كثير من الشباب لم يستشعر روح رمضان هذا العام، ربما لأنه جاء بطعم الثورة بما يحمله من محاكمات وأخبار واعتصامات، لكن هناك في القاهرة الفاطمية.. شارع المعز والحسين والغورية.. يحاول كثير من الشباب أن يعيش يوما رمضانيا مختلفا وغير روتيني.. وبرغم حالة الفوضى التى تعم المنطقة، حيث يعانى شارع المعز والشوارع المجاورة له من حالة انعدام أمنى منذ ثورة 25 يناير، إلا أن أصحاب المحلات والمقاهي هناك استطاعوا تحويل هذه الفوضى فى شهر رمضان إلى مظاهر ممتعة ومسلية لزوار المكان، وهو ما جذب عددا من الشباب إليها.. تمشية رمضانية كثير من الشباب الذين تقابلنا معهم في "شارع المعز" أكدوا أنهم قدموا إليه تحديدا لكي يستشعروا فيه روحانيات الشهر الكريم، من خلال "تمشية" لطيفة في أروقته، بين المناطق الأثرية والمساجد والأسبلة والبيوت الإسلامية، مثل بيت السحيمي في حارة الدرب الأصفر، التي يوجد بداخلها كافيه "ليالي السحيمي" والذى يقدم تختا شرقيا طوال أيام الأسبوع ويمكنك الجلوس فيه حتى السحور. محمد الليثي، أحد الشباب الذين يحرصون على زيارة شارع المعز فى رمضان، يقول: "شارع المعز هو المكان الوحيد الذى أستشعر فيه روح رمضان خاصة مع صلاة التراويح فى مسجد الحسين، وأيضا تناول إفطار أو سحور مختلف بعيدا عن روتين الأكلات الجاهزة ومطاعم البيتزا وكنتاكي". رغم ذلك ما أغضب محمد هذا العام هو الغياب الأمني بعد أن تحول الشارع إلى موقف للسيارات، والكتابة العشوائية على الجدران الأثرية، بالإضافة لعربات السندوتشات والتسالى المنتشرة بشكل كبير. خيامية وتنورة تستهوي الروح الشرقية كثيرا من الشباب، والتي يجدونها في المحلات والبازارات وديكوراتها، حيث يحاول أصحابها الاحتفاظ بروح رمضان والتغلب على عشوائية عربيات النقل والموتسيكلات التى تترمى على جنبات الشارع من خلال تعليق زينات الخيامية والفوانيس. نسمة جمال، طالبة بكلية الفنون الجميلة، كانت تجلس بالقرب من سبيل قايتباي، تقول: "المنطقة هنا تحمل روحانيات جميلة جداً فى رمضان، ومهما حدث بها من فوضى فأنا أحرص على التواجد فيها أغلب ايام الشهر الكريم، خاصة فى منطقة الصالحية وشارع المعز". أما إذا أخذتك قدماك إلى الجانب الآخر من الشارع، في منطقة الغورية، فزوارها من الشباب والفتيات يستشعرون روح رمضان وهم يتفقدون المعروضات اليدوية الرائعة، أو من خلال مشاهدتهم العروض اليومية المقدمة في "قبة الغوري" من فرقة التنورة، أو الاستماع للإنشاد الديني والتى تقدم بعد صلاة العشاء. على المقاهي "بعد تناول الإفطار أصلي العشاء والتراويح في مسجد الحسين أو مسجد الحاكم بأمر الله، وبعدها أتوجه إلى المقهى المجاور له لقضاء سهرة رمضانية تراثية غير روتينية"، هذا ما يقوله مصطفى إسماعيل، 25 سنة، والذي جاء بمصاحبة أصدقائه لقضاء يوم رمضانى مختلف بعيد عن صخب القاهرة". أما على مقهى "جروبي" المقابل لجامع الحاكم بأمر الله، ستجد زحاماً شديداً حيث يوفر المقهى عدداً لا بأس به من شاشات التليفزيون والكراسي التي يشغلها شباب وفتيات.. على المقهى تحدثنا مع عمرو محسن، 23 سنة، الذي يجلس عدد من أصدقائه، يقول: "المقهى هنا هو المفضل لدينا لأن أسعاره مناسبة فمثلاً الشاي ب 2 جنيه، والعصائر سعرها يتراوح من 3 ل 6 جنيهات، كما يقوم المقهى بعرض البرامج والمسلسلات ومباريات كرة القدم، وبالتالي هي خروجة رخيصة ومسلية في جو تاريخي".