العالم السفلي هو الاسم الذي اطلقه أصحاب الانفاق علي مداخل الحدود الشرقية برفح.. وهذا العالم أصبح يمثل نظاما جديدا للاقتصاد والتجارة والبيع والشراء والتهريب لكل شيء من البضائع حتي الاسلحة. وأصبح صاحب النفق يطلقون عليه اسم الملك.. ومن يعمل بالانفاق مشرفا يطلقون عليه أمير النفق أكثر من150 نفقا علي حدودنا الشرقية رفعت أقواما من الفقر المدقع إلي الثراء بواسطة التهريب واستغلال كل شيء.. دون النظر لمصلحة الوطن ولا للأمن القومي تفاصيل ما يدور تحت الارض بانفاق نرصدها في هذه السطور. لم تكن هذه المرة الاولي التي تقتحم فيها مصر الانفاق ولكنها بدأت أمس وبشكل مباشر في الهدم لما يطلقون عليه العالم السفلي.. وكلمة العالم السفلي أطلقها أصحاب الانفاق علي الحدود الشرقية برفح فهذا العالم أصبح الآن يمثل نظاما اقتصاديا متكاملا فمن يمتلك نفقا يطلقون عليه الملك ومن يعمل في الانفاق يصبح اميرا فالعالم السفلي كما يطلقون عليه رفع اقوما من الفقر المدقع إلي الثراء الفاحش وحكاياته لاتنتهي فكل شيء في الانفاق مسموح والخاسر الوحيد في هذا الامر هو مصر وامنها القومي لاسيما موقعها علي الحدود الشرقية, وان كان اسماعيل هنية رئيس وزراء الحكومة المقالة لحماس بقطاع غزة قد أشار من خلال مؤتمر صحفي تناولته الصحف الفلسطينية بقوله إلي ان حل قضية الانفاق قد تم طرحها ومناقشتها مع الجانب المصري من خلال انشاء السوق الحرة في منطقة الحدود بين مصر وغزة موضحا أنا وجدنا أن هناك خطوات بالبعد النظري تجاه هذه المسألة, من الجانب المصري أثناء جولته السابقة وأضاف هنية أن الجانب المصري طلب منه خططا ورؤية, ووزير الاقتصاد كان معه مشروع قدمناه لجهات مسئولة ستتابع المسأله. في البداية يقول خالد أبو كويك من سكان مدينة غزة ان سعر لتر البنزين بقطاع غزة يصل إلي3 شيكلات اسرائيلي وسعر الشيكل1.6 مصري أي أن اللتر يصل إلي قرابة5 جنيهات مصرية في حين يبلغ سعر لتر السولار2.49 شيكل وهو أيضا ما يعادل5 جنيهات مصرية. وأضاف ان هذه الاسعار بدأت تتزايد خلال الايام الماضية نظرا لتشديد الاجراءات الامنية علي تجارة الانفاق من الجانب المصري أما اللواء أحمد سعيد السيد الخبير الامني بسيناء فيقول حول هذه التجارة إن أكثر من نصف مليون لتر يتم تهريبها إلي قطاع غزة شهريا بخلاف مايتم ضبطه باستمرار من قبل رجال الامن إلا أن الامر يتطلب تكثيف الرقابة الامنية علي كوبري السلام وزرع أكمنة في المناطق الصحراوية التي يلجأ اليها المهربون في تهريب جميع البضائع والسلع عبر الانفاق بالإضافة إلي كمية السلاح التي قد تصل لسيناء فضلا عن الارهاب المتواجد بالمنطقة بينما يروي أبو حسن من سكان مدينة رفح المصرية أساليب تهريب الوقود إلي قطاع غزة بقوله إن هناك سيارات نقل يوضع عليها ما يسمي تنك كبير أو فنطاس يتم الاتفاق معه علي شراء كميات من البترول ويسلك الدروب الصحراوية إلي أن يصل إلي منطقة التهريب وهنا لايشترط وجود نفق كبير بل يكتفي بحفرة صغيرة بالارض مزودة بخرطوم متصل بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية وبالتنسيق بين الطرفين عبر الهاتف يقوم صاحب السيارة بوضع طرف الخرطوم بالسيارة ويقوم الطرف الاخر برفح الفلسطينية بتشغيل ماتور سحب يشبه ماتور رفع المياه, ويتم سحب الكمية بالكامل من السيارة الموجودة برفع المصرية إلي خزان وقود كبير برفح فلسطين, وهكذا تتم عملية التهريب, وأضاف ان هذا الامر كثيرا ما تسبب في اشتعال حرائق ضخمة في سيارات الوقود بين الجانبين بسبب العوامل الجوية أو ماس كهربائي يحدث في الماتور أثناء عمليات الضخ. أما ما يطلق عليهم ملوك الانفاق فهم لا يأتون من شريحة أو طبقة اجتماعية بعينها, بل يمكن لكل من يمتلك بضعة آلاف من الدولارات أن يتحول إلي ملك نفق بامتلاكه واحدا منها أو بمشاركته آخرين وذلك حسبما يذكر مصدر امني رفيع المستوي للاهرام, ويضيف أن معظم من تم القبض عليهم في تجارة الانفاق قد أكدت التحقيقات معهم انه ليس بالضرورة ايضا ان يكون من يتاجر في الانفاق لديه أموال فهناك نظام لديهم يسمي نظام الخير والمتمثل بالمساهمة في حفر النفق دون مقابل حتي يتم اكماله, وعند بدء عمليات التهريب يصبح من عمل مجانا في الحفر شريكا بالملكية وتحتسب له نسبة معينة يحددها مسبقا مع صاحب النفق الاصلي, بحسب ما قاله بعض المقبوض عليهم في تجارة الانفاق, وأشار المصدر إلي أنه لاتوجد احصائية دقيقة حول أعداد ملوك الانفاق إلا أن الارقام تتحدث عن نحو ألفين بين موزعين أصحاب حصريين وشركاء مجتمعين للنفق الواحد, ومنهم من يفضل العمل دون الافصاح عن طبيعة عمله, وأضاف ان الامر قد تجاوز الاقتصاد إلي السرقة فهناك ما يقارب13 الف سيارة سرقت من مصر ودخلت قطاع غزة ورفض المصدر الامني توضيح عدم التوصل مع حماس لاعادة السيارات المسروقة إلي مصر وهناك المئات من الارهابيين الذين تسللوا لمصر وقتلوا جنودا مصريين.