دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني اليوم الإثنين، إلى تطبيق فوري للهدنة التي طلبها مجلس الأمن الدولي في سوريا لمدة 30 يوما لإفساح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية وإجلاء حالات طبية. وقالت موغيريني عند بدء اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي "هذه الهدنة يجب تطبيقها على الفور". واعتبرت موغيريني أن القرار الذي اعتمده مجلس الأمن مساء السبت وأيدته روسيا يشكل "خطوة أولى" ضرورية ومشجعة لكن "الوضع على الأرض يتدهور بشكل دراماتيكي، وخصوصا من وجهة النظر الإنسانية". ويأتي ذلك بعد دعوة مماثلة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش من جنيف قائلا إن "قرارات مجلس الأمن يكون لها معنى فقط إلا إذا طبِّقت بشكل فعلي". من جهته قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسلبورن "نعود إلى القرون الوسطى" في سوريا مستنكرا ما يحصل لسكان الغوطة الشرقية قرب دمشق. في الوقت ذاته استبعد مصدر أوروبي إجراء أي محادثات حول الوضع في سوريا خلال اجتماع بروكسل، في ظل غياب عدة وزراء بارزين. موازاة لذلك، أصدر مكتب الرئيس الفرنسي اليوم الإثنين بيانا جاء فيه بأن إيمانويل ماكرون أخبر هاتفيا نظيره التركي رجب طيب أردوغان بأن دعوة الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار في عموم سوريا يجب أن "تنطبق أيضا" على منطقة عفرين. وحسب ذات البيان شدد الجانب الفرنسي على ضرورة الاحترام الكامل لوقف إطلاق النار مضيفا أن مراقبة فرنسا لجهود الإغاثة والأسلحة الكيماوية "شاملة ودائمة". القصف متواصل على الغوطة الشرقية ورغم قرار الهدنة الذي توصل إليه مجلس الأمن بالإجماع أول أمس السبت، إلا أن القصف المدفعي متواصل على مدن الغوطة الشرقية. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، "أن تسعة مدنيين من عائلة واحدة بينهم ثلاثة أطفال قتلوا جراء غارات لقوات النظام بعد منتصف الليل على مدينة دوما فيما قتل مدني عاشر صباح الإثنين في قصف صاروخي على مدينة حرستا". وأضاف مدير المرصد رامي عبد الرحمن إنه على رغم هذه الغارات، "تراجعت وتيرة القصف في الغوطة الشرقية عما كانت عليه في الأيام الثمانية الأخيرة". وبدأ جيش النظام السوري بدعم من الميليشيات الموالية له، في 18 فبراير حملة عسكرية جوية دامية غير مسبوقة على الغوطة الشرقية، آخر معاقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، تزامنت مع تعزيزات عسكرية إلى تخوم المنطقة. وقتل منذ الأحد نحو 550 مدنيًا بينهم 134 طفلًا على الأقل، وفق حصيلة للمرصد السوري. روسيا تنفي استخدام النظام لغاز الكلور وفي ذات السياق، أفاد المرصد ومصادر طبية الأحد عن إصابة 14 مدنيًا على الأقل بعوارض اختناق أودت بحياة أحدهم وهو طفل عمره ثلاث سنوات بعد قصف طال بلدة الشيفونية في الغوطة الشرقية. واتهمت الفصائل المقاتلة قوات النظام بشن هجمات كيميائية، إلا أن موسكو أبرز حلفاء دمشق، قالت إن الفصائل خططت لهذه الهجمات بهدف اتهام قوات النظام باستخدام أسلحة كيميائية. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرغي لافروف قوله اليوم الإثنين إن مزاعم عن أن قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد مسئولة عن هجوم بغاز الكلور في الغوطة الشرقية هي "استفزاز" يهدف لتخريب وقف إطلاق النار في المنطقة. ونسبت الوكالة إلى لافروف القول إن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما الذي دعا إليه مجلس الأمن الدولي سيبدأ عندما تتفق كل الأطراف على كيفية تنفيذه. هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل