قال اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا والخبير الإستراتيجى إن العملية «سيناء 2018» عبارة عن المرحلة الرابعة والأخيرة من التخطيط الإستراتيجى لمحاربة الإرهاب، حيث بدأت المرحلة الأولى من العمليات العسكرية بعد تغلغل العناصر الإرهابية داخل سيناء بعد ثورة 25 يناير، حيث بدأ الإرهاب فى الانتشار فى بعض المناطق داخل سيناء، وذلك فى ظل وجود عناصر رمزية من القوات المسلحة لا يقابل تسليح الإرهابيين. وأضاف الغبارى فى تصريحات خاصة ل «الأهرام» أن المرحلة الثانية بدأت بتجهيز المسرح السياسى الدولي، وذلك لأن الأمن القومى المصرى أصبح مخترقا فى سيناء، ولابد من وجود القوات المسلحة لاستعادة الأوضاع الأمنية والقضاء على الإرهاب بما يستلزم مخالفة معاهدة السلام وتحديدا الملحق الأمنى لمعاهدة السلام، وذلك للحصول على تأييد المسرح السياسى الدولى لمصر حتى لو لم توافق إسرائيل على مخالفة الملحق الأمني، مشيرا إلى أن حجم القوات فى ذلك الوقت لم يكن كافيا لمواجهة حجم العناصر الإرهابية الموجودة فى سيناء، وبالرغم من ذلك تم إرسال قوات منتخبة ومنتقاة من القوات المسلحة لاستعادة محاربة الإرهاب دون الإعلان صراحة أو الدخول فى مواجهات مع العناصر الإرهابية، وذلك حرصا على الحفاظ على عناصر الشرطة وحرس الحدود وإعادة تمركز القوات بالحجم المناسب لمقاومة الإرهاب، فكانت النتيجة أن القوات المسلحة والشرطة تحملتا بعض الخسائر مثل حادثة كمين كرم القواديس 1 و2 واستهداف الكتيبة 101. وتابع الغبارى أن المرحلة الثالثة بدأت باستهداف كمين الرفاعى مع طموح وطمع العناصر الإرهابية فى استعادة الشيخ زويد و إعادة إمارتهم، فقامت القوات المسلحة بالرد القاسى على مثل هذه العمليات الإرهابية، فتمت معركة الشيخ زويد وتم قتل 205 من العناصر الإرهابية وتم أسر عدد كبير منهم، وبذلك تم الحصول على أكبر قدر من المعلومات عن العناصر الإرهابية الموجودة فى سيناء وأماكن تمركزهم، فتم تنفيذ عملية »حق الشهيد« 1 و2 و3 و4 وتطهير جبل الحلال والقضاء على الدعم اللوجستى للعناصر الإرهابية، وتم غلق الحدود وتشديدها لمنع الإمداد الخارجي، وذلك تمهيدا لبدء المرحلة الرابعة من العمليات العسكرية التى أعلن تنفيذها رئيس الجمهورية بإجراء عدة إجراءات تضمنت الآتي: أولا: تجهيز المسرح السياسى منذ مؤتمر الرياض، حيث أعلن فيه أربع نقاط أساسية لمقاومة الإرهاب واتخذته الأممالمتحدة منهجا لمقاومة الإرهاب، لكن لم تشكل الآلية التى تنفذ بها ذلك، فكانت زيارة الرئيس السيسى الأممالمتحدة فى شهر 9 العام الماضي، حيث أعلن محاربة الإرهاب نيابة عن العالم فى مصر، ومواجهة الأممالمتحدة بأنها عاجزة عن التنفيذ، ثم أعقب ذلك توجيه الأمر لرئيس الأركان فى 29 نوفمبر الماضى بالقضاء على الإرهاب فى 3 أشهر فتم تنفيذ عملية »سيناء 2018«، كما تم تحقيق نجاحات كبرى فى تدمير معظم التجهيزات الهندسية الخاصة لقواعد الإرهاب من حفر وغرف عمليات وخنادق ومستودعات للتخزين ومحطات الإرسال والمراكز الإعلامية والألغام والمتفجرات المزروعة على الطرق والمدقات.