يا رايحين الغورية.. هاتو لحبيبي هدية.. يا رايحين الغورية.. هاتو له توب بالقصب يليق علي رسمه..انقش عليه العجب, هذه كلمات أغنية الراحل محمد قنديل, وهي أشهر الأغاني التي ذكرت ملامح شارع الغورية, الذي يتميز بسوق كبيرة, بها كل المنتجات من ملابس ومفروشات وإكسسوار وزينة, ويتوسط الشارع مسجد الفكهاني, الذي يزدحم بعباد الله, خاصة في الشهر الكريم, وسبيل محمد علي, وغيرها من الآثار الإسلامية. في البداية لم أصدق سائق التاكسي محمد عبدالرحيم عندما قال إننا سنصل الغورية بعد ساعات من الازدحام, وأن الناس التي تسكن بعيدا في الهرم أو مصر الجديدة, انقطعت زيارتهم لهذا المكان, خاصة إن المنطقة تغيرت كثيرا, لم أكن أتوقع أن الطريق الذي يؤدي إلي منطقة الحسين, شديد الازدحام عقب الإفطار مباشرة. عندما وصلت شارع الغورية, تذكرت كلام السائق' المنطقة تغيرت', الباعة الجائلون منتشرون بشكل عشوائي في كل ركن, حتي يتعذر عليك أن تتمشي في الشارع, بالإضافة إلي التسول الذي يصل إلي حد التحرش, يقول حسين طه طالب بكلية التجارة: أحب الجلوس علي مقاهي الغورية, لكن الزحام والإهمال أخفيا الملامح التاريخية القديمة, وأشار صديقه أحمد خضر إلي أكوام الزبالة التي تختنق بها أركان الشارع. بالطبع لم يفتني زيارة قبة الغوري التي تقيم كل سبت وأثنين وأربعاء حفلا لفرقة التنورة التراثية الساعة9.30 مساء التي تشهد إقبالا من أهالي المناطق المجاورة. يذكر التاريخ إن القاهرة تبدأ من هذا الشارع فهو مليء بالمساجد الأثرية, والمدارس القديمة, والأسبلة, وتمتد المقاهي الشعبية بطول الشارع التي تكون مزدحمة بشكل كبير منذ وقت الإفطار حتي وقت السحور وأذان الفجر, ينسب شارع الغورية قلب قاهرة المعز لدين الله الفاطمي للسلطان الأشرف قنصوه الغوري, آخر سلاطين المماليك الشراكسة الذي انتهي حكمه عام1517 م بعد دخول العثمانيين مصر.