دعونا نضع يدنا على حقيقة الأخطار التى تهدد الأمن والسلام الاجتماعي، بالرغم من الجهود المخلصة من جانب الرجال الشرفاء من القوات المسلحة والشرطة لمحاربة الإرهاب، إلا أن استمرار التصدى من الإرهابيين على المواقع الأمنية ومحاولات اختراق الحدود وتهريب السلاح وجميع أنواع المخدرات تنذر بأن هناك طابورا خامسا يقف وراء هذا النشاط التخريبى ويدعمه بكل وسائل الدعم من أجل إشغال الدولة عن خطتها فى التنمية واستنزاف الموارد المالية والبشرية، ولا أدل على ذلك من أخبار نشرتها الصحف أخيرا من أنه تم ضبط سيارات نقل تحمل معدات ومواد تستخدم فى تصنيع المتفجرات والأسلحة النارية متجهة إلى سيناء عبر قناة السويس لدعم العناصر الإرهابية التى يلاحقها الجيش المصرى وكسر شوكتها والحد من خطرها إلى درجة كبيرة؛ كما أن تكرار حوادث الطرق فى داخل البلاد وبخاصة فى وسائل نقل الركاب سواء عن طريق السيارات أو السكة الحديد يشتم منها رائحة العمد والخيانة من الخلايا النائمة أو الطابور الخامس من العناصر الإخوانية الإجرامية ومن على شاكلتهم من جماعات إرهابية تدعمها جماعة الإخوان الإجرامية، وهو شعور نلمسه بوضوح فى تعبير المواطن المصرى العادى وهو يعلق على مثل هذه الأحداث، الأمر الذى يرسخ فى وجدان الناس مزيدا من الكراهية والرفض لمنهج جماعة الإخوان الإرهابية التى تتربص سوءا بالبلاد والعباد. والحقيقة أن جماعات الإرهاب التى تعيث فسادا وخرابا ودمارا فى ربوع البلاد العربية ما هى إلا أدوات فى يد القوى الأجنبية التى لا تريد خيرا أو تقدما لهذه المنطقة، وهو أمر يمكن إدراكه وفهمه من متابعة أخبار أنشطة الجماعات الإرهابية بالشرق الأوسط، فعناصرها البشرية من شتى بقاع العالم، وهم مزودون بأحدث الأسلحة والمعدات الإلكترونية وتنهمر عليهم الأموال كالأمطار الغزيرة وهو ما اكتشفته القوات العراقية فى تحرير أراضيها من الجماعات الإرهابية ونقلت الصحف ووكالات الأنباء صور الحاويات العملاقة المملوءة بالسلاح والعتاد وآلات الحرب الإلكترونية والمليارات من العملات الأجنبية، فمن أين لهؤلاء الإرهابيين من كل هذا، وهل هم الذين صنعوا السلاح وأليست هذه الأموال تنهمر عليهم من الخارج، وما ذلك إلا لأن هناك قوى خارجية تقف وراء هذا كله ولها مصالحها الكبرى فى ذلك، وإلا فما معنى أن يخرج علينا بعض المسئولين من أوروبا وبخاصة من بريطانيا مركز إيواء وحماية العناصر الإرهابية المتأسلمة. بالقول إن التنظيمات الإرهابية بمنطقة الشرق الأوسط لن يتم القضاء عليها قبل ثلاثين عاما على الأقل، قول له معنى ومغزى وهو تنفيذ مخطط موضوع سلفا ومعروف حدوده وإمكاناته و هدفه من أجل وضع المنطقة العربية على صفيح ساخن لوقف أى تنمية أو تقدم واستنزاف الموارد المالية والبشرية والبترولية وضمان استقرار وبقاء إسرائيل آمنة مطمئنة! فكيف تقبل جماعة تدعى لنفسها التدين أن تكون أداة خراب ودمار فى يد القوى الأجنبية ومن أجل الوصول إلى سدة الحكم؟ من هنا أدعو كل عاقل أن يدرك أن وراء كل عمل تخريبى أو حادث يبدو عارضا أو كأنه قضاء وقدر، قوى خفية من الخلايا النائمة أو الطابور الخامس من جماعات الإرهاب وكلها وليدة الجماعة الأساسية التى تسمى جماعة الإخوان، فكلهم يريدونها دمارا وخرابا وما ذلك إلا لإشباع شهوتهم فى الوصول إلى السلطة وإحكام قبضتهم على رقبة البلاد ليخنقوها حتى تزهق روح الشعب ولا يبقى إلا هم وحدهم على تلال الجماجم والدمار والخراب. لمزيد من مقالات عبد الجواد علي