م.شريف اسماعيل : إستراتيجية ومشروعات جديدة لتطوير التعليم من رياض الأطفال وحتى الجامعة.. وإدخال «التابلت» فى المنظومة التعليمية ونظام حديث للثانوية العامة هذا العام د.خالد عبد الغفار: الرئيس ناقش كل عناصر المرحلة المقبلة وحدد الأولويات والخطط الزمنية د.طارق شوقى: إصرار وتمسك القيادة السياسية بإجراء تطوير شامل بعد أن شهد التعليم تراجعا خلال العقود الماضية
إسماعيل فى حوار مع وزيرى التعليم العالى والتربية والتعليم فتح الرئيس عبد الفتاح السيسى «قلب» منظومة التعليم بشكل عام، سواء كان تابعا لوزارة التعليم العالى والبحث العلمى أو التربية والتعليم أو أى وزارة أخرى؛ لإجراء عملية جراحة كبيرة وخطيرة، حدد لها «المسار» خلال المرحلة المقبلة، والبدء فورا فى التجهيزات، ومرحلة العمل الشاق، والدقة لتأتى بثمارها ونتائج متميزة، وليست جيدة فقط بعد الاستماع والتشاور والدراسات العلمية التى أجريت تحت إشرافه خلال الشهور الماضية، وبدأ بالفعل بلقائه الوزيرين المسئولين عن التعليم فى مصر. والتقى الرئيس أكثر من مرة الوزيرين، واستمع لرؤيتهما أيضا وتفاصيل الخطط شاملة كل جزئية، مؤكدا ضرورة أن ينافس التعليم بنتائجه على المستوى العالمى وليس الإقليمى، ويستعين بالنظم العالمية الناجحة، وتحدث عن التصنيف العالمى ليس للجامعات فقط، بل الأنظمة العالمية لإدارة ومناهج المدارس ودوليتها والبرامج المطبقة فى أفضل المؤسسات التعليمية، جامعات ومدارس، وتطرق إلى الشهادات العامة فى مراحل التعليم الأساسى «ابتدائى وإعدادى» وثانوية عامة.
تكررت فى الشهور الأخيرة لقاءات الرئيس مع وزير التعليم العالى والبحث العلمى الدكتور خالد عبد الغفار، وكذلك الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، والتى كشفت عنها كلمات وتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال حضوره مؤتمرات وافتتاحات مشروعات عدة، وخلال الندوات التثقيفية، ليؤكد أن العملية الجراحية بتفاصيلها ستكون متاحة أمام المواطنين خلال الأيام المقبلة. وكشف اللقاء مع وزير التعليم العالى عن جزء بسيط منها، وستكشف الأيام المقبلة عن خطط التربية والتعليم، والبدء فى التنفيذ والخطط الزمنية، حيث سيبدأ إجراء العملية والجراحة من داخل القلب. الموضوع بتفاصيله سيكون مفاجئا للجميع، يحتاج بالفعل إلى وقت، وهو شىء طبيعى باعتبار التعليم استثمارا للمستقبل، ونتائجه تحتاج لسنوات ولكن ستكشف الأيام والشهور والسنوات الأولى عن تطوير حقيقى سيلمسه ويشعر به الجميع، برغم أنه سيحتاج أيضا إلى مليارات الجنيهات، وأنظمة تكنولوجية حديثة وفكر جديد يحدث نقلة تعليمية لأبناء المجتمع فى المستقبل وتعالج معظم المشكلات والآفات والأمراض التى أصابت المجتمع وكل مواطن سواء كان كبيرا فى السن أو المقام أو صغيرا خلال السنوات الطويلة الماضية. هذا التطوير ما هو إلا مشروع كبير لتطوير التعليم فى مصر، وينقله إلى عالم آخر، بل ويتضمن منظومتى التعليم الفنى والبحث العلمى المؤثرتين بشكل كبير فى تطوير الحياة، لارتباطهما الوثيق بالصناعة والإنتاجية أحد أهداف الدولة للتصدير، وتقليل الواردات وارتفاع معدلات النمو. كانت توجيهات الرئيس فى افتتاح المؤتمر القومى للبحث العلمى تحت شعار «إطلاق طاقات المصريين» واضحة وحاسمة على أنه لا غنى فى المرحلة المقبلة عن تعليم متميز، وبحث علمى متفرد، وشباب واع متعلم ومثقف، يشارك المجتمع فى التطوير، والتحديث والنهوض باختراعاته