاج وإجراء مناظير الجهاز الهضمي, وتثقيف أهل المرضي حتي لاينتقل المرض لباقي أعضاء الأسرة, فالمعهد يستقبل مئات المترددين يوميا والتي تفوق طاقة المعهد بكثير, وبالتالي إنهاء المستشفي الجديد حلم للمرضي والأطباء حيث يضم عددا كبيرا من العيادات تصل إلي31 عيادة ووحدات المناظير المتقدمة, ويؤكد علي أهمية دور التبرعات وضرورة مضاعفة ميزانية المعهد لعلاج الأعداد المتزايدة نتيجة انتشار المرض في الدلتا ونقص القدرة المالية للمرضي, والمعهد لايتلقي ميزانية علاجية من وزارة المالية كمستشفي مهم وله دوره القومي.
وحساب التبرع بالبنك الأهلي لمعهد الكبد1282, أو شيك بأسم المعهد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.