لم يكن للسيدة فاطمة الزهراء خادمة، وكانت رضي الله عنها تطحن الحبوب على الرحا بيديها الشريفتين، ولما اشتدّ بها الإرهاق أخذت تشكو ما تلقى من أثر الرحا في يديها، وفي يوم أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم سبيٌ (أي بعض الغنائم من الحروب)، فانطلقت تريد أن يعطيها خادمة تعينها على شئون البيت، فلم تجده، ووجدت السيدة عائشة رضي الله عنها، فأخبرتها بالأمر.. فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته السيدة عائشة بمجيء فاطمة رضي الله عنها، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابنته فاطمة وعليّ رضي الله عنهما وقد أخذا مضاجعهما، فذهبت فاطمة لتقوم لاستقبال أبيها، فقال لها صلى الله عليه وسلم ولزوجها: "عَلَى مَكَانِكُمَا"، وقعد بينهما حتى إن فاطمة قالت: "فوجدت برد قدميه على صدري"، وقال: "ألا أُعَلِّمُكُمَا خيرًا ممَّا سَأَلْتُمَانِي؟ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُمَا تُكَبِّرَا أَرْبَعًا وثلاثين، وتُسَبّحَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، وَتَحْمَدَا ثَلاثًا وَثَلاثِينَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمَا مِنْ خَادِمٍ".
فانظروا إلى هذه القصة الإنسانية بكل ما فيها من معانٍ رائعة تملأ حياتنا ارتباطًا بالله وحبًّا لرسوله صلى الله عليه وسلم، تحمّلت فاطمة رضي الله عنها صعوبة الحياة مع زوجها، ولم تتبرم وهي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنها تحمّلت حتى وجدت فرصة ربما تكون صالحة لتطلب من يساعدها، ولم يتأخّر رسول الله عن ابنته بل جاءها رغم أنها كانت قد استعدّت للنوم، ولكنه لم يكن ليحابي ابنته في الحق، فبالتأكيد هناك مَن هم أحوج منها، ولكنه أعطاها ما هو خير لها من ذلك، ويعلم صلى الله عليه وسلم أنها ستفهم ذلك وستعمل به، وسيغنيها إن شاء الله، وهو ذِكر علمه لها ولزوجها ليكون عونًا لهما على صعوبة حياتهما..
فصلى الله وسلم على نبيه ورضي عن آل بيته الطيبين الطاهرين آمين،،،
********************* للتعرف على مزيد من المواقف النبوية اضغط هنا "يحكى أن" *********************