وابتكاراته من خلال إطلاق هذه الطاقات. وجاءت تصريحات المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء لتؤكد ذلك وموضحا أن هناك استراتيجية ومشروعات قومية جديدة لتطوير التعليم تبدأ من رياض الأطفال وحتى الجامعة سيتم تطبيقها هذا العام وسيتم ادخال «التابلت» فى منظومة التعليم بدءا من هذا العام أيضا واستراتيجية جديدة للثانوية العامة. وأوضح الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى فى تصريحات خاصة ل «الأهرام» أن الرئيس بدأ بالفعل توجيهاته وخطط ومراحل التنفيذ فى التعليم العالى، سواء فى إنشاء المزيد من الجامعات الحكومية والخاصة، والفروع الأجنبية ووضع لها شروطا لا بديل عنها للارتفاع بالمستوى العلمى والتعليمى الذى تقدمه وتخريج أجيال جديدة قادرة على النهوض بالمجتمع بمستويات عالية وذات جودة متميزة تنافس فى جميع الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية. وأشار إلى أن المرحلة المقبلة سوف تشهد العديد من النتائج المثمرة والصور الجيدة للتعليم العالى والبحث العلمى بعد تعديل العديد من التشريعات وإجراء مشاريع قوانين جديدة تخص المنظومة تتعلق بحوافز العلوم والتكنولوجيا ورعاية المبتكرين والمخترعين والمستشفيات الجامعية ووكالة الفضاء المصرية وفروع الجامعات الأجنبية الجديدة وغيرها. وقال: إن الجامعات الجديدة المرتبطة بفروع أجنبية توقع اتفاقيتها مع جامعات متميزة عالميا تستطيع أن تقدم برامج تعليمية فى تخصصات مختلفة فى العلوم الطبية والهندسية والإدارة وغيرها والتى ستبدأ عملها بالعاصمة الإدارية الجديدة وعددها ست جامعات منها الأوروبية والكندية والإنجليزية والدولية وانطلقت مرحلة الإنشاءات، ويتم حاليا مراحل إجراءات مشروع القانون الجديد والذى انتهت منه الوزارة وبعض الجهات القانونية لعرضه على مجلس الوزراء. وأكد الدكتور طارق شوقى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى فى تصريحات حول التطوير الجديد أن الدولة تسعى حاليا للنهوض والارتقاء بمنظومة التعليم بالاستفادة من التكنولوجيات الرقمية الحديثة وإصرار وتمسك القيادة السياسية بإجراء تطوير شامل لنظام التعليم بعد أن شهد تراجعا خلال العقود السابقة جراء المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية مشيرا الى اهتمام الوزارة بالسلوك المهنى للمعلمين كمدخل لتطوير العملية التعليمية بعد تدشين بنك المعرفة المصرى فى 2016 الذى يعد أكبر مكتبة رقمية فى العالم تضم المحتوى المعرفى لأكبر دور النشر فى العالم فى مختلف التخصصات والتى يستطيع جميع المواطنين من مختلف الشرائح الاستفادة من محتوياتها القيمة دون مقابل. وأوضح أن الوزارة تعكف منذ عدة أشهر على وضع خطة لإحداث تطوير شامل فى التعليم وكيفية تقديم تكنولوجيات جديدة للطلاب وتسابق الزمن للانتهاء من وضع المحتوى الدراسى لنحو مليونى طفل فى المراحل التعليمية الأولى وأن الأجيال الأكبر ستشملهم أيضا الثورة فى التعليم التى نسعى لإطلاقها وانهاء عقدة الثانوية العامة التى جعلت الطلبة وأولياء الأمور يهتمون بالشهادة على حساب المهارات وتعديل نظام التقييم الذى كان قائما على الحفظ ووضع بدلا منه اختبارات تقوم على الفكر النقدى والابتكار. وقال إن الوزارة ستعطى للطلبة فى المرحلة الثانوية عدة خيارات لتحسين درجاتهم من خلال تقييمات مختلفة حتى يكون انشغالهم الأول هو التعلم وليس الدرجة التى سيحصلون عليها فى الامتحان.