من حق هذا الجيل من الشباب المصرى المقاتل أن يفتخر بنفسه, فقد كان محظوظا بشرف الدفاع عن وجود وحدود دولته وإحباط المؤامرة الكبرى. لقد أعادوا إلى أذهان آبائهم وأجدادهم ذكريات ساعات الانتصار وأيام المجد حينما كانت تلتف عائلة بكاملها حول راديو (ترانزستور ) لمتابعة بيانات القوات المسلحة فى 73. ومن حسن حظ مصر أنه أصبح لديها جيل من الأبطال المقاتلين فى الجيش والشرطة قادرين على حماية مصالحها فى السماء والبحر وتحت الأرض, أما الجديد فهو اختلاط دماء بواسل القوات المسلحة مع دماء أبطال الشرطة ليس على رمال سيناء فقط, ولكن فى كل أرض مصر . فى رسالته العفوية لولده على الجبهة كتب صديقى, يا بنى وحشتنى, بلاش تطلبنى, بس عالأقل طمن أمك وإخواتك عليك, ولو عليا هوصيك وصية, إجمد وخلى عينك فى وسط رأسك وقوى قلبك بذكر الله والصلاة على سيدنا محمد. وطول ما أنت عندك افتكر إن جدك له أمانة فى سيناء من سنة 67, جزء غالى من جسده ضحى به ودفنه هناك. إجمد وهات معاك الأمان وأنت راجع للناس الغلابة, اللى معندهاش بلد غير البلد دى. وعاوزك تركز فى حاجة مهمة جدا, عاوزك تعمل لنفسك حكاية, اعمل لنفسك تاريخ حتى لو هتقراه بعدين لوحدك, اوعى تنسي أى موقف بيعدى عليك, اكتبه بقلبك على جدران ضلوعك, واشترى البطولة بعرقك وبدماك, واوعى تنسي تسجل بطولات زمايلك والجنود حطهم فى نن عينك, ده أنتوا بكرة اللى كنا بنترجاه. وربنا يحفظك ويحفظهم وينصركم وترجعوا لنا سالمين. [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب