اختلفت التحليلات التى لاحقت إعلان مارك زوكربيرج مؤسس موقع «فيسبوك» ومديره التنفيذى حول إطلاق خدمة جديدة لمستخدمى تطبيق التواصل الإجتماعى الأشهر والأكثر إثارة للجدل تؤمن لهم فرصة للمواعدة، والدخول فى علاقات عاطفية، والوقوع فى الحب. فخلال مؤتمر «فيسبوك» السنوى، أعلن زوكربيرج أن هناك حوالى 200 مليون من مستخدمى موقعه يصنفون أنفسهم كعزاب، وبما أن رسالة الموقع فى الأساس هى التواصل، فكانت إضافة الخدمة الجديدة التى قد تكون سببا فى توفيق القلوب بتأمين التواصل للمستخدمين مع أشخاص من خارج قائمة «الأصدقاء» التابعين لهم. فإذا ركز مستخدم «فيسبوك»، فسيجد أن صفحته الشخصية ظهر مؤخرا فى أعلاها من جهة اليمين أيقونة صغيرة على هيئة «قلب»، فى حالة ما قام بنقرها، سيدخل إلى صفحة جديدة، ليبدأ فى إنشاء حسابه الشخصى للمواعدة، والذى لن يكون – لرفع الحرج - ظاهرا أمام أصدقاء الساعى وراء التعارف بغرض توفيق القلوب. وتمتاز صفحة المواعدة بأنها ستوجه المستخدم إلى الأنشطة والأحداث التى تجرى بالقرب منه جغرافيا، ويمكنه من خلال الصفحة الجديدة المشاركة فيها والتعرف على من أبدوا اهتماما بالأنشطة والأحداث ذاتها. ويمكن أيضا لكل مستخدم المبادرة للدردشة مع قائمة أصحاب الاهتمامات المشتركة. اللافت أن خيار الدردشة الذى توفره “فيسبوك” عبر خدمة “المواعدة” يراعى ألا يتجاوز كونه خيارا كتابيا بعيدا عن عناصر الصوت والصورة خشية الملاحقة والتجسس، كما أنه منفصل تماما عن تطبيقات “ماسينجر” و”واتس آب” الملحقة ب”فيسبوك”. ويقال إن خدمة زوكربيرج ل”المواعدة” ليست منزهة عن الغرض، فهى فى رواية جاءت كسبيل للمنافسة من جانب “فيسبوك” مع التطبيقات الإلكترونية المخصصة للمواعدة Dating، والتى بات مستخدموها يقدر عددهم بالملايين. وفى رواية أخرى، فإن “فيسبوك” يسعى للتجمل واستعادة جانب من شعبيته فى أوساط الشباب والتى تضررت نسبيا عقب الأزمات الأخيرة التى لاحقت موقع التواصل الشهير وأثارت الكثير من التساؤلات حول مدى احترام القائمين على “فيسبوك” لخصوصية المستخدمين وبياناتهم الشخصية.