هدى سيدة بسيطة فى الخامسة والأربعين من عمرها، متزوجة من مزارع يعمل بالأجر اليومي، وهو يكبرها بعشرين عاما، ولديهما أربعة أبناء (ثلاث بنات وولد) وبرغم ظروف أسرته القاسية، أصر على تعليم أبنائه، ومرت الأيام هادئة، إلى أن جاء يوم عادت فيه الابنة الكبرى «راوية» من مدرستها وهى تعانى قيئا شديدا، فظن الجميع أنه تسمم غذائي، وبعد أخذ بعض الأدوية توقف القيء ثم عاد مرة أخري، ودخلت فى «أعراض الجفاف» وتم نقلها إلى المستشفى حيث أجريت لها تحاليل وأشعات أكدت إصابتها بأورام فى المعدة، وهكذا خضعت لجلسات العلاج الكيماوي، وتزامن ذلك مع مرض والدتها بالسكر، وبعد علاج طبى مكثف استقرت حالة راوية وحصلت على الثانوية، وبعد شفائها من الأورام شحب لونها واصفر وجهها، فعادت من جديد إلى الفحوص التى أثبتت إصابتها بفيروس «سى» وتلقت العلاج اللازم له، وهى تعانى أيضا تقوسا بالقدمين ثم تقدم لها شاب يعلم ظروفها المرضية، ويصر على إتمام الزواج منها ولكن هذه الأسرة البسيطة لاتملك من حطام الدنيا شيئا، علاوة على أن صحة الأب متدهورة، ولم يعد يقوى على العمل المستمر الشاق الذى اعتاد عليه، وتبحث راوية عمن يرسم البسمة على وجهها. صفاء عبدالعزيز