شالعالم السفلي.. هكذا يطلق اصحاب الانفاق بالحدود الشرقية برفح هذا المسمي علي الانفاق, فهذا العالم أصبح الآن نظاما اقتصاديا متكاملا فمن يمتلك نفقا يطلقون عليه الملك ومن يعمل في الانفاق يصبح أميرا فالعالم السفلي كمايطلقون عليه رفع قوما من الفقر المدقع الي الثراء الفاحش وحكاياته لاتنتهي فكل شيء في الانفاق مسموح والخاسر الوحيد في هذا الأمر وهو مصر بصفة عامة ومحافظة شمال سيناء بصفة خاصة وباقي محافظات مصر الاهرام المسائي ترصد الاحصاءات والكميات المضبوطة بالانفاق خلال شهر واحد فقط في البداية يقول خالدابوكويك من سكان مدينة غزة ان سعر لتر البنزين بقطاع غزة يصل الي3 شيكلات اسرائيلية وسعر الشيكل1.6 جنيه مصري اي ان اللتر يصل الي قرابة5 جنيهات مصرية في حين يبلغ لتر السولار2.49 شيكل وهو أيضا مايعادل خمسة جنيهات واضاف ان هذه الاسعار بدأت تتزايد خلال الايام الماضية نظرا لتشديد الاجراءات الامنية علي تجارة الانفاق من الجانب المصري. اما اللواء أحمد سعيد السيد الخبير الأمني بسيناء فيقول ان اكثر من نصف مليون لتر يتم تهريبها الي قطاع غزة شهريا بخلاف مايتم ضبطه باستمرار من قبل رجال الامن الا ان الأمر يتطلب تكثيف الرقابة الامنية علي كوبري السلام وزرع الأكمنة في المناطق الصحراوية التي يلجأ اليها المهربون في تهريب كافة البضائع والسلع عبر الانفاق. فيما يروري ابوحسن من سكان مدينة رفح المصرية اساليب تهريب الوقود الي قطاع غزة بقوله ان هناك سيارات نقل يوضع عليها مايسمي تنك كبير او فنطاس يتم الاتفاق معه علي شراء كميات من البترول وسلك الدروب الصحراوية الي ان يصل الي منطقة التهريب وهنا لايشتط وجود نفق كبير بل يكتفي بحفرة صغيرة بالأرض مزودة بخرطوم متصل بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية وبالتنسيق بين الطرفين عبر الهاتف يقوم صاحب السيارة بوضع طرف الخرطوم بالسيارة ويقوم الطرف الاخر برفح الفلسطينية بتشغيل موتور سحب يشبه موتور رفع المياه ويتم سحب الكمية بالكامل من السيار ة الموجودة برفح المصرية الي خزان وقود كبير برفح فلسطين وهكذا تتم عملية التهريب, وأضاف ان هذا الامر كثيرا ماتسبب في اشتعال حرائق ضخمة في سيارات الوقود بين الجانبين بسبب العوامل الجوية او ماس كهربائي يحدث في الموتور اثناء عمليات الضخ. من مايطلق عليهم ملوك الانفاق فهم لايأتون من شريحة او طبقة اجتماعية بعينها, بل يمكن لكل من يمتلك بضعة الاف من الدولارات ان يتحول الي ملك نفق بامتلاكه و احدا منها او بمشاركته اخرين وذلك حسبما يذكر مصدر امني رفيع لمستوي لالأهرام المسائي ويضيف المصدر ان معظم من تم القبض عليهم في تجارة الانفاق أكدت التحقيقات معهم انه ليس بالضرورة ايضا ان يكون من يتاجر في الانفاق لديه أموال فهناك نظام لديهم يسمي نظام الخير والمتمثل بالمساهمة في حفر النفق دون مقابل حتي يتم إكماله وعند بدء عمليات التهريب يصبح من عمل مجانا في الحفر, شريكا بالملكية وتحتسب له نسبة معينة يحددها مسبقا مع صاحب النفق الاصلي, بحسب ماقاله بعض المقبوض عليهم في تجارة الانفاق واشار المصدر الي انه لاتوجد احصائية دقيقة حول اعداد ملوك الانفاق الا أن الأرقام تتحدث عن حوالي الفين موزعين بين أصحاب حصريين وشركاء مجتمعين للنفق الواحد, ومنهم من يفضل العمل دون الافصاح عن طبيعة عمله, واضاف ان الامر قد تجاوز الاقتصاد الي السرقة فهناك مايقارب13 الف سيارة سرقت من مصر ودخلت قطاع غزة ورفض المصدر الامني توضيح اسباب عدم التوصل مع حماس لاعادة السيارات المسروقة الي مصر.