كل عدة سنوات يقودهم غباؤهم إلى الانغماس فى العنف والإرهاب، وعندما يرد لهم المجتمع الصاع صاعين ينتحبون ويولولون ويطلقون على حالهم وصف (المحنة)، ويهدأ الحال حتى يقودهم الغباء لتكرار نفس الأفعال مرة أخرى ويصلون إلى نفس النتيجة، وهكذا تسعون عاما من الغباء قادتهم إلى المحنة الأولى والمحنة الثانية والمحنة الثالثة.. إلى مالا نهاية. منذ إنشاء جماعة الإخوان عام 1928 بدعم من المخابرات البريطانية، وهى تخرج من محنة لتدخل فى أخرى، لم يتوقف عاقل من اتباعها يوما ليسأل نفسه: لماذا طوال هذه العقود كلما لاحت لهم تباشير النصر ينتهى بهم الأمر إلى هزيمة منكرة؟.. وهل هناك كلمة أخرى غير (الغباء) تصلح للإجابة عن هذا السؤال. هذا الغباء الذى تغرق فيه الجماعة الإرهابية وقياداتها تستطيع أن تلمحه خلال (خناقة) إخوانية شهدتها مواقع التواصل الاجتماعى خلال الساعات الماضية، على إثر إعلان تنظيم قيادات الجماعة فى تركيا لاحتفال كبير فى اسطنبول صباح أمس الأول ومهرجان فنى مساء نفس اليوم بمناسبة مرور 90 عاما على تأسيسها. أحد الهاربين للخارج والذى يعيش معهم فى تركيا ضمن مجموعة أيمن نور، وهو هيثم أبو خليل، كتب ينتقد هذا الاحتفال قائلا: لقد كانت صدمة لى وأنا أجد رموزا من الإخوان يجوبون إسطنبول يوزعون بطاقات الدعوة الفاخرة، هل هذا توقيت مناسب لإقامة مهرجانات واحتفالات وإنفاق ببذخ فى وقت العسرة والمحنة والنفى؟ بالطبع ليست هناك ضرورة، إذن لماذا المهرجان والاحتفال هل هو إثبات وجود فى ظل انقسام للجماعة فيكون من يسبق بالاحتفال هو من يملك صكوك الجماعة ومفاتيحها، هل هو رسالة إثبات للوجود والاستمرارية أخطأت العنوان والمضمون، هل هى انحراف فى البوصلة وشلل فى التفكير وعجزعن الحركة فيكون الجرى فى المحل وفى المنفى وسيلة تعبير أنكم أحياء؟! وجاءت تعليقات أعضاء الجماعة الإرهابية أنفسهم على هذا الموضوع لتكشف عن فضائح الجماعة، وكيف تحرض القيادات الشباب على القيام بأعمال العنف وتتركهم لمصيرهم، بينما تستمتع هى فى الخارج بالأموال لتشترى العمارات وتركب سيارات (BMW) وتقيم الاحتفالات الفنية، وترسل المساعدات فقط للإخوان المرضى عنهم. وقد حذفت بعض الألفاظ البذيئة التى استخدمها الإخوان فى الرد على بعضهم لأنها لا تصلح للنشر فى الأهرام، كما اعترفت إحداها بانهم يكتبون بأسماء مستعارة على الفيس بوك ولولا ذلك لفضحت بالأسماء الحقيقية الممارسات الانتهازية لكثير من القيادات، وبالمناسبة معظم التعليقات الإخوانية كانت من سيدات. أحد الإخوان قال: مش مسامحهم كل نقطة مية بيشربوها فى الاحتفال ده من دم ولادنا، اذا بليتم فاستتروا, اذا بليتم فاستتروا رفقا بالشباب اللى ضيعتوه، وردت إخوانية أخرى لتفضح من بالخارج قائلة: الاخوان المصريين بتركيا اللى المفروض خارجين لأجل قضية ايه الفراغ اللى يخليهم يحتفلوا، بالبلدى كده مش هما يا عينى طالع عينهم برة ومتشردين ومش حيلتهم