وسط دعوات دولية بالوقف الفورى لإطلاق النار، واصلت القوات السورية قصف منطقة الغوطة الشرقية معقل تنظيم جبهة النصرة بريف دمشق أمس، وذلك فى ثانى أيام الهدنة، وقالت مصادر تابعة للمعارضة إن 16 شخصاً قتلوا بينهم 11 من عائلة واحدة جراء استهدافها براجمات الصواريخ، جاء ذلك فى وقت وصفت فيه موسكو مزاعم باستخدام دمشق لغاز الكلور ي"الإستفزاز"، فى حين قتل 25 مدنياً على الأقل بينهم سبعة أطفال وست نساء فى غارات للتحالف استهدفت آخر جيب لداعش شرق سوريا . وقال مصدر فى الدفاع المدنى العامل فى الغوطة الشرقية، إن "16 شخصا، بينهم 11 من عائلة واحدة، وأغلبهم أطفال، قتلوا وأصيب أكثر من 30 آخرين جراء سقوط عشرات القذائف الصاروخية التى أطلقتها القوات السورية على مدينة دوما صباح أمس. وأكد المصدر فى الوقت ذاته تعرض بلدات الغوطة الشرقية "لغارات جوية مشتركة من الطيران الحربى السورى والروسى والطيران المروحى الذى ألقى براميل متفجرة". جاء ذلك فى وقت قال فيه مصدر بالمعارضة المسلحة فى الغوطة الشرقية إنه تمت امس إصابة طائرة حربية حكومية فوق المنطقة بعد استهدافها بالمضادات الأرضية وإصابتها بشكل مباشر مما دفعها للهبوط اضطرارياً فى مطار الضمير شمال شرق العاصمة دمشق". من جانبه أكد قائد عسكرى تابع للمعارضة شدة الهجمات الحكومية على عدة محاور فى بلدات الغوطة الشرقية بعد تعرضها لخسائر فادحة أمس الأول، وأضاف المصدر أن القوات الحكومية اعتمدت على القصف المدفعى والصاروخى، حيث سقطت عشرات القذائف من العيار الثقيل على مدينة حرستا التى قتل وجرح على جبهتها أمس الأول العشرات من عناصر القوات الحكومية، كما قصفت القوات الحكومية بلدات دوما ومديرا ومسرابا ووحزا والشيفونية". وفى موسكو، أكد وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف قوله إن مزاعم عن مسئولية القوات الحكومية عن هجوم بغاز الكلور فى الغوطة الشرقية هى "استفزاز" يهدف لتخريب وقف إطلاق النار فى المنطقة. ونسبت وكالة الإعلام الروسية عن لافروف القول إن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذى دعا إليه مجلس الأمن الدولى سيبدأ عندما تتفق كل الأطراف على كيفية تنفيذه. وأضاف لافروف أن وقف إطلاق النار فى سوريا الذى ينص عليه القرار رقم 2401، لا يشمل تنظيمات إرهابية مثل "النصرة" وشركائها "أحرار الشام" و"جيش الإسلام". وكانت الإدارة الصحية فى الغوطة الشرقية قد أعلنت فى بيان إن أشخاصا عانوا من أعراض مماثلة لأعراض التعرض لغاز الكلور فى المنطقة أسفرت عن مقتل طفل واحد على الأقل. واتهمت وزارة الدفاع الروسية مقاتلى المعارضة بالإعداد لاستخدام مواد سامة فى الغوطة الشرقية حتى يتهموا دمشق فيما بعد باستخدام أسلحة كيماوية. وقد اعرب سيرجى ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسية عن قلقه تجاه تصاعد التهديدات حول احتمالات استخدام القوة ضد دمشق فى نفس الوقت الذى تتوارد فيه الانباء حول استعدادات المسلحين فى الغوطة الشرقية الى عودة اللجوء الى العنف باستخدام الاسلحة الكيميائية . ونقلت وكالة انترفاكس عن ريابكوف دعوته للاطراف المعنية بالالتزام بتنفيذ الهدنة.جاء تواصل الغارات فى وقت أكد فيه أنطونيو جوتيريش أمين عام الأممالمتحدة فى جنيف ضرورة التنفيذ الفورى لوقف إطلاق النار الذى تدعمه الأممالمتحدة فى الغوطة الشرقية من أجل إجلاء المرضى وإدخال المساعدات للمنطقة المحاصرة والخاضعة لسيطرة المسلحين على أطراف دمشق. وقال جوتيريش :"لقد حان الوقت لوقف هذا الجحيم على الأرض".