أعلن السفير الروسى لدى الأممالمتحدة فاسيلى نيبينزيا أن بلاده تطالب بعقد اجتماع عاجل لمجلس الامن الدولى اليوم لبحث الوضع المتأزم فى الغوطة الشرقية قرب دمشق. وأوضح الدبلوماسى الروسى خلال اجتماع لمجلس الأمن مخصص لميثاق الأممالمتحدة أن هذا الاجتماع العلنى سيتيح لجميع الأطراف «عرض رؤيتهم وكيفية فهمهم للوضع واقتراح وسائل للخروج من الوضع الراهن». وفى موسكو، كشف سيرجى ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسى أمس، عن أن موسكو تعمل على مشروع قرار حول مدينة الغوطة الشرقية السورية. وقال للصحفيين: "فيما يتعلق بالهدنة الإنسانية، فهذا يعتمد على كيفية سير إعداد مشروع هذا القرار، أعتقد أن هذه المسألة ستحل أيضا". وكشف سيرجى لافروف، وزير الخارجية الروسية، عن فرار الآلاف من الارهابيين الذين قاتلوا فى صفوف "داعش" فى سوريا والعراق الى أفغانستان، فيما حذر من مغبة احتمالات تسللهم الى أراضى روسيا وبلدان الاتحاد السوفييتى السابق عبر الحدود الافغانية. وأكد - فى مؤتمر صحفى مشترك عقده فى موسكو مع نظيره الباكستانى محمد عاصف - ضرورة تكثيف الجهود من أجل الحيلولة دون ذلك. ومن جانبه طالب الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، بوقف إطلاق النار فى منطقة الغوطة الشرقية بعد الهجمات الكثيفة التى شنتها القوات السورية الحكومية. وقال ماكرون فى باريس إن بلاده» تدين بشكل واضح وحاسم ما يحدث فى الغوطة، لأن النظام قرر مع حلفائه مهاجمة المدنيين وبعض خصومه، تحت ذريعة الحرب على إرهابيين». ومن جانبه، ندد مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين بما اعتبرها «حملة إبادة وحشية» ضد المدنيين المحاصرين فى الغوطة الشرقية فى سوريا. وقال الأمير زيد فى بيان «القانون الإنسانى الدولى صيغ بإحكام لوقف مثل هذه الأوضاع التى يذبح فيها المدنيون بشكل جماعى من أجل تنفيذ أهداف سياسية وعسكرية». على الصعيد الميدانى تجدد القصف الجوى والمدفعى على مدن وبلدات الغوطة الشرقية أمس،حيث شن الطيران الحربى السورى أكثر من 7 غارات على بلدات حمورية وكفر بطنا وجسرين وسقبا، وألقت الطائرات المروحية 4 براميل متفجرة على بلدتى كفر بطنا وحمورية شرق دمشق «، مما أسفر عن مقتل 24 أمس. وقال مصدر فى الدفاع المدنى فى الغوطة الشرقية إن أكثر من 480 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح جراء قصف القوات الحكومية السورية لمدن وبلدات الغوطة وسقطت أكثر من مائة قذيفة على أحياء العاصمة دمشق منذ بدء القصف. ومن جانبه، أعرب انطونيو جوتيريش، الامين العام للامم المتحدة مساء أمس الاول، عن "قلقه العميق" من تصاعد العنف فى الغوطة الشرقية فى سوريا، فى حين نددت الاممالمتحدة بتعرض ستة مستشفيات للقصف فى المنطقة فى غضون 48 ساعة. وحث جوتيريش جميع الاطراف على التزام المبادئ الاساسية للقانون الانساني، بما فى ذلك حماية المدنيين.وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الاممالمتحدة إن "الامين العام يشعر بقلق عميق من تصعيد الوضع فى الغوطة الشرقية والاثر المدمر لذلك على المدنيين". وفى أنقرة، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، إن بلاده لا تجرى أى محادثات مباشرة مع الحكومة السورية، غير انه لم يستبعد وجود اتصالات بين استخبارات كلا البلدين وفقا لما ذكرته شبكة "أن تى فى" الإخبارية أمس، وأشار كالين إلى أن المدفعية التركية استهدفت من 40 إلى 50 سيارة لقوات موالية للحكومة السورية حاولت دخول عفرين أمس الاول، وأجبرتهم على التراجع لشرق إدلب. وأضاف المتحدث فى مؤتمر صحفى أمس، أن "القوات الحكومية الموالية لسوريا التى حاولت دخول منطقة عفرين انسحبت أمس الاول بعد إطلاق المدفعية التركية قذائفها باتجاههم وأجبرتهم على التراجع إلى شرق إدلب.
..ومصر تدعو لهدنة فورية وتعرب عن قلقها العميق كتب محمد العجرودى أعربت مصر عن القلق العميق من التطورات الأخيرة فى منطقة الغوطة الشرقية فى سوريا، وتداعياتها الخطيرة على الأوضاع الإنسانية وأوضاع المدنيين الموجودين بها. وأكد بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس أن هناك حاجة ماسة وفورية إلى هدنة إنسانية لإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والمصابين لتجنب كارثة إنسانية حقيقية، مشيراً إلى إدانة مصر لأى قصف للمناطق المدنية فى الغوطة ودمشق وكافة أنحاء سوريا. كما أكد البيان أن مصر تواصل مساعيها واتصالاتها مع كافة الأطراف المعنية من أجل إيجاد مخرج للوضع الإنسانى المتأزم فى الغوطة. وأعاد بيان وزارة الخارجية التذكير بأن جهود مصر فيما يتعلق بالشق الإنسانى تأتى فى إطار الرؤية المصرية القائمة على السعى للتوصل لوقف لإطلاق النار يساعد على استئناف المفاوضات السياسية للتوصل إلى حل ينهى الأزمة السياسية والإنسانية المستمرة منذ 7 سنوات ويحفظ كيان ووحدة الدولة السورية ويطهر سوريا من الإرهاب، مشيراً إلى أن التسوية السياسية تظل هى الخيار الأوحد الذى يؤمّن إنهاء تلك الأزمة وتحقيق السلام والاستقرار فى سوريا، بما يلبى طموحات الشعب السورى الشقيق.