الأزهر يدعو لإنشاء مجلس أعلى للتعليم بمختلف أنواعه افتتح الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى أمس فعاليات المؤتمر الدولى الخامس للهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، برعاية المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، تحت شعار (تأملات، آفاق، تطلعات) ، والذى يختتم فعالياته اليوم . وأكد عبدالغفار أن أهم التحديات التى تواجه المجتمع المصرى هى غياب ثقافة الجودة، ولذا فقد اختارت الدولة الجودة كخيار لا بديل عنه للتحديث والتطوير ولذلك تم إنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد والتى تقوم بدور حيوى فى حياتنا الأكاديمية من خلال وضع معايير الجودة وتطبيقها ونشر ثقافة الجودة ، عبر إصداراتها وتواصلها المستمر مع المؤسسات التعليمية، ومن خلال الأحداث العلمية المتنوعة، وعلى رأسها المؤتمر الدولى للهيئة، الذى يمثل قناة اتصال بين واقع الجودة فى بلادنا ونظيره فى العالم. وأشار الوزير إلى أهمية هذا المؤتمر والذى يأتى فى إطار دور الهيئة فى نشر ثقافة الجودة، لافتًا إلى أنه يعد فرصة طيبة لرصد واقع الجودة فى مؤسساتنا التعليمية واستشراف المستقبل وتحديد الأهداف التى نسعى لتحقيقها والمسارات المطلوب اتباعها، وهو ما ينعكس فى أهداف المؤتمر والقضايا والموضوعات التى يناقشها، والتى تمثل أولوية لمجتمعنا، مثل مفهوم التعليم للجميع بين النظرية والتطبيق، ومفهوم جودة التعليم من منظور أصحاب الأعمال، وآليات بناء وتعزيز الثقة والاعتراف بالمؤهلات، والتعليم والابتكار. وحول التعاون القائم بين هيئة ضمان الجودة ومنظومة التعليم العالى والبحث العلمي، أشار عبد الغفار إلى ما رصدته الوزارة من تمويل لاعتماد 140 كلية، وزيادة عدد الكليات الحاصلة على الاعتماد من 46 عام 2014 إلى 87 كلية عام 2017 بتكلفة اجمالية800 مليون جنيه، وخلال العام الماضي، أجرت الهيئة (90) زيارة مراجعة لمؤسسات وبرامج التعليم العالي، وأصدرت (30) قرار اعتماد، فضلاً عن (12) قرار تجديد اعتماد، معربًا عن ثقته بأن القادم أفضل بإذن الله، فى ظل ما تبديه كل الجهات المعنية من تعاون مثمر ومستمر. وأكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أهمية اتخاذ الجودة كمنهج متكامل فى إدارة جميع مجالات الحياة ، وأهمية الدور الذى تقوم به هيئة ضمان جودة التعليم والاعتماد فى الارتقاء بمستوى أداء مؤسساتنا التعليمية للحصول على شهادة ضمان الجودة، بالإضافة إلى ما تقوم به الهيئة من دورات تدريبية للتأهيل الذاتى. وأوضحت الدكتورة يوهانسين عيد رئيس مجلس إدارة الهيئة أن المؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات ونشر الممارسات الجيدة فى مجال ضمان جودة التعليم، وتسليط الضوء على دور الهيئة على الصعيدين المحلى والدولى، وتدشين معايير الهيئة لاعتماد مؤسسات التعليم قبل الجامعى والتعليم الفنى ، وتفعيل الشراكات مع الأطراف على المستويين الوطنى والدولي، واستشراف سبل وطرق تحسين استجابة التعليم لاحتياجات سوق العمل . ويحظى المؤتمر بمشاركة دولية واسعة من كبرى شبكات ومنظمات الجودة والاعتماد التعليم العالمية، حيث يشارك فى هذه الدورة مجلس اعتماد العالى بالولايات المتحدةالامريكية (CHEA) وهو من اقدم واكبر المنظمات العالمية فى اعتماد مؤسسات التعليم العالي، والاتحاد الدولى للتعليم الطبى بالولايات المتحدةالأمريكية (WFME)، والوكالة الامريكية للتنمية الدولية (USAID)، كما يشارك أيضا الاتحاد الاوروبى ممثلا فى عدة دول منها هيئة الجودة والاعتماد بانجلترا، والهيئة الالمانية للتبادل العلمي(DAAD) ، وهيئة الاعتماد الألمانية (AQAS)، ومجلس الاتحاد الافريقى لضمان جودة التعليم و(اليونسكو)، و (اليونيسيف)، والشبكة العربية لضمان جودة التعليم العالى (ANQAHE)، ومبادرة ضبط جودة التعليم العالى بالدول الإفريقية (HAQAA)، وهيئة جودة التعليم بدولة الإمارات والمملكة العربية السعودية. وجدد الدكتور عباس شومان ، وكيل الأزهر الشريف ، دعوته بإنشاء مجلس أعلى للتعليم بكل أنواعه لرسم السياسات التعليمية باختلاف مساراتها، لتوحيد الأطر والأسس التى يقوم عليها كل أنواع التعليم ، مؤكدا أن الأزهر سيكون أول الداعمين لهذا المجلس. وأكد خلال كلمته فى افتتاح المؤتمر ، أن التعليم صناعة ثقيلة وليس من الصحيح القيام بتجارب كثيرة دون فهم أو إدراك لتطوير التعليم دون دراسات متعمقة . وشدد على أن مؤسسة الأزهر ليست دولة داخل دولة ، إنما مؤسسة ومنارة لمصر، يدرس فيها 40 ألف طالب من أكثر من مائة ألف يدرسون مناهج الأزهر من رياض الأطفال حتى الثانوية ، يأتون إلى الأزهر قبلة العلم والتعليم ، مشيرا إلى أنه للأسف ورغم ما يقدمه الأزهر للعالم من تعليم وسطى متحضر نسمع عن شخصيات تهاجم الأزهر، قائلا لهؤلاء: «دعونا نطور التعليم الأزهرى ، نعم نقبل النقد البناء لكننا لا نقبل المهاترات متسائلا: أين هم الإرهابيون الذين خرجهم الأزهر حتى يتردد أن مناهجه تحض على التطرّف؟» وأوضح شومان أن التعليم الأزهرى ، هو تعليم مصرى من مؤسسة مصرية ذات طبيعة خاصة ، وصلت بتعليمها من أدنى الأرض إلى أقصاها وتوافد الطلاب من شرق الأرض وغربها للدراسة به، مشددا على أن: «حجج المهاجمين باطلة، فمن الإرهابيون الذين خرجهم الأزهر؟ وهل وردت شكوى من أى دولة فى العالم حول تعلم طلابها للإرهاب ، وبعض طلاب الأزهر سفراء ووزراء لبلادهم حاليًا؟» مؤكدا أن هناك دولا تحقد بل تحسد مصر على وجود الأزهر ، فهل فكر من يهاجمون الأزهر كيف نتخلى عن نوع متميز للتعليم المصرى ؟ وهو التعليم الازهرى الذى هو جزء من مصر ، فالطلاب لم يأتوا للصلاة بالجامع الازهر أو الطواف حوله لكنهم جاءوا لقبلة العلم فى الأزهر الشريف.