أظهرت مباراة الزمالك والأهلى الأخيرة أن هناك تدهورا مؤسفا فى أخلاقياتنا العامة الرياضية، وغيرها بصورة تدعو إلى الأسى، وتستوجب وقفة موضوعية من الجهات المسئولة وخبراء علمى الاجتماع والنفس، وقبل فوات الأوان.. إننا لم نر فيها فنا كرويا، ولا جماهير كالتى نراها فى مباريات أندية دول العالم المتحضرة، والتى نراها عندنا فى سنوات سابقة عندما كان الكثيرون يزحفون إلى الملاعب للمشاهدة والتشجيع، ولكننا للأسف رأينا تطاولا بالأيدى والأرجل والألسنة بين اللاعبين وبعضهم وبين اللاعبين والحكام، وبين المدربين ومعاونيهم والحكام، والمؤسف أن هذا يحدث فى الوقت الذى لا ينقطع فيه الحديث عن الملايين التى تخصص لهذه النوعية من اللاعبين والمدربين.. لقد فقد هؤلاء صلاحيتهم الأخلاقية قبل الرياضية، وآن الآوان لمحاسبتهم، وعلينا أن نعى خطورة ممارساتهم على مستقبل أولادنا وأحفادنا الذين يحلمون بممارسة الرياضة الراقية النظيفة، وأرى فى هذا الصدد ما يلى: أولا: على وزير الشباب والرياضة أن يضع الضوابط القانونية الصارمة لوقف هذا الانهيار، ولا يلتزم الصمت. ثانيا: على مجلس إدارة اتحاد كرة القدم أن يعيد النظر فى لوائحه المنظمة لهذه المباريات بما يسمح بطرد وشطب كل من يتجاوز حدود الأدب والقانون فى تعامله مع زملائه أو الحكام، فلا معنى لأى رياضة، إذا غابت عنها الأخلاق، فالكثيرون يشاهدون أقوى المباريات فى ملاعب العالم المتحضر، ويتحسرون على ما وصلنا إليه مهما تكن حدة المنافسة، ومهما تكن مفاجأة النتيجة لأى من الفريقين المتنافسين يكون فى النهاية التصافح، وتبادل التهنئة بين المدربين واللاعبين. ثالثا: على الجمعيات العمومية للأندية أن تتأنى جيدا فى اختيار من يصلح لهذه المراكز الرياضية المهمة من منطلق أن فاقد الشىء لا يعطيه. رابعا: على أجهزة الإعلام أن تحترم عقلية المشاهدين وأطالب هنا بالتدقيق فى اختيار مقدمى البرامج الرياضية والمعلقين الرياضيين بعيدا عن الأهواء، وتبادل المنفعة، ولا يجوز إطلاق «إعلامى» على حارس مرمى أو لاعب سابق، أو ابن لاعب سابق ما لم تكن له خبرة إعلامية جامعية معتمدة من الجامعات المصرية، ويكون قد مارس هذه المهنة بجانب الرياضة، فالأمر بعيد تماما عن الفهلوة، وخفة الدم... وتبقى كلمة أخيرة، وهى أن الجماهير المصرية تعشق الرياضة، خاصة كرة القدم، ومن الضرورى توفير الضمانات لتحقيق هذا الهدف المشروع، وكلى ثقة فى أن رجال الشرطة قادرون على توفير الأمن بمنتهى الحزم، وعلينا أن ندرك أن الرياضة بمفهومها العلمى قادرة على بناء شباب قوى مخلص، ومحب لوطنه وسليم بدنيا ونفسيا. د. صلاح الغزالى حرب