«انا موجودة» كلمة بسيطة خرجت من الفتاة زبيدة المعروفة اعلاميا ب»فتاة ال bbc»، لكنها كانت كفيلة بأن تكشف واحدة من أسوأ نماذج التزييف الاعلامي الذي دأبت على مارسته في الآونة الاخيرة هيئة الاذاعة البريطانية، والذى تجلي قبل فترة ببث تقرير يفتقد لابسط قواعد المهنية، قالت المحطة أنه تضمن شهادة لوالدة الفتاة ادعت خلالها اختفاء الابنة قسريا. قبل ايام اطلت زبيدة إبراهيم محمود، علي فضائية on المصرية، لتكشف جانبا من التزييف الذي دأبت عليه جماعة الاخوان، واجنحتها الاعلامية فى الداخل والخارج، ومن بينها مؤسسات صحفية واعلامية معروفة، وروت زبيدة الحقيقة وراء البروباجندا الاعلامية التي نفذتها محطة bbc مؤكدة انقطاع اخبارها عن اسرتها قبل ما يزيد على عام، بعد خروجها من السجن وزواجها وانجابها طفلا، وقد بررت زبيدة هذا الانقطاع بخوفها من ان ترفض الاسرة زواجها بتلك الطريقة. قضت زبيدة عشرة ايام بصحبة والدتها فى الاعتصام الذى نفذته جماعة الاخوان فى النهضة، قبل ان تشارك في مسيرة نظمتها الجماعة فى ميدان عبد المنعم رياض لاحقا، ويتم القبض عليها وتقضي بعض الوقت فى سجن القناطر، لتخرج بعد ذلك وتتزوج وتقطع علاقتها بالأم لأنها حسبما قالت : «من وقتها لم أتصل بوالدتي عبر الهاتف أو حتي أخبرها بزواجي، لأنها ببساطة كانت سوف ترفض الحديث معي». الدقائق التى اطلت من خلالها زبيدة على الفضائية المصرية، وبدت فيها بكامل ارادتها تكشف الى حد كبير الزيف الاعلامي الذى دأبت جماعة الاخوان واجنحتها الاعلامية والحقوقية على ترويجه بين الرأي العام فى مصر والعالم، بالحديث عن حالات الاختفاء القسري لمنتسبين للجماعة تارة، وتعرض بعض الموقوفين منها للتعذيب داخل السجون المصرية، وهو ما نفته زبيدة على نحو قاطع مؤكدة انها لم تتعرض خلال فترة حبسها لأي انتهاكات من اي نوع، وهو النفي الذي يدحض كل المزاعم التى روجتها والدتها التى خرجت عبر اثير هيئة الاذاعة البريطانية لتروج كلاما من قبيل تعرض اختفاء الابنة قسريا قبل اكثر من عام، بل تعرضها للاغتصاب في السجن في فترة سابقة. الحقيقة أن حالة زبيدة لم تكن هي الوحيدة التي تم الترويج لها في ملف الاختفاء القسري، الذي ابتدعه عملاء الجماعة الارهابية، فكثيرا ما كانت تتردد اكاذيبهم بالابلاغ عن اختفاء شباب، وعدم علم أسرهم بأماكنهم ليتضح بعد ذلك انهم واسرهم من اعضاء الجماعة الارهابية، وأن بعضهم بادر بالانضمام الي التنظيمات التكفيرية في سيناء، او تم تهريبهم خارج البلاد الي سوريا والعراق، لكن الاختلاق هذه المرة تمثل فى صناعة نموذج «الام المكلومة» ليجروا علي لسانها اتهامات بتعرض ابنتها للتعذيب والاعتداء الجسدي، قبل ان ينقلب السحر علي الساحر، وتظهر الفتاة بكامل ارادتها لتنفي الرواية جملة وتفصيلا، وتؤكد بأنها لم تنضم الى جماعة الاخوان فى يوم، وانها كانت برفقة امها عندما وجدت نفسها على طريق الجماعة، لتدفع في سبيل ذلك اربعة اشهر من عمرها قضتها خلف اسوار السجون، ثم تقرر أن تنأي بنفسها عن البيت فتتزوج وتشرع فى بناء اسرة، بعلم شقيقها الذي لا يعجبه ما تفعله الام بانضمامها الى الجماعة الارهابية، ويعلم ان شقيقته تعيش حياة كريمة مع اسرتها الجديدة. اللواء محمد نور الدين مساعد وزير الداخلية الاسبق يصف قناة ال bbc بانها رغم كونها واحدة من اعرق الكيانات الاعلامية في الخارج، الا انها فى الوقت نفسه تعد نموذجا صارخا لما يسمي ب «الاعلام الموجه» ويقول نور الدين: اهدرت المحطة بتقرير «زبيدة» دماء المهنية الاعلامية علي مذبح الكذب، فأي مهنية ستتحدث عنها بعد ذلك بعدما اكتشف الجميع انها تخدم اغراض جماعة الاخوان الارهابية وتنظيمهم الدولي، وتساعد قنواتهم وابواقهم الاعلامية المأجورة في ترويج الاكاذيب؟. يري نور الدين ان التقرير الذي بثته بي بي سي يدخل ضمن حملة منظمة تنفذها الجماعة الارهابية، وتستخدم فيها العديد مع «حوانيت» حقوق الانسان المشبوهة، وفي مقدمتهم مؤسسة هيومان رايتس ووتش وغيرها، باختلاق ملفات ما يعرف ب«ظاهرة الاختفاء القسري في مصر»، وهم يستهدفون من ذلك الضغط علي الدولة المصرية عبر ترويج الاكاذيب والشائعات بشأن حالة حقوق الانسان فى مصر، ويضيف نور الدين: الحقيقة ان ما تقدمه تلك المنظمات المشبوهة من اسماء اشخاص، يزعمون اختفاءهم ما هي الا محض اكاذيب لان هذه المنظمات تعرف اكثر من غيرها، اين يختفي هؤلاء، والخطة دائما ما تبدأ بتقديم بلاغات وهمية حول اختفاء هذه الاسماء، وعندما تقوم وزارة الداخلية بالاستعلام عنها، لا تجد لهم اثرا في مصر، ثم تبدأ بعد ذلك عملية الضغط بترويج الشائعات، حول ما يعرف بالاختفاء القسري، قبل ان يكتشف لاحقا ان هؤلاء المبلغ عنهم باختفائهم قسريا، ما هم الا عناصر متطرفة التحقوا بالحركات التكفيرية، ويحملون السلاح ضد المدنيين والدولة على حد سواء. ينظر اللواء نور الدين الي نموذج زبيدة وما تم الترويج له من خلال ملف ما يسمي ب«الاختفاء القسري» ما هو الا نوع من حرب المعلومات ضد الدولة، هدفه الاساسي تصدير صورة غير حقيقية ومشوهة عن مصر، وتقديمها للخارج بصورة الدولة التي تقمع الحريات وتنتهج سياسة الاختفاء القسري. تبدو قصة زبيدة اقرب ما تكون لمحاولة استنساخ لفتاة التحرير، و هو أمر ليس بغريب علي جماعة الاخوان التي تسعي لاشعال الفتنة فى البلاد، والمتاجرة بكل شئ فى الوطن من اجل بلوغ اهدافهم، حتي لو كانت التجارة فى شرف البنات.