استشهد وأصيب مئات الفلسطينيين فى مواجهات على حدود قطاع غزة مع قوات الاحتلال الإسرائيلى، حيث استشهد 15 فلسطينيا وأصيب نحو 2000 آخرين فى تظاهرات «مسيرة العودة الكبرى» التى تزامنت مع الذكرى 42 ليوم الأرض، استجابة لدعوات اعتصام شعبى مفتوح غير مسبوق على أطراف شرق قطاع غزة قرب السياج الفاصل مع الاحتلال الإسرائيلى. وذكرت مصادر طبية أن 15 متظاهرا قتلوا برصاص حى أطلقته قوات من الجيش الإسرائيلى على أطراف شرق قطاع غزة،فيما أصيب مئات آخرون بالرصاص الحى والاختناق الشديد، خلال المواجهات. وبدأ آلاف الفلسطينيين بالتوافد منذ ساعات الصباح الباكر إلى المناطق القريبة من السياج الفاصل بغرض تأدية صلاة الجمعة فى العراء ومن ثم بدء الاعتصام الذى يعد الأول من نوعه. وأسفر تدفق آلاف الفلسطينيين وبدء الاعتصام عن اشتباكات دامية مع قوات الاحتلال الإسرائيلى، وقال مراسلو وكالة فرانس برس «إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين تدفقوا إلى مراكز ومخيمات أعدت مسبقا قرب حدود غزة، بدعوة من الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى للاجئين. وتم نصب مئات الخيام مرفقة بتجهيزات طعام ودورات مياه فى 5 مناطق رئيسية شرق قطاع غزة تحضيرا لبدء الاعتصام بدعوة من لجنة تنسيقية مشكلة من الفصائل الفلسطينية ومؤسسات حقوقية وقطاعات شعبية وشبابية. كما جرى إقامة سواتر ترابية قبالة الخيام التى تم نصبها فى ستة مناطق رئيسية من أقصى جنوب القطاع حتى شماله وتبعد مسافة 700 متر عن السياج الفاصل مع الاحتلال الإسرائيلى. ونصب الفلسطينيون مئات الخيام على بعد مئات الأمتار عن الحدود بين قطاع غزة والاحتلال الإسرائيلى، وأقامت الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى التى تضم حماس والفصائل وممثلى اللاجئين، 10 خيام كبيرة فى 5 مواقع على طول الحدود، بينما نصبت عائلات عشرات الخيام الصغيرة. وعلى الجانب الآخر من الحدود، وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلى دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية واستخدم الجنود الغاز المسيل للدموع تجاه الشبان الذين اقتربوا من السياج. وتواجد رئيس أركان الاحتلال الإسرائيلى جادى إيزنكوت على الحدود مع غزة، وكان حذر الاربعاء من ان الجنود الاسرائيليين سيطلقون النار اذا اقترب الفلسطينيون من الحدود وشكلوا خطرا. أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى تعزيز قواته بمن فيهم القناصة وتزويدهم بكلاب هجومية على امتداد السياج الفاصل مع قطاع غزة تحسبا لأى محاولات لاختراق السياج الفاصل. وأعلن جيش الاحتلال أن قواته «ستتصدى لأى محاولة للمساس بالجدار الأمنى أو اجتيازه فى إطار مسيرة الفوضى» فى قطاع غزة. ومن جانبه ، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعتبار اليوم السبت، يوم حداد وطني على أرواح الشهداء، جاء ذلك في بيان للرئاسة على موقع وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية. كما طالبت منظمة التحرير الفلسطينية، امس بمحاسبة دولية لإسرائيل على استهدافها المتظاهرين الفلسطينيين العزل، ووقف مجازرها بحقهم. وحمل أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة صائب عريقات في بيان له، حكومة إسرائيل ودول العالم المسئولية الكاملة عن حياة وسلامة أبناء الشعب الفلسطيني العزّل من المتظاهرين السلميين. ومن جانبه، أدان أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية بأشد العبارات التعامل الوحشى للقوات الإسرائيلية، مؤكداً أن الاحتلال يتحمل المسئولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن هذه الأرواح التي أُزهقت، وأن الترهيب لن يؤدي إلى قمع الفلسطينيين، بل سيقود في النهاية إلى انفجار الوضع على نحو ما جرى أمس. وأكد الوزير المفوض محمود عفيفي، المتحدث باسم الأمين العام، أن غياب الأفق السياسي يدفع بالأمور إلى مزيد من التدهور والعنف، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته إزاء حماية الشعب الفسلطيني في الأراضي المحتلة، وحذر من أن تمادي إسرائيل في ممارسة العنف يدفع بالمنطقة كلها إلى الهاوية. كما أدان الأزهر الشريف، فى بيان أمس، قمع قوات الاحتلال الإسرائيلى المظاهرات السلمية للفلسطينيين، وأكد دعمه ومساندته الكاملة للشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل استعادة أرضه المحتلة، وانتفاضته الباسلة ضد سياسة مصادرة الأراضى والتهويد التى تنتهجها قوات الاحتلال، مشددا على أحقية الشعب الفلسطيني فى تقرير مصيره. وطالب الأزهر المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية بدعم الشعب الفلسطيني في صموده وكفاحه الوطني، ودعا مجلس الأمن الدولي إلى الاضطلاع بمسئولياته فى وقف الجرائم التى ترتكب ضد الشعب الفلسطينى. كما طالب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، في بيان، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والحقوقية بدعم الفلسطينيين في نضالهم المشروع من أجل استعادة أرضهم المحتلة، ودعا إلى ضرورة تفعيل قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتأكيد على أن أي قرارات أو إجراءات يُقصد بها تغيير طابع مدينة القدس أو وضعها أو تكوينها الديموجرافي ليس لها أثر قانونى وتعد لاغية وباطلة ويتعين إلغاؤها امتثالًا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وفى سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية، فى بيان لها أمس، أن موسكو تدعو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لضبط النفس وتجنب الأعمال التي من شأنها أن تؤدي لمعاناة الأبرياء»، على خلفية الأنباء حول زيادة عدد الضحايا في قطاع غزة.
مصر تدين عنف الاحتلال ضد المدنيين العزل وتحذر من جمود عملية السلام كتبت جيلان الجمل أدانت مصر أمس استخدام العنف ضد المدنيين العزل بالأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدةً رفضها الشديد للاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي في مواجهة مسيرات سلمية خرجت لتحيي ذكرى يوم الأرض. وأكد بيان لوزارة الخارجية دعم مصر الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وعلى رأسها حقه في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية، وحق العودة، داعياً إلى تفعيل قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة، ومطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه القضية الفلسطينية، مشيرا الي أن إحياء يوم الأرض يذكر الجميع بضرورة العمل الجاد والسريع من أجل التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية. كما دعت مصر جميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس، وعدم تعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر، محذرة من خطورة استمرار الوضع القائم دون استئناف عملية السلام والتوصل الي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية علي اساس مرجعيات الشرعية الدولية وحل الدولتين.