فى وقت نجحت فيه القوات السورية فى بسط سيطرتها الكاملة على الغوطة الشرقية قرب دمشق، حذر الرئيس السورى بشار الأسد من أن أى تحركات محتملة ضد سوريا لن تسهم إلا فى زعزعة الاستقرار فى المنطقة، مشيرا إلى أن هذا الأمر «يهدد السلم والأمن الدوليين» وذلك وسط تصعيد دولى غير مسبوق ضد بلاده. وقال الأسد خلال استقباله على أكبر ولاياتى مستشار المرشد الأعلى الإيرانى للشئون الدولية أمس إنه «مع كل انتصار يتحقق فى الميدان تتعالى أصوات بعض الدول الغربية وتتكثف التحركات فى محاولة منهم لتغيير مجرى الأحداث». وأشار الرئيس السورى إلى أن «تهديدات بعض الدول الغربية بالهجوم على سوريا، جاءت بناء على أكاذيب اختلقتها هى وأدواتها من التنظيمات الإرهابية فى الداخل بعد تحرير الغوطة الشرقية وسقوط رهان جديد من الرهانات التى كانت تعول عليها تلك الدول فى حربها الإرهابية على سوريا». ومن جانبه، قال ولايتى إن صمود سوريا فى واحدة من أعتى الحروب الإرهابية وتصميم شعبها على النصر على الرغم من كل الدعم والتمويل والتسليح الخارجى لهذه الحرب هو نموذج يحتذى به لكل شعب من الممكن أن يتعرض لمثل هذا النوع من الحروب، مؤكدا أن إيران كانت وستبقى دائما إلى جانب سوريا. وكان ولايتى قد تفقد أمس الأول منطقة الغوطة الشرقية حيث تعهد بوقوف بلاده إلى جانب سوريا فى مواجهة «أى عدوان أجنبى». وقال للتليفزيون الرسمى الإيرانى فى الغوطة الشرقية «أعداء سوريا غاضبون من تقدم الجيش السورى فى مواجهة الجماعات الإرهابية». ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات الحكومة السورية رفعت العلم السورى فى مدينة دوما معلنة بذلك السيطرة الكاملة على آخر معاقل المعارضة المسلحة فى الغوطة الشرقية مما يعد انتصارا كبيرا للرئيس بشار الأسد. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن يورى يفتوشينكو رئيس مركز السلام والمصالحة الروسى فى سوريا قوله "يؤذن رفع علم الدولة على مبنى فى مدينة دوما بالسيطرة على هذا الموقع وبالتالى على الغوطة الشرقية بالكامل". وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الشرطة العسكرية الروسية انتشرت فى دوما وفق اتفاق استسلام المعارضة. وقال ضابط بالجيش السورى عند مشارف الغوطة الشرقية إن من المفترض أن يكتمل خروج مقاتلى المعارضة من دوما خلال ساعات قليلة. وقال شهود عيان إن 7 آليات ترفع العلم الروسى وعليها شعار الشرطة العسكرية تقف قرب المعبر إضافة للشرطة السورية وإن حافلتين مكدستين عبرتا باتجاه نقطة تجمع للحافلات قبل أن تسير القافلة نحو الشمال. فى هذه الأثناء، بث تليفزيون أورينت الموالى للمعارضة لقطات لقافلة وصلت فى وقت سابق إلى مدينة الباب فى شمال سوريا التى تسيطر عليها جماعة الجيش السورى الحر. ووقف رجال فى المكان يحمل بعضهم بنادق على أكتافهم عندما وصلت الحافلات. وكانت سيارات إسعاف متوقفة قرب المكان.