رفع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شعار «من الإبرة إلى الصاروخ» كان الهدف منه تحقيق الاكتفاء الذاتى لمصر فى جميع المجالات من خلال استراتيجية جوهرها إيجاد نهضة صناعية كبرى اعتمادا على موارد مصر البشرية والطبيعية وكان ضمن أهدافه تصنيع سيارة مصرية 100% لذلك أسس أول شركة لصناعة السيارات فى الشرق الأوسط عام 1959 بالتعاون مع بعض الشركات الأجنبية، التى أنتجت مئات السيارات سنويا مازال العديد منها يسير فى شوارعنا بأمان وكفاءة. لكن خلال السبعينيات تعرضت تجربة صناعة السيارات فى مصر للانهيار لأسباب عديدة منها أن هذه الصناعة عانت مشكلة نقص العملة الصعبة التى تفاقمت بعد تحرير سعر الصرف وارتفاع سعر الدولار والذى تحتاجه لشراء مستلزمات الإنتاج من الخارج، بينما كانت مبيعات الشركة داخل السوق المصرية بالعملة المحلية فضلا عن فرض التسعير الجبرى للسيارات، لاتباع الدولة سياسات اشتراكية فى ذلك الوقت فكانت تباع السيارة بنصف تكلفة إنتاجها مما أدى إلى عجزها عن سداد مديونياتها بعد تراكم خسائرها بالملايين خاصة بعد سماح الدولة للشركات العالمية بإقامة مصانع لإنتاج وتجميع السيارات التى طرحت سيارات عصرية جذبت اليها غالبية المصريين الذين أداروا ظهورهم لمنتجات شركة النصر التقليدية ليتوقف إنتاجها فى النهاية ويتم تصفيتها. سيارة مصرية 100% ليس مستحيلا فمنذ أكثر من نصف قرن أنتج المصريون اول سيارة فى الشرق الأوسط وصلت نسبة المكون المحلى فى بعض أنواع السيارات إلى 92%.. لماذا لا تضخ الدولة جزءا من استثماراتها لإحياء صناعة السيارات محليا لخفض التكلفة بشكل تنافسي؟ ولماذا لا تقدم بعض المزايا لحائزى السيارات المصرية منها خفض الضريبة السنوية؟ وتقديم تسهيلات بنكية لوقف نزيف العملة الصعبة. [email protected]