«البيرفيرب» ظاهرة لغوية تعنى إدخال بعض التعديلات على المثل الشعبى لغرض فكاهى. هو تحريف للمثل ليناسب العصر، وليضيف معنى جديدا، ويستخدم للفكاهة والسخرية، وفى مجال الإعلانات أيضا وللعديد من الأغراض. ويتم إسقاط السخرية على الأمثال منذ قديم الأزل، لكن تم الاعتراف به كعلم سنة1982 على يد «ولفجانج مايدر» عند إصداره كتابه «تويستد ويزدم .. مودرن أنتى بروفيرب». أى «الحكمة المُحرّفة»، أو الأمثال الشعبية المضادة، أو العصرية. ....................................... وكان «ماكسين جروفسكى» أول من أطلق على الأمثال المضادة «البيرفيرب»، وهى تحويل المفهوم «بروفيرب» الذى يعنى الأمثال الشعبية باللغة الإنجليزية إلى «بيرفيرب»، ثم توظيف التلاعب بالأمثال فى العديد من المجالات. منها مجال الإعلانات, فمثلا استخدمت إحدى شركات الأجهزة الكهربائية فى أحد إعلاناتها «اللى أوله شرط آخره نور»، بتحريف واضح، وأثر جدا على الجمهور المصرى. وفى مواقع التواصل الاجتماعى تم استخدام المثل «أسمع كلامك أصدقك.. أشوف أمورك أستعجب»، إلى «أشوف لايكاتك أصدقك أشوف أمورك أقول لأ ده أنت بتهزر بقى». وشركة تصنع الأكواب استخدمت مثلا إنجليزيا «العقول العظيمة تفكر بشكل متشابه»، وحرفته بقولها «العقول العظيمة تشرب بشكل متشابه». وفى مجال الأدب, لعبت «ج. ك. روليج» دورا كبيرا فى التلاعب بالأمثال، عبر سلسلة روايتها العالمية «هارى بوتر». وحرفت رولينج «البكاء على اللبن المسكوب» إلى «البكاء على الجرعة السحرية المسكوبة»، و«لا تعد دجاجاتك قبل أن تفقس» إلى «لا تعد بومك قبل أن يصل». وأيضا, فى مجال الأفلام فى فيلم «فورست جامب» تم التلاعب بالمثل «الجمال كما يفعل الجمال» الى «الغباء كما يفعل الغباء». واستخدام «البيرفيرب» فى أحداث مايو 2015، وكان له تأثير كبير على المحتشدين مثل «يا مستنى مرسى يرجع رئيس يا مستنى إبليس يصوم اتنين وخميس». ويشتهر الشعب المصرى بالفكاهة، لهذا نستخدم «البيرفيرب» فى حياتنا اليومية: «اللى بيته من إزاز ميغيرش فى الصالون», و«فاقد الشىء يدور عليه», و«المضطر يركب التاكسى», و«اطبخى يا جارية, الأنبوبة فاضية يا سيدى», و«من خرج من داره مينساش ياخد المفتاح معاه». واستخدام مواقع التواصل الاجتماعى بكثرة أثر على ثقافة الشباب وأحيانا على لغتهم مثلا، «فكر قبل أن تتحدث»، وانحرفت إلى «جوجل (أو ابحث) قبل أن تنشر»، و«أينما وجدت الإرادة وجد الطريق»، إلى «أينما وجدت خريطة جوجل وجد الطريق»، و«اصنع القش بينما تشرق الشمس» إلى «إعمل التويته بينما ينتشر التاج». وفى النهاية يبقى المثل الشعبى مصاحب لكل مناحى حياتنا يتأثر بتغيرها ولكنه يظل صالحا لكل زمان.