احتفل العمال في العالم بعيدهم أمس بمسيرات حاشدة واحتجاجات للمطالبة بحقوقهم وتحسين أحوالهم المعيشية. وطغت السياسة على هذه المظاهرات التي استهدفت بعض قادة الدول، خصوصا في الولاياتالمتحدة وفرنسا وتركيا وفنزويلا، والتي شابتها بعض أحداث العنف والاشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة. ففي واشنطن، قرر عشرات الآلاف من المتظاهرين الخروج لمطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمجموعة من المطالب، بداية من حقوق العامل، إلى المهاجرين، إلى الاحتجاج على وحشية الشرطة. ودعت حركة «انهض» إلى 259 مظاهرة في أكثر من 200 مدينة في 41 ولاية للتركيز على حقوق اللاجئين ومناهضة قرارات ترامب لترحيلهم. وفي موسكو، شهدت مختلف المدن الروسية مسيرات ومهرجانات شعبية تحت شعار «من أجل العدالة في العمل والرواتب والحياة»، نظمت غالبيتها الهيئات النقابية. وبحسب اتحاد النقابات المستقلة الروسي، فقد أقيمت احتفالات عيد العمال في 737 مدينة وبلدة روسية بمشاركة ما لا يقل عن 2٫5 مليون شخص. وفي اسطنبول، استخدمت الشرطة التركية الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين حاولوا الوصول لميدان «تقسيم» وسط المدينة، خصوصا بعد إعلان السلطات حظر المظاهرات في الميدان في عيد العمال. وفي باريس، شددت السلطات الفرنسية من الإجراءات الأمنية، حيث خرجت النقابات العمالية الفرنسية إلى الشوارع، وسط حالة من الانقسام بسبب الخلافات حول مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة الفرنسية مارين لوبان، ومنافسها إيمانويل ماكرون، والذين شاركا هما أيضا في تنظيم مسيرات بهذه المناسبة لدعم كل منهما. وذكر المقر الرئيسي للشرطة في العاصمة الفرنسية أن نحو 9 آلاف شرطي شاركوا في تأمين المسيرات في باريس وحدها. وفي أثينا، دعت نقابات العمال في اليونان إلى إضراب مدته 24 ساعة احتجاجا على تدابير التقشف الجديدة في مقابل استمرار تلقي القروض الدولية. وأصدرت نقابة العاملين في القطاع العام التي تحظى بنفوذ بيانا يؤكد أن «الحكومة والدائنين يمارسون ضغوطا شديدة على الشعب والعمال منذ سبع سنوات». وفي هافانا، نظمت الحكومة الكوبية مسيرتها التقليدية بمناسبة عيد العمال في ميدان الثورة، التي تعتبر الأخيرة في حكم الرئيس راءول كاسترو، الذي سيترك السلطة في فبراير المقبل، والأولى منذ رحيل زعيم الثورة فيدل كاسترو. وشارك مئات آلاف الكوبيين في المسيرة حاملين الأعلام الحمراء والبيضاء والزرقاء وصور فيدل كاسترو. وفي كاراكاس، أحيت المعارضة الفنزويلية ذكرى مرور شهر على مظاهراتها ضد الرئيس نيكولاس مادورو بمسيرة جديدة في يوم عيد العمال تشكل تحديا للسلطة التي تنظم عادة تجمعات ضخمة في الأول من مايو. وبعد شهر على إطلاق موجة الاحتجاجات للمطالبة بانتخابات جديدة ورحيل الرئيس الاشتراكي، أعلن معارضو «التشافية»، نسبة إلى الرئيس الفنزويلي الراحل هوجو شافيز، مسيرة في الولايات ال 24، وكذلك في العاصمة كاراكاس، للتوجه إلى مبان مثل المحكمة العليا والهيئة الانتخابية. في المقابل، رأس مادورو تجمعا لمناصريه في ساحة بوليفار بوسط كاراكاس التي تعتبر معقلا للسلطة، حيث أكد في برنامجه الأسبوعي أن «الأول من مايو هو للطبقة العمالية، وليس يوما للرأسمالية ولا لليمين».كما أعلن مادورو زيادة جديدة للحد الأدنى للأجور بنسبة 60٪، حيث أصبح الآن يصل إلى نحو 90 دولارا بحسب معدلات الصرف الأعلى أو 15 دولارا في السوق السوداء. وبهذه المناسبة أيضا، أكدت المعارضة الفنزويلية في رسالة إلى البابا فرانسيس بابا الفاتيكان رفضها استئناف الحوار مع مادورو دون «ضمانات» حول سبل هذا الحوار، ولكنها شكرت في الوقت نفسه الحبر الأعظم على «اهتمامه الدائم» بالشعب الفنزويلي. كان البابا قد أبدى، في الطائرة التي أعادته من مصر إلى روما مساء السبت الماضي، استعداده للاضطلاع بدور «الوسيط» لمعالجة الأزمة في فنزويلا، ولكن في إطار «شروط واضحة».