إفريقيا هي قارة المستقبل بالتأكيد. وهي قارة مازالت بكرا, لم تكتشف بعد كل ثرواتها ومعادنها وخيراتها الوفيرة. وخير شاهد علي ذلك ما نراه الآن من تزاحم الدول الكبري( من الصين الي الولاياتالمتحدة.. وحتي إسرائيل). علي التوغل داخل القارة السمراء للاستثمار وتوطيد العلاقات مع دولها التي سيكون لها شأن كبير في المستقبل. والحمد لله أن مصر عادت أخيرا الي أحضان أمها إفريقيا, بعد قطيعة طويلة استمرت اكثر من سبعة عشر عاما متصلة!.. ولا شك ان اشتراك الرئيس المصري الجديد محمد مرسي في مؤتمر القمة الإفريقي الأخير الذي عقد في أديس أبابا, سيكون البداية للمشوار الطويل لعودة مصر الي أحضان أمها. ومشوار العودة الطويل سيكون مجهدا ومرهقا للغاية لمصر وشعبها دون أدني شك, ولكنه مشوار ضروري وإجباري وحتمي وليس اختياريا أبدا.. بمعني ان مستقبل مصر وشعبها مرتبط ارتباطا جذريا بتوطيد العلاقات مع الدول الإفريقية.. علاقات علي جميع المستويات, السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية. وعلي مصر أن تتحمل كثيرا خاصة اقتصاديا من أجل إنجاح هذا المشوار الطويل, إذا كانت فعلا تنظر الي المستقبل البعيد من أجل الخير لشعب مصر.كم ستسعد الدول الافريقية, عندما ينص الدستور الجديد صراحة وفي وضوح علي أن مصر دولة عربية إفريقية إسلامية.. وهذه هي الحقيقة.. ستتفتح آفاق جديدة داخل مصر.. فمثلا من المحتمل ان تكون لدينا في مجلس الشعب لجنة للشئون الافريقية الي جانب لجنة الشئون العربية.. وهكذا سوف تتغير أمور كثيرة. والدول الإفريقية تحتاج الي استثمارات في مجالات كثيرة.. في مجال استصلاح الاراضي الزراعية, وفي مجال توليد الكهرباء, وفي مجال الصحة والأطباء, وفي مجال التعليم والتكنولوجيا وإنشاء فروع للجامعات المصرية في بعض الدول الإفريقية. هذا المشوار الإفريقي هو مشوار مرهق شديد الإرهاق أمام مصر, لكنه مشوار إجباري لابد أن تبدأ مصر في اقتحامه من الآن ودون أدني تأخير, لأن التأخير سيكلفنا أضعافا مضاعفة.. ووقتها سيكون الحساب عسيرا من جانب الشعب لحكامه الذين تقاعسوا ولم يكن لديهم بعد النظر الي المستقبل.. والذين أضاعوا الفرصة الذهبية الإفريقية علي شعب مصر..العربي الإفريقي. المزيد من مقالات فؤاد سعد