سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إفطار قيادات الإخوان في تركيا يثير غضب القواعد في مصر.. وتعليقات لاذعة ضد القيادات: "عار على التنظيم" وأُسر المحبوسين أولى بأموال الجماعة.. ومحللون: طرفا الصراع يستغلان أزمة المعتقلين وسلاح المال
أثارت الصور التي نشرها المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بتركيا، لحفل الإفطار السنوي الذي نظمه أمس، موجة من الانتقادات والغضب داخل صفوف الجماعة، بسبب ما ظهر فيه من بذخ الإنفاق والتجهيزات نظرًا لدعوة مجموعة من السياسيين والشخصيات العامة التركية والعربية والإسلامية، وفقًا لما ذكره المكتب على صفحته بموقع فيس بوك. حيث وجهت إيمان عبدالمنعم، المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين وزوجة القيادي الإخواني عبد المنعم محمود، انتقادًا حادًا إلى قيادات الجماعة في تركيا عبر صفحتها بموقع فيس بوك، عقب حفل الإفطار السنوي الذي نظموه أمس وحضره مجموعة من السياسيين والشخصيات العامة التركية والعربية والإسلامية. وتساءلت إيمان: "ما الهدف من إقامة مثل هذه الاحتفالات وصرف أموال الإخوان في غير مصارفها؟"، مشيرة إلى وجود أعداد كبيرة من أعضاء الجماعة في السجون، ومعاناة آخرين من المطاردة الأمنية والفصل من العمل أو الدراسة، ومقتل البعض الآخر خلال التظاهرات والفعاليات الإخوانية في سبيل ما اعتبرته "الدفاع عن هدف القيادة"، فضلًا عن معاناة أعضاء الجماعة الهاربين إلى السودان من عدم وجود أوراق هوية معهم وصعوبة الحصول على وظيفة، وكذلك وجودهم في تركيا نفسها بلا عمل. وأكدت: "الاحتفال الذي لم يحضره سوى قادة الإخوان ليقولوا نحن هنا، يؤكد أن قرارات الغرف المكيفة لا علاقة لها بأرض الواقع، هؤلاء القادة مازالوا لا يدركون أن حملات العلاقات العامة لا تدار في الغرف المغلقة بين أبناء التنظيم الواحد". متهمة أغلب من حضروا الحفل بأنهم "يتحملون المسئولية كاملة عما حدث في مصر أولًا وعن شق الصف الإخواني ثانيًا". وتعليقًا على انتقادات إيمان للقيادات الإخوانية، طالب إخواني آخر يُدعى أحمد الصواف على صفحتها بإطلاق حملة تهدف إلى التفاوض مع النظام على تسليم تلك القيادات في مقابل الإفراج عن أفراد الجماعة. وتوالت التعليقات من جانب الإخوان على صور الحفل، حتى وصل بعضها إلى وصف القيادات بأنهم "عار على الإخوان" و"جبناء" و"أنصاف رجال". وقالت أحد الإخوانيات: "أليس أولاد وزوجات المعتقلين أولى بأموال هذا الإفطار، وخصوصًا ونحن على مشارف العيد وأن حالتهم الاقتصادية صعبة؟ اتقوا الله أيها القادة"، بينما نعتتهم إخوانية أخرى ب "سفلة القوم" واتهمتهم بالتسبب في ضياع شباب الجماعة. وتعليقًا على تلك الأزمة قال أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن المعترضين على حفل الإفطار السنوي الذي نظمته القيادات الإخوانية بتركيا أمس ربما يكونوا من المجموعات المستاءة من الإنفاق بهذا البذخ، نظرًا لتضررها من قطع التمويل عنها. وأوضح في تصريحات ل"البوابة نيوز": "محمود عزت القائم بأعمال المرشد العام للجماعة حرم بعض أسر المعتقلين من التمويل، مستخدمًا سلاح المال ضد المجموعة الخارجة عن طاعته في صراعه مع لجنة الإدارة العليا بالجماعة"، مشيرًا إلى أن الاعتراضات على الإفطار لن تؤثر كثيرًا على زيادة حدة الصراع بين جناحي الجماعة، لأنه ممتد بالفعل وقائم على أشده، فيما يبدو أن عزت استطاع أن يحكم سيطرته على الجماعة من جديد. فيما قال طارق أبو السعد، المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، إن الخلاف بين جناحي مكتب الأزمة ومكتب الرابطة بالجامعة بعد نشر صور حفل الإفطار السنوي الذي تعقده القيادات بتركيا ما هو إلا "عرض لمرض رئيسي هو الانشقاق الداخلي"، الذي يستغل خلاله الطرفان قضية المعتقلين لتحقير الطرف الآخر، حيث تم استغلالها هذه المرة ضد مكتب الأزمة بالخارج لانتقاد البذخ في حفل الإفطار. وتابع في تصريحات ل "البوابة نيوز": "الجناحان ينظمان إفطارًا سنويًا ولكن إفطار مكتب الأزمة كان الأكثر شهرة وإثارة للّغط، واستغله مكتب الرابطة للترويج لأن أسر معتقلي الجماعة أولى بالنقود، وفي كل الأحوال فإن الطرفين متناقضان ومختلفان ويحاولان تصدير الأزمة لقواعد الجماعة، ووصل الأمر إلى التراشق بالألفاظ بينهما بما يثير تقزز شباب الجماعة، وأدى بالفعل إلى موجة من انشقاقات الأعضاء، فجسد الجماعة منعزل فعليًا عن الصراع". مؤكدًا أن طرفًا ثالثًا داخل الجماعة بدأ يتشكل بعيدًا عن طرفي الصراع، وسيعمل على لم الشمل. وأضاف أبو السعد أن صور حفل إفطار الخارج بدت "مؤلمة" للطرف الآخر لما أظهرته من إعلان عن وجوده ووحدته، وليس بسبب بذخ الإنفاق. مشيرًا إلى أن الكثيرين من الجناح الإداري بالجماعة يعترضون على تصرفات محمود عزت، القائم بأعمال المرشد العام، ويتألمون نفسيًا منها ولكنهم يستمرون في التبعية له شكليًا. وفيما يتعلق بتأثير تلك الخلافات على الفعاليات المتوقعة للجماعة، في الذكرى المقبلة لخلع الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم في الثلاثين من يونيو، رأى بان أن الجماعة لن تنظم أية فعاليات على الأرض، نظرًا لفقدانها القدرة على التعبئة والحشد وعدم وجود اتفاق وإرادة واحدة داخل الجماعة. وأضاف: "ما يمكنهم فعله هو تنظيم الفعاليات وتهييج الجماهير على شبكة الإنترنت، وهذه المحاولات لا يتفاعل معها سوى عدد محدود من الناس ولا يمكن التعويل عليها". فيما اختلف معه أبو السعد موضحًا: "تلك الخلافات الناشئة لن تكون مؤثرة بدرجة كبيرة، فكل من طرفي الصراع يعمل بشكل مستقل وهو ما قد يصعب رصده من قبل المحللين، وعلى العكس قد يتعاونان لأن الحملات التي سيلجأون إليها هي في النهاية حملات إعلامية فقط ولا يوجد تكتل على الأرض".