كتبت:مروة البشير ذهب الإمام علي كرم الله وجهه ومعه السيدة فاطمة رضي الله عنهما إلي بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم, فقال الإمام علي لرسول الله: يا رسول الله, أدارت فاطمة الرحي حتي أثرت في يدها, وحملت القربة حتي أثرت في نحرها, فهلا أمرت لها بخادم يعينها؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم: عليكما بكلمات علمنيهاجبريل عليه السلام: إذ أويتما إلي فراشكما تسبحان ثلاثا وثلاثين, وتحمدان ثلاثا وثلاثين, وتكبران ثلاثا وثلاثين. يوضح الدكتور محمد محمد داوود استاذ الدراسات اللغوية والإسلامية بجامعة قناة السويس كيف أحست فاطمة بنت الرسول صلي الله عليه ويسلم من أول يوم بظروف زوجها, الذي لم يجد مهرا لها سوي درع عنده يستخدمها في الحرب, ولا يستطيع الزوج أن يستأجر لها من يقوم بالأعمال الشاقة في المنزل, وبعد عودة النبي صلي الله عليه وسلم من إحدي غزواته, بغنائم وسبايا, دخل الإمام علي علي فاطمة فرآها متعبة من مشقة إدارة الرحي, فأشفق عليها, وقال لها: اذهبي لرسول الله صلي الله عليه وسلم فالتمسي له خادما يعينك, فذهبت رضي الله عنها علي استحياء, فلما رآها النبي صلي الله عليه وسلم,فرح بها وسألها: ما جاء بك يا بنية؟, فمنعها الحياء أن تصرح بما جاءت من أجله, وقالت: جئت لأسلم عليك, وانصرفت, وكانت السيدة فاطمة رضي الله عنها كما يصفها الرواة صغيرة الجسم, نحيلة العود, رقيقة الأحساس, مرهفة الشعور. ولما تكررت رؤية الإمام علي رضي الله عنه للمشقة التي تظهر عليها والتعب الذي تعانيه من إدارة الرحي وحمل القربة, اصطحبها إلي الرسول صلي الله عليه وسلم, وتولي الحديث عنها, وحكي للرسول صلي الله عليه وسلم ما تعانيه من مشقة بالغة, فقال لهما صلي الله عليه وسلم:( لا والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تتلوي بطونهم, لا أجد ما أنفقه عليهم), وفي المساء ذهب صلي الله عليه وسلم إلي منزلهما وقال لهما: أن يسبحا ثلاثا وثلاثين, ويحمدان ثلاثا وثلاثين, ويكبران ثلاثا وثلاثين, فكانت القوة والعافية والبركة من ثمرات الإستجابة لنصح رسول الله, تقول السيدة فاطمة رضي الله عنها: فصنعت ما أوصاني به رسول الله فأغناني عن الخادم.