هالة يوسف : هو يونس( يونان) بن متي. ومتي هذه أمه, ولم ينسب من الأنبياء إلي أمه غير يونس وعيسي ينتهي نسبه إلي بنيامين بن يوسف. عاش في الفترة التاريخية التقريبية820-750 ق.م, بعثته التقريبية780 ق.م, لقب قومه ب الآشوريون مكان بعثته نينوي بالعراق, ذكر اسمه في القرآن الكريم6 مرات وتوفي عليه السلام في نينوي بالعراق. كانت نينوي عاصمة للدولة الآشورية في شمالي العراق خلال بعثة نبي الله يونس عليه السلام, وكانت من أغني وأعظم المدن الشرقية خلال تلك الفترة وأدت سعة الرزق بها وغناها الفاحش إلي ضلالها بارتكاب الموبقات والمعاصي وبالإضافة إلي ذلك فقد كان أهل نينوي يعبدون الأصنام ولا يؤمنون بالله تعالي, فكان هلاكهم أمرا مقضيا لولا أن الله تعالي تداركهم برحمة منه حينما أرسل فيهم نبيه يونس عليه السلام داعيا إياهم إلي عبادة الله وحده ونبذ ما سواه. استهل يونس دعوته علي نهج إخوانه من الأنبياء والمرسلين بأنه مرسل من ربه, وأن طريق الخلاص من العذاب يبدأ بالرجوع إلي الله والإنابة إليه, وساق لهم الأدلة والبراهين علي ذلك, لكن قومه كذبوه, فلم يظهر منهم إلا بجواب الجاهلين المتعصبين الذين تشبثت عقولهم بالوثنية المنتنة فقالوا: ما أنت إلا بشر مثلنا ولسنا بمؤمنين لك وبما جئت به: لذا فر يونس من جراء تعنت قومه, فكان من تقدير الله سبحانه أن وصل يونس إلي شاطئ البحر ومن ثم ركب سفينة اقترع من عليها إلقاء واحد منهم للتخفيف من حمولتها, فوقعت القرعة علي يونس عليه السلام فألقوه في البحر فالتقمه الحوت. ولما ترك يونس قومه أيقنوا بنزول العذاب عليهم بعدما ظهرت مقدماته فقذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة, فندموا علي ما كان منهم وتضرعوا إلي الله وردوا المظالم إلي أهلها وكانت ساعة عظيمة هائلة حيث كشف الله برحمته العذاب الأليم عنهم, وفي ذات الوقت خرج يونس من بطن الحوت وهو سقيم متعب فأنبت الله عليه شجرة من يقطين تظلله من الحرارة, حتي تحسنت صحته وزال سقمه وسكن روعه فأمره الله أن يعود إلي قومه الذين فارقهم فدعاهم إلي الإيمان من جديد.