جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام القمة العربية شاملة ومتكاملة، ووضحت التهديدات التى يواجهها الأمن القومى العربى فى الوقت الحالى دون أى مواربة، فى ظل التدخلات الغربية وقوى إقليمية فى الشأن العربي، ما يمثل خطرا حقيقيا على الدول العربية فى ظل محاولات إعادة تقسيم المنطقة إلى شراذم، وأيضا تدمير الجيوش الوطنية التى هى الاساس الحقيقى للمحافظة على وحدة الدول من الانهيار. الرئيس السيسى لديه رؤية واضحة لما يحدث فى المنطقة من تهديدات، ولو استمر الحال أكثر من ذلك ستطول جميع الدول إلا اذا كانت هناك رؤية عربية مشتركة قادرة على مجابهة تلك التهديدات والعمل على وضع استراتيجية واضحة للتعامل معها، ودرء المخاطر ومحاولة إنقاذ المنطقة من خطر داهم. أصبح الشرق الأوسط مطمعا لأغلب دول العالم التى تسعى إلى فرض النفوذ والسيطرة عليه وعلى ثرواته الطبيعية، لذا تم التخطيط منذ عشرات السنين للسيطرة عليه، واعادة تقسيمه وتدمير جيوشه، وذلك عن طريق زرع الفتن الطائفية، وزرع الجماعات الارهابية داخل الدول لمواجهة الجيوش وبدعم غربي، وللأسف التمويل من دولة عربية شذت عن الخط العربي، وتحالفت مع الشيطان من أجل تدمير المنطقة. استوعبت مصر منذ فترة تلك المخططات، لذا فهى تخوض حربا شريفة ضد التنظيمات الارهابية فى سيناء، ورفضت أن يشاركها أى قوة إقليمية أو دولية فى ذلك كما يحدث مع أغلب دول المنطقة. أمام الدول العربية فرصة تاريخية لمحاولة انقاذ ما يمكن إنقاذه، فيجب ان تطرح الخلافات جانبا، وأن يتم وضع استراتيجية واضحة لمحاربة الارهاب، مع اتخاذ قرار بعدم تدخل أى قوة أجنبية فى ترتيب الأوضاع فى المنطقة، وأن يكون العمل عربيا خالصا، إنها الفرصة الأخيرة. لمزيد من مقالات ◀ جميل عفيفى