اللضى ورابطين صخرة على بطونهم من الجوع، ودا كان رد لما الناس اهالى المسجونين طالبوا بزيادة السهم الشهرى ان مفيش فلوس بالجماعة. (ملحوظة السهم الشهرى مكافأة مالية تقدمها الجماعة لأسر الشباب المتورطين فى أعمال إرهابية) بعض المقربين من قيادات الجماعة حاول الدفاع عنهم لكن الرد جاء سريعا من باقى الإخوان، وقالت إحداهن: من يحتفلون أصحاب الرأى السديد ومركز القرار فى جماعة كانت على رأس الحكم وبسبب رعونتهم وأخطائهم الفادحة دمروا الجماعة وأفرادها ولسنين طويلة جاية لا يعلم مداها إلا الله، لما محمود حسين احد اذناب الفساد الادارى فى الاخوان ومن تسبب فى هذه الكوارث يسيب البلد ويطلع تركيا يعمل مهرجانات ويشترى عمارات ويركب بى أم دبليو يبقى عادى ! وردت أخرى: فيه اخت ابنها معتقل راحت تطلب اعانة من اخ مسئول قال لها روحى اقعدى على سلم الجامع اشحتي. وجاءت تعليقات إخوانية كثيرة لتفضح حجم التمويلات والتبرعات التى تحصل عليها قيادات الإخوان فى الخارج وتحتفظ بها لنفسها، ووصل الأمر إلى المراكز الإسلامية التى يسيطرون عليها فى أمريكا حيث أوضح أحدها: إن المراكز والمساجد الإسلامية فى أمريكا تجمع التبرعات وتلح عليها كل صلاة من اجل ان توزع نسبا على اعضاء مجلس الادارة وإمام المسجد، ورواتب مبالغا فيها للشيوخ وإفطارا جماعيا طوال رمضان للقادرين، وكان اولى بهذه الاموال الاهتمام باحوال الفقراء المهاجرين والمسلمين فى امريكا. فضح قيادات الجماعة الإرهابية فى الخارج ودورهم فى توريط الشباب فى العنف كان واضحا فى معظم تعليقات الإخوان، ولخصته إحداهن بقولها: ودوا الشباب فى داهية وخسروهم عمرهم وحياتهم ومستقبلهم وحرموهم من عيالهم وبيحتفلوا روحوا ربنا يسلط عليكم شرار خلقه. فضائح الإخوان لبعضهم لم تتوقف عند الحديث عن التمويلات وحياة البذخ التى تعيشها القيادات فى الخارج، لكنها تطرقت أيضا إلى كثير من المعلومات الخاطئة التى تروج لها القيادات بين الشباب، فأحد الموجودين فى تركيا حاول تبرير الاحتفال بأن الجماعة موجودة ولها أفرع ونشاط فى أكثر من 90 دولة حول العالم، الأمر الذى قابله بعض الإخوان الآخرين بالسخرية، وتوضيح أن هذه جزء من الأكاذيب التى تروج لها القيادات واتباعها للضحك على الشباب. أما قمة السخرية فى (الخناقة الإخوانية) على الفيس بوك والتى تكشف بجلاء عمق الغباء الذى تعانيه الجماعة الإرهابية، عندما ظهر أحد الإخوان ليتهم المعارضين للاحتفال بخلط الثقافة السياسية بالثقافة الإسلامية وهو أمر لا يقره الإخوان لأنهم جماعة دعوية وليسوا حزبا!. بعد كل هذا الخراب الذى تسببوا فيه لتشبثهم بالحكم رغما عن إرادة الشعب، ورفع شعار (نحكمكم أو نقتلكم)، يقول أحد الإخوان إنهم لا يخلطون الدين بالسياسة، وأنهم جماعة دعوية فقط. فعلا 90 عاما من الغباء!! كلمات: «تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ» سورة الحشر لمزيد من مقالات ◀ فتحى محمود