السمنة من أخطر أمراض العصر التى تودى بحياة ما يقارب الثلاثة ملايين شخص سنوياً على مستوى العالم (سبعة اضعاف عدد الوفيات الناتجة عن فيروس الكبد “سى» وثلاثة أضعاف عدد الوفيات الناتجة عن مرض الإيدز) وقد تصيب الإنسان بما لا يقل عن مائة وستين مرضا وثلاثة عشر ورما سرطانيا. ........................................... ويقول الدكتور محمد عبدالحى عميد استشارى للجهاز الهضمى وعلاج السمنة: يعانى نحو مليارى شخص على مستوى العالم (ربع سكان العالم) من زيادة الوزن والسمنة وتعد مصر من أكثر الدول إصابة بهذا المرض؛ بنسبة تتراوح ما بين60-70٪ من السكان فى مصر يعانون من زيادة الوزن والسمنة (ستة أضعاف نسبة الإصابة بفيروس الكبد «سى») تعد مصر الأولى إفريقياً من حيث السمنة والسابعة عالمياً من حيث السمنة فى الأطفال بنسبة(32٪). ويؤكد أن السمنة مرض مزمن وإلى الآن لا يوجد علاج يقضى على المرض أو يقى منه ولكن توجد طرق كثيرة لإنقاص الوزن؛ منها العلاجية عن طريق بعض العقاقير التى تعمل على زيادة الشعور بالشبع أو تقليل قدرة الأمعاء على الامتصاص، وتوجد طرق اخرى حديثة لإنقاص الوزن عن طريق الفم وهى تصغير حجم المعدة بدون جراحة أو تقليل قدرة الأمعاء على الامتصاص بدون جراحة أيضاً، أو اللجوء للطرق الجراحية لإنقاص الوزن مثل تكميم المعدة الجراحى أو تحويل مسار المعدة. على مرضى السمنة الإلتزام بنظام غذائى صحى وممارسة الرياضة مدى الحياة حتى بعد إنقاص الوزن بالطرق المختلفة الجراحية أو غير الجراحية لأن سرعان ما تعود زيادة الوزن إذا لم يتغير نمط الحياة ويصاب الإنسان بأمراض كثيرة فى سن صغيرة ومنها أمراض القلب والسكر والضغط وزيادة نسبة الدهون فى الدم وتيبس المفاصل وكسور فى العظام وعدم القدرة على الحركة وعدم القدرة على الإنجاب والأمراض النفسية وبعض الأورام السرطانية مثل سرطان الرحم والثدى والبروستاتا والقولون والكبد...الخ والوفاة فى سن صغير. حذر الإتحاد العالمى للسمنة الدول والحكومات من هذا الوباء القاتل وذكر فى آخر تقرير نشر فى صحيفة الجارديان الإنجليزية فى أكتوبر العام الماضى أنه إذا لم نتدخل جميعاً لإيقاف انتشار هذا الوباء القاتل سوف نفقد مرضى كثيرين وسوف تتحمل الدول أكثر من تريليون دولار سنوياً لعلاج الأمراض الناتجة عن السمنة. وذكرت دراسة أمريكية أنه إذا إستطاع مريض السمنة إنقاص الوزن بالطرق العلاجية أو غير العلاجية فهذا المريض سيوفر على الدولة متوسط واحد وثلاثين ألف دولار التى كانت سوف تصرف على علاج الأمراض الناتجة عن السمنة وعلى أيام انقطاعه عن العمل بسبب هذه الأمراض. نصح الإتحاد العالمى للسمنة الحكومات باتخاذ إجراءات سريعة للحد من انتشار السمنة ومنها فرض ضرائب باهظة على مطاعم الوجبات السريعة وعلى مصانع المياه الغازية والحلوى وعلى كل مصانع الأغذية والمطاعم ذات السعرات الحرارية العالية التى تؤدى للسمنة. وجدير بالذكر ان بعض الدول أخذت إجراءات وقائية وسنت قوانين استباقية للحد من انتشارالسمنة مثل أمريكاوبريطانيا وفرنسا وإسبانيا وإستراليا. على سبيل المثال فى أمريكا تم منع مطاعم الوجبات السريعة من تقديم لعب الأطفال مع وجبات الأطفال إلا بشروط معينة وهى ألا تزيد السعرات الحرارية فى كل وجبة على ستمائة سعر حرارى ويتم استبدال البطاطس المحمرة بالتفاح ويتم إستبدال المياه الغازية بعصير الفواكه الطبيعية. فى بريطانيا يتم منع إعلانات الحلوى للأطفال ويتم توعية الأطفال فى المدارس وأولياء الأمور بالنظام الغذائى الصحى وممارسