كرسي وترابيزة علي رصيف الكوبري, وكوب حمص شام, أو شاي, و'كوز' ذرة مشوي, وقزقزة في كيس منفوخ بالفشار, مع قاعدة علي النيل, بقروش قليلة يستمتعون بسحر مكان. مكان لا يعرف عبارة الحد الأدني للطلبات, ضع كرسيك أينما شئت, ليست هناك محاذير, وإذا كنت حالما, يمكنك أن تسرح بخيالك مع جريان مياه النيل التي تتلألأ صفحة مياهه بأضواء أعمدة الإنارة المنتشرة علي طول الكوبري, علي أن تتحمل الصرخات الصادرة عن الكلاكسات وعجل السيارات المسرعة, التي تفر من جانبك, ولن تشعر بالغربة, فيجاورك علي الرصيف, ناس مثلك, هربوا من حر أغسطس بحثا عن نسمة طرية في ليلة رمضانية, وسهرة قد تمتد للسحور مع العائلة وصحبة الأصدقاء, يفترشون الكورنيش وكباري قصر النيل و6 أكتوبر وعباس, في منظر أصبح مألوفا. يقول مصطفي بائع علي عربة حمص الشام: الرزق من عند الله, وفي رمضان, يأتي الناس بعد الإفطار, ويقضون وقتهم حتي السحور, الفسحة هنا غير مكلفة, الناس مضغوطة, ويبحثون علي أي حاجه تجمل حياتهم, وكفاية كوب الحمص أو الشاي والكرسي فهي لا تزيد علي3 جنيهات للفرد, والقاعدة علي النيل تشرح القلب الموجوع. تقول هالة عمر:آتي إلي كوبري قصر النيل, بعد صلاة التراويح, مع الأصحاب أو الأقارب لنستمتع بوقت جميل بعيدا عن الحر وجو البيت, وبعد61 ساعة صيام فالجلسة أمام النيل ساحرة, وتقول صديقتها حنان: الجلوس أمام النيل مع كوب حمص الشام, وسماع أغاني أم كلثوم وعبدالحليم, لا تكلفنا أكثر من10 جنيهات, بينما نفس الجلسة علي احد المراكب الفارهة, ستكلف الكثير, أما هنا فكل حسب إمكاناته, وتتحدث آمال عبد السلام, عن الطبيعة الساحرة للنيل, قائلة: فسحة يحسدنا عليها العرب والأجانب, كلهم يتطلعون للجلوس علي نهر النيل, وعلي فكرة لو خيرت للجلوس علي كوبري قصر النيل أو علي إحدي البواخر, لاخترت الكوبري, لأن القاعدة لها طعم آخر مع بساطتها والمشروبات الشعبية و نسمات الهواء.