أحيت مدن وعواصم العالم أمس عيد العمال المتزامن مع الأول من مايو، حيث اتخذ فى بعض الدول طبيعة احتفالية، بينما اتسم فى دول أخرى بمصادمات عنيفة بين مشاركى المسيرات العمالية والسلطات المحلية، مع كثير من الإضرابات التى نالت من مستوى الخدمات العامة. وجاءت أبرز المواجهات فى تركيا، حيث ألقت السلطات القبض على عشرات المواطنين بعد محاولتهم التوجه بمسيراتهم إلى قلب ميدان «تقسيم» الرئيسى الذى أعلنت السلطات المحلية فى وقت سابق أنه غير مسموح لمسيرات الأول من مايو بالدخول إليه لاعتبارات أمنية. وكانت السلطات التركية قد أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى «تقسيم»، فيما لم تسمح إلا لمجموعة محدودة من ممثلى النقابات العمالية بالدخول إلى الميدان ووضع أكاليل من الزهور أمام تمثال تذكارى هناك. وكانت قيادات المسيرات العمالية قد أعلنت احتجاجها على إغلاق «تقسيم» أمام مسيرات الأول من مايو، خاصة مع ما يحمله الميدان من دلالة بالنسبة للحركة العمالية فى تركيا. وشهدت العاصمة اليونانية أثينا خروج ثلاث مظاهرات رئيسية بمشاركة الآلاف من عناصر النقابات العمالية، فيما تراجعت مستوى الخدمات العامة بسبب حملة من الإضرابات العمالية التى تسببت فى إغلاق المتاحف حول العاصمة وتعليق خدمات المعديات، فى حين التزمت خطوط المواصلات العامة بجدول تشغيل محدود. وفى روسيا، أعلنت فيدرالية موسكو العمالية خروج حوالى 120 ألف شخص فى مظاهرات بالعاصمة الروسية مرت بالميدان الأحمر وبعدد من شوارع العاصمة الرئيسية. واستهدفت مسيرات عيد العمال فى الفلبين المقر الرئاسي، حيث ردد حوالى 7 آلاف مشارك شعارات منتقدة للرئيس رودريجو دوتيرتى الذى أخفق حتى الآن فى تنفيذ أحد تعهداته الانتخابية والمتعلق بالقضاء على ظاهرة عقود العمالة قصيرة الآجل. ولطلب إصلاحات مشابهة، خرج 10 ألاف من عمال كوريا الجنوبية فى مسيرات بالعاصمة سول، حيث ناشدوا الحكومة رفع الحد الأدنى للأجور ، وتقنين أوضاع العمالة غير الرسمية وإصلاح التكتلات التى تهيمن على اقتصاد البلاد. وفى الشرق الأوسط، شارك عشرات من العمال الفلسطينيين بقطاع غزة أمس فى وقفة احتجاجية على تردى الأوضاع المعيشية وتفاقم الفقر والبطالة. واستهدفت الوقفة مقر وزارة العمل بمدينة غزة، لافتات تُطالب بإنهاء الحصار على القطاع، وتوفير حياة كريمة للعمال. وشهدت تونس احتفالا حاشدا لاتحاد الشغل، وسط تحذيرات من الخصخصة والمساس بالقدرة الشرائية. واحتفلت تونس بهذه المناسبة بتجمع حاشد نظمه اتحاد الشغل - أكبر وأعرق المنظمات النقابية بالبلاد والحاصل على «نوبل» للسلام ، وذلك فى استاد قبة «المنزة» الرياضى المغطى بالعاصمة،وبحضور قياداته، وسبق الاحتفال استقبال الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى بقصر قرطاج الرئاسى مساء أمس الأول الأمين العام للاتحاد «نور الدين الطبوبي» حيث تباحثا فى الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.