وقفت الطفلة ذات الثمانى سنوات والتى شاءت ارادة الله أن تكون بذراعين ضامرين، لكنها وقفت بثبات ورباطة جأش تتحدث أمام جمع كبير من الشخصيات بينهم عدد كبير من متحدى الاعاقة، وأدهشت الجميع عندما قالت من فضلكم ولاجل مستقبلى شاركوا فى الانتخابات وصوتوا للرئيس السيسي، وضجت القاعة بالتصفيق الحاد، إعجابا بالطفلة رحمة البدراوى التى عكست كلماتها معانى كثيرة أولها أنها راضية بما قسم الله لها، وأنها تمكنت من التصالح مع نفسها رغم صغر سنها، وتناست اعاقتها لتندمج فى المجتمع وتمارس حياتها بصورة طبيعية فهى تدرس وتتعلم الفنون وتمارس الرياضة، وتتحرك وسط الحضور وعلى محياها ابتسامة بريئة تشع سعادة تسكن قلوب كل من يراها ، مجسدة شعار «لست معاقة مادمت اسمو بذاتى»، ولم تكن رحمة وحدها التى لفتت الانظار بكلماتها وانما شاركها كثيرون من البنين والبنات الصغار الذين كانوا متحدثين فى مؤتمر عنوانه «ذوو الاعاقة بين الماضى والحاضر والمستقبل» نظمته الدكتور حياة خطاب رئيس اللجنة البارالمبية المصرية، وحضره برلمانيون ورؤساء اتحادات رياضية وجمعيات أهلية تخدم متحدى الاعاقة سواء كانت بصرية أم جسدية، وكان سبق كلمات الأطفال حديث من الكبار تألق فيه الدكتور علاء الدين عبد المنعم متحدثا وهو يقرأ من ورقة كتبها بطريقة برايل، وجاءت كلماته رقيقة بديعة وألقاها بلغة عربية سليمة ومخارج ألفاظ لايملك مثلها غالبية من يعملون فى الإعلام التلفزى الآن، وطالب الدولة باعتماد طريقة برايل فى المحررات الرسمية التى تخص غير المبصرين، ثم تحدثت طفلة تدعى سلوى إيهاب فى الرابعة عشرة من عمرها، شاءت إرادة الله أن تتعرض لحادث حرمها من القدرة على الجرى مثل أقرانها فباتت حبيسة مقعد متحرك، لكنها تحدثت بكلمات تعكس ماوهبها الله إياه من منحة بعد ان أصابتها المحنة، فقالت كنت أجرى والعب مثل الآخرين لكن حياتى تغيرت بعد الحادث وصرت أسيرة لهذا المقعد، لكننى لم امنح فرصة لليأس لينال من عزيمتى وقررت أن أقهر إعاقتى من خلال الرياضة والمشاركة فى كل الأنشطة. وعلى ذات المنوال جاءت كلمة الطفل ياسين كمال الذى قال لن اخجل من اعاقتى فهذا قدر الله، ولم أجعلها عائقا بينى وبين ممارسة حياتى الطبيعية، ولم استسلم لنظرة الشفقة ممن يحيطون بى فى المدرسة ومقر سكنى، وقررت أن أجعلهم ينظرون الى بفخر من خلال اندماجى فى المجتمع وتفوقى الدراسى والرياضى على حد سواء. كانت الكلمات العذبة تخرج بانسيابية فطرية فتصل إلى قلب كل من يستمع اليها، واكتمل المشهد المعبر عن الارادة والتحدى عندما وقف الشاب محمود عبده متخليا عن عصاه التى يتكأ عليها لأنه بساق واحدة، وقف شامخا مبتسما ليؤكد للجميع أن الاعاقة لن تعوقه عن ممارسة حياته الطبيعية ويعلن بفخر عن تأسيس فريق عناصره ممن يشبهونه فى الإعاقة وأطلق عليهم لقب فريق المعجزات، لأنهم قرروا أن يمارسوا اللعبة التى يعشقونها ألا وهى كرة القدم. واكتمل المشهد بآداء راق لفرقة جمعية امبابة لشلل الاطفال المعاقين ذهنيا الذين ابهروا الحضور بأدائهم عدة اغنيات ليؤكدوا ان مصر فيها حاجات حلوة بالفعل. تلك كانت بعض قصص أبطال الإرداة ممن استمعت الى كلماتهم بينما كان الحاضرون من الابطال وأسرهم كثيرين أمثال طارق مصطفى وهدان وشريف الدسوقى وعماد بهجت فى رفع الأثقال وخالد حسان أول من عبر المانش وغيرهم كثيرون، التقوا من أجل التأكيد أنهم سيقفون خلف الرئيس السيسى فى الانتخابات المقبلة، لانه أنصفهم واعلنوا أمام الحضور الذى ضم المهندس محمد هيبة الأمين العام لحملة كلنا معاك من أجل مصر، والدكتور عبد الهادى القصبى والدكتور علاء عابد والدكتورة مهجة الشريف والدكتورة مها شعبان أعضاء مجلس النواب والدكتور اشرف مرعى الأمين العام للمجلس القومى لذوى الإعاقة، وممثلى الاتحادات النوعية الدكتور محمد صبحى حسنين والدكتور عماد البنانى والدكتور اشرف صبحى ومحيى بدير وحمدى الخفيف والدكتور عمرو الحداد، إن الرئيس الذى فتح قلبه قبل ذراعيه لمتحدى الإعاقة, يستحق أن يقف الجميع خلفه، لانه أراد أن يكون هؤلاء شركاء فى التنمية، حتى إنه قرر تخصيص أربع مدن رياضية لهم، وتخصيص نسبة 5% من الاسكان الاجتماعى لهم، فضلا عن صدور قانون ذوى الاحتياجات الخاصة، وكلها مكاسب لم تكن موجودة من قبل، وتهدف الى دمج وتمكين متحدى الاعاقة فى مجتمعهم ليبرزوا مواهبهم ويحققوا ذواتهم ليكونوا أعضاء نافعين فى المجتمع رافعين راية وطنهم فى المحافل الدولية ومصدر فخر لأهلهم وإلهاما لأمثالهم. لمزيد من مقالات أشرف محمود