ليس جديدا علينا أن نواجه كل فترة كارثة من كوارث السكة الحديد أقدم مرافق مصر التاريخية وواحدة من اعرق المؤسسات التى عرفتها الدولة المصرية.. لقد أهملت الحكومات المتتالية هذا المرفق الخطير حتى تآكلت القضبان والعربات والإشارات وأصبحت كل يوم مهددة بكارثة جديدة.. د.هشام عرفات وزير النقل أعلن أن الدولة قررت لأول مرة تخصيص 55مليار جنيه للسكة الحديد وإن إنقاذ هذا المرفق يحتاج إلى مبالغ أكثر ولكنها البداية .. كانت عربات الكارثة الأخيرة فى كوم حمادة محافظة البحيرة تبدو كتلا من الحديد الخردة ولا ادري كم يقدر عمرها لأن الواضح أن هذه العربات قد مرت عليها سنوات طويلة ربما اقتربت من نصف قرن من الزمان. إن وزير النقل يرى أن الحل الضرورى أن يشارك الشعب فى إنقاذ هذا المرفق الخطير من خلال زيادة دخل السكة الحديد لأنه حاليا لا يزيد على مليار ونصف مليار جنيه وهذا مبلغ ضئيل جدا بجانب المليارات المطلوبة للتجديد والإصلاح ووضع ضمانات كافية للحرص على أرواح الناس .. لاشك أن السكة الحديد التى كنا نعرفها انتهى زمانها وأن القطارات لم تعد تصلح للخدمة وأن القضبان تآكلت ولهذا لابد من إعادة النظر فى أحوال هذه المؤسسة العريقة .. إن البعض يرى أن الحل فى رفع أسعار التذاكر بحيث تحقق دخلا يتناسب مع تكاليف الإصلاح, وهناك من يرى أن الحل فى دخول القطاع الخاص عمليات الاستثمار وتقديم خدمات مميزة للقادرين بأسعار أعلى وهناك من يطالب بدخول خبرات أجنبية لأن الإدارة المصرية لم تعد قادرة على إدارة هذا المرفق بسبب الإهمال وغياب الخبرة وسوء أحوال القطارات.. لا شك أن القضية تشمل أكثر من جانب وأن كانت مشكلة التمويل وتوفير الأموال هى نقطة البداية للإصلاح بل والإنقاذ. إن السكة الحديد تنقل كل يوم ملايين المواطنين وهى تغطى جزءا كبيرا فى حركة النقل والمواصلات فى مصر وقد أهملناها زمنا طويلا فى كل شىء وجاء الوقت لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة