أزمة بدون «لازمة».. جاءت على هوى «دولة» الفيسبوك.. لتشعلها.. جماعة «الإخوان ليمتد».. نارًا يريدونها لا تنطفئ.. على أمل أن تطول.. محمد صلاح النجم الذى يعشقه المصريون حبًا فى موهبته السلوكية وموهبته الكروية!. الأزمة.. صنعها اتحاد الكرة وليس محمد صلاح.. وهى نتاج طبيعى ومنطقى لكل من لا يحترم قانونًا.. ويتصور أنه فوق القانون.. وقناعته بأن الفهلوة و«الحداقة» يمكن أن تكون أسلوبًا للإدارة.. وتصميمه على «خلط» الخاص بالعام فى الإدارة والعمل.. رغم علمه وتأكده.. أنه خطأ.. ستنتج عنه حتمًا.. خطايا وأزمات.. ومع هذا مستمر.. ولماذا لا يتمادى ويستمر.. طالما أنه فى مأمن من المساءلة والحساب!. فى كل الدنيا.. الرعاية إحدي أهم وسائل الدخل للرياضة عمومًا والكرة تحديدًا.. ولذلك.. عقود الرعاية.. لا يجرؤ مخلوق على العبث معها.. لأنه عبث فى منظومة تدور فيها مئات المليارات من الدولارات.. وعليه لا مهادنة ولا رحمة مع من يحاول اللعب والتلاعب فى إمبراطورية الرعاية!. هذا يحدث فى كل الدنيا.. إلا عندنا.. والذى فعله اتحاد الكرة مؤخرًا مع صلاح مثال.. لا هو الأول.. ولن يكون الأخير.. لأن احترام القانون واللوائح ثقافة.. وهى فى إجازة مفتوحة.. والله وحده الأعلم بموعد عودتها!. اتحاد الكرة يكابر فى خطأ ارتكبته ولا يزال.. وبدلاً من الاعتراف.. أنه أعطى لنفسه ولشركته الراعية.. حقوقًا لا يملكها.. وبقدر ما يأخذ.. بقدر ما يضار صلاح المرتبط بعقد رعاية يفرض عليه واجبات ويعطيه حقوقًا ومحكوم ببنود موجودة فيما يعرف باسم «جدول المخالفات».. وأى مخالفة لهذه البنود.. غراماتها ضخمة جدًا.. للحد من المخالفات.. حماية لأهم مشروع فى كرة القدم تحديدًا.. ألا وهو الرعاية!. اتحاد الكرة بمنتهى البساطة.. ونتيجة للخلط القائم بين «الشخصى والرسمى».. أوقع محمد صلاح مع الشركة الراعية له وفقًا لبنود جدول المخالفات.. وهذا معناه غرامات ضخمة لابد أن يدفعها.. نتيجة أفعال اتحاد الكرة.. وعندما طلب صلاح من الاتحاد.. تدارك الأمر وعلاج الخطأ.. تعامل الاتحاد باستخفاف مع الموضوع.. حتى إن مسئولاً بالاتحاد فى تصريح له قال: سيبولى الموضوع.. وحأقول لصلاح يحل المشكلة!. المشكلة التى لم يحاول اتحاد الكرة أن يفهمها.. أنه هو من صنع الأزمة وهو من يحلها لأنه بالإعلان الذى أقحم صلاح فيه مع شركة منافسة للشركة الراعية لصلاح.. أصبح لزامًا أن يدفع صلاح غرامة كبيرة للشركة التى ترعاه.. فأى حل يملكه صلاح هنا؟ وأى إنهاء للأزمة.. وانتهاك بنود رعاية صلاح مع شركته قائم وموجود!. الحكاية ليست خناقة على إعلان.. إنما هى احترامنا لعقود وما فيها من بنود!. الحكاية.. أن يعرف كل من يريد التقدم للعمل العام.. أنه مسئولية.. وأن المنصب الذى يتقلده يفرض عليه مسئولية.. وأن احترام القانون.. حتمى وعليه الالتزام بهذا وتنفيذ ذلك.. لترسيخ وإرساء دولة القانون.. لأن أى شىء مخالف هو ترويج لدولة الفوضى!. أيضًا.. المشكلة فضخت من ينفذون بدم بارد.. عملية تجريف مصر من رموزها.. ووجدوا الأزمة التى صنعها اتحاد الكرة مع صلاح.. فرصة عمر لتبدأ حملة النيل من صلاح.. الذى صنع بنفسه لنفسه مجدًا.. هو فى الواقع مثال وقدوة.. ووضع الأمل فى متناول كل شاب.. وزرع للثقة فى عقول وصدور الشباب.. ثقة القدرة على النجاح مهما تكن الصعوبات.. باختصار نجاح محمد صلاح.. رسالة أمل هائلة.. لكل شاب وكل فتاة فى كل مجال وأى مكان بالوطن.. واستمراره.. استمرار ودوام.. للأمل والحلم والطموح واليقين.. وكلها أمور تمقتها وتكرهها جماعة «الإخوان ليمتد»!. اتحاد الكرة ينطبق عليه المثل القائل: «لا بيرحم ولا بيسيب رحمة ربنا تنزل»!. يعنى إيه؟. يعنى.. اتحاد الكرة.. الحالى والسابق والأسبق.. لا علاقة له من قريب أو بعيد.. بوصول محمد صلاح للعالمية.. وبدلاً من أن يشكره على مستواه الفنى والبدنى والأخلاقى.. الذى أسَرَ به العالم كله وليس إنجلترا وحدها.. راح يصدر له المشاكل.. ويضعه فى موقف يبدو فيه أن الخلاف على فلوس يريدها صلاح والحقيقة أنها مبادئ يتمسك بها صلاح!. يعنى اتحاد الكرة.. وقت كان صلاح طفلاً صغيرًا.. ويحلم أن يكون لاعب كرة.. وقتها وللآن.. اتحاد الكرة ولا هو هنا.. وقطاع الناشئين مثلاً.. الذى هو الأهم فى صناعة الكرة... خارج «رحمة» اتحاد الكرة.. والحقيقة أن إهمال هذه المرحلة السنية وعدم اعترافنا بأنها الأساس فى صناعة المواطن الصالح وليس فقط لاعب الكرة.. الحقيقة أنه إهمال عام.. فى التعليم وفى الصحة وفى كل مجال.. وهنا أتوقف قليلاً لأوضح أن أى إصلاح فى أى مجال يبدأ من مرحلة الطفولة.. وعليه!. التعليم الابتدائى فى كل الدنيا.. أهم مرحلة.. لها أفضل مُعَلّم ولها أكبر ميزانية ولها أهم اهتمام.. لأنها أهم سنوات فى حياة الإنسان.. والاهتمام بها.. ضمانة لمستقبل!. التعليم الابتدائى عندنا من سنين طويلة وللآن.. ولا على بالنا!. المُعَلّم.. الأقل علمًا والأقل خبرة والأقل راتبًا.. هو مُعَلّم الابتدائى!. مرحلة الابتدائى هى مرحلة الناشئين فى الكرة.. هى المرحلة المغضوب عليها تربويًا وعلميًا ورياضيًا!. المرحلة الابتدائية هى الأهم فى حياة الإنسان.. والسنوات الست الأهم فيها هو تعليم الطفل ممارسة الأنشطة التربوية.. وأهمها على الإطلاق الرياضية! هذه الممارسة احتياج بشرى وليست رفاهية.. وغيابها أو فقدانها يجعل الإنسان فريسة سهلة لأمراض العصر.. الاكتئاب والإدمان والتطرف!. عندما يمارس أطفالنا الأنشطة التربوية.. فالهدف الأساسى.. تلبية احتياج الإنسان لها.. والهدف التالى.. اكتشاف المواهب فى كل المجالات.. وكلما اكتشفنا الموهبة فى سن مبكرة.. أتيحت لنا ولها.. توفير أفضل رعاية.. فنية وسلوكية.. بما يضمن الوصول إلى المستويات العالمية!. كل شىء من هذا غير موجود عندنا.. بفعل فاعل أو جهل جاهل.. النتيجة واحدة.. الأساس ضعيف والناتج فى النهاية أضعف.. اللهم إلا من عدد قليل فى مجالات مختلفة.. هم استثناء للقاعدة.. والتميز عندهم بالفطرة وهبة من الله يعطيها لمن يريد.. ونجمنا محمد صلاح واحد ممن منحهم الله هذه الهبة المزدوجة.. موهبة فنية وموهبة سلوكية.. وهذا نادر جدًا حدوثه.. والسوابق فى عالم الكرة عندنا.. فيه مواهب كروية فذة رأينا ملامحها ولم نستمتع بها.. لأنها اختفت قبل أن تظهر.. لأنها موهبة كروية.. بلا موهبة سلوكية!. الطفل فى المرحلة الابتدائية.. هو فى مرحلة مَنْسِيَّة.. الداخل مفقود والخارج مولود.. وعندما تظهر حالة مثل محمد صلاح فهى استثناء نتاج صاحبها وليس إفراز منظومة.. وهذا ما يجب أن يعرفه ويتفهمه اتحاد الكرة.. ليعمل على إنهاء هذا الوضع المائل.. بدلاً من «التحرش» بالمواهب الفطرية التى أنعم الله بها علينا!. ........................................................ أغلب ظنى أن اتحاد الكرة.. تخيل وصدّق.. أن له فضلاً فيما وصل إليه محمد صلاح.. وعليه أعطى لنفسه حق العبث فى حقوق يملكها صلاح.. واندهش وامتعض.. من أن صلاح اعترض ورفض أن يدفع هو.. غرامة أخطاء الاتحاد.. ولذلك!. أرجو أن يفيق اتحاد الكرة من الحال الذى أوصله إليه خياله.. وجعله يقتنع بأن وصول محمد صلاح للعالمية.. نتاج فكر وتخطيط الاتحاد.. وإفراز منظومة المسابقات الكروية بمصر.. وتعبير عن حال وواقع الأندية.. أرجو أن يعرف الاتحاد.. أن محمد صلاح هو من نقل نفسه بنفسه إلى ما هو عليه.. أفضل لاعب فى إنجلترا هذا الموسم!. هو من فعل.. بفضل من الله.. وبحلم وطموح ويقين.. تخطى بهم كل ما فى مرحلة الناشئين من إهمال وفوضى!. محمد صلاح.. هو من صنع الحلم وآمن به!. هو من امتلك الطموح وأمسك عليه!.. وقبض بكل قوته على اليقين!.. اليقين بقدرته وموهبته وقدرته على تحقيق حلمه وطموحه ونجاحه!. بالحلم والطموح واليقين.. ارتقى صلاح درجات المجد.. من نادٍ إلى نادٍ.. ومن إنجاز لإنجاز.. إلى أن جعل الدولة التى اخترعت الكرة وبها أقوى دورى كرة.. تعترف بموهبته فى الكرة وموهبته الفذة فى السلوك والمعاملة والتصالح مع النفس.. وهذا الاعتراف.. عَبَّرت عنه جماهير الكرة الإنجليزية.. فى حبها الجارف واحترامها البالغ وتقديرها العظيم للنجم المصرى محمد صلاح!. وهذا الاعتراف سجله نجوم 92 ناديًا محترفًا فى إنجلترا.. باختيارهم صلاح أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى هذا العام!. الذى لم يدركه اتحاد الكرة.. أنهم فى بلد الكرة.. اختاروا صلاح الأول.. على كل نجوم الدورى الإنجليزى.. على اختلاف جنسياتهم ومختلف مدارسهم الكروية!. الذى يتجاهله اتحاد الكرة.. أن إنجازات محمد صلاح.. تخطت حدود الكرة.. وباتت رسالة عظيمة بالغة الأهمية والإيجابية للمصريين.. إعجاز هذه الرسالة.. أنها اختصرت قصة نجاح صلاح المبهرة فى كلمة واحدة!. نِقْدَر!. أنا وأنت وهو وهى.. فى أى مجال وكل مكان.. نِقْدَر ننْجَح.. لأن كل واحد منا.. داخله مقومات النجاح.. والقرار له!. نقدر.. ننقل مصر.. للمكان والمكانة التى تستحقها!. لو كل منا أخلص وأتقن عمله.. وبإذنك يارب سيحدث!. ........................................................ نِقْدَر هذه.. التى حقق بها محمد صلاح النجاح المذهل فى كرة القدم.. هل يمكن لاتحاد الكرة.. أن يصلح بها حال الكرة المصرية.. بداية من الناشئين ونهاية بالدورى الممتاز؟. سؤال صعب لم يعرف اتحاد الكرة إجابة له منذ دخلت الكرة مصر.. إلا أن شابًا من ريف مصر.. حل طلاسمه وقدم للعالم كله إجابة نموذجية للسؤال.. تقول: نقدر وممكن.. وما حققه شاب بمفرده.. سهل ويقدر عليه اتحاد الكرة .. لو عرف الحلم والطموح واليقين!. إذا كان السؤال الصعب إجابته فى متناولنا.. فلماذا بقى صعبًا؟!. وجه الصعوبة.. أن الكرة المصرية تحكمها وتتحكم فيها.. الأهواء والمصالح والشلل.. وليس الفكر والتخطيط والإدارة!. قد يستنكر البعض اتهامى ويقول كيف.. ونظام الكرة عندنا نفس الموجود فى العالم.. بدليل أن المباراة عندنا 90 دقيقة وعندهم 90 دقيقة!. عندنا من شوطين وبينهما راحة 15 دقيقة ونفس الحال عندهم!. الفريق 11 لاعبًا ومسموح بتغيير ثلاثة وهو ما يحدث عندهم!. نفس مقاسات الملاعب ونفس الخطوط ونفس منطقة الجزاء!. عندهم احتراف وعندنا احتراف.. بفارق بسيط فى الحقوق والواجبات.. لكنه احتراف!. لأن اللاعب عندنا محترف فى حقوقه.. هاوٍ فى واجباته!. عندنا.. مدير فنى ومدير إدارى ومدير كرة.. ومديرون «بالعبط».. مادامت فلوس الكرة «بالهبل»!. كل هذا وأكثر من ذلك عندنا.. ومع ذلك لو نلعب كرة مثلهم!. الإجابة أول من فك طلاسمها وتعرف عليها الفنان الكبير صلاح السعدنى شفاه الله وعافاه ومتعه بالصحة!. السعدنى هو صاحب نظرية «الشبهية» التى اكتشفها وهو يحاول أن يعرف لماذا لا نلعب «زيهم» اكتشف أن كل الموجود فى الكرة عندنا.. شَبَه المُطَبَّق عندهم!. عندنا نفس الفانلات والشورتات.. لكن العبرة بالموهبة والنظام والالتزام والتدريب بجد.. والمدربين بجد.. وكرة القدم «اللى» بجد!. عندنا كل حاجة مثل الموجودة عندهم.. إلا أنها شبه الأصل الموجود عندهم.. هم وصلوا بالفكر والعلم.. ونحن متمسكون بالحداقة والفهلوة!. طيب.. نقدر نصلح كرة القدم!. نقدر.. والنتائج مضمونة النجاح.. لأن أهم عنصر فى كرة القدم موجود ونملكه وهو المواهب.. والباقى يتحقق بالإرادة والفكر والتخطيط!. يتحقق بالنظام وحتمية الالتزام!. يتحقق باحترام منظومة الرعاية كأحد أهم وسائل دعم الإنفاق فى مجال الكرة.. ونجاحها مرهون باحترام بنودها!. أول مشكلة.. اللاعب والمدرب والإدارى.. محترف بينما مجلس الإدارة الذى يديرهم متطوع وهاوٍ ويدير النادى بجزء من وقته.. وهنا مربط أول فرس!. طالما احتراف.. لابد أن يكون النادى متخصصًا فى الكرة.. يعنى شركة مساهمة مجالها كرة القدم.. بإدارة متخصصة محترفة ومتفرغة!. بداية الخلل تصنعه الانتخابات.. القائمة على معايير اجتماعية لا رياضية!. المفارش والمطعم والبوفتيك «اللى يرد الروح ومَالى الطبق وببلاش كده»!. مجلس إدارة النادى أصبح المسئول عن صناعة البطولة فى مصر.. هذا المجلس يتم اختياره بمواصفات اجتماعية وقبلية وليست رياضية!. كارثة لأن النادى حاليًا.. المسئول الأول عن البطولة بمصر.. هو من يبحث عن المواهب وهو من يختار وهو من يرعى وهو من يشارك فى المسابقات.. والعناصر المتميزة فى كل الأندية يختارها الاتحاد للمنتخبات.. فى أول ظهور للاتحاد.. الذى لا دور له فى صناعة الناشئين!. النادى يتحمل مسئولية كبيرة ومهمة وخطيرة.. فهل مجلس الإدارة الذى جاء بانتخابات اجتماعية.. يملك القدرات والخبرات التى تؤهله لقيادة هذه المنظومة الفنية.. والتى تمكنه من اختيار أفضل العناصر الفنية والإدارية والطبية.. للأجهزة المسئولة عن بناء قواعد صناعة البطولة.. بداية من اختيار الموهبة.. مرورًا بتدريبها ورعايتها.. نهاية بتقديمهم اللاعبين فى المسابقات؟!. حان الوقت لتنفيذ تعليمات الفيفا والكاف.. بحتمية أن يكون النادى محترفًا!. حان الوقت للاعتراف بأن الجمعية العمومية للنادى.. أغلبيتها الكاسحة.. لا تعرف أنها تنتخب من يصنعون قواعد البطولة... حان الوقت لنعرف ونعترف بأن هذه الجمعية العمومية.. للنادى.. بانتخاباتها الاجتماعية.. هى التى تحكم وتتحكم فى قطاع البطولة بأكمله.. بداية من الأندية مرورًا بالاتحادات الرياضية ونهاية باللجنة الأوليمبية!. المساحة انتهت ونحن فى أول بند إصلاح!. القضية مفتوحة وعرضها مستمر.. لأننا نقدر أن نكون قوة كروية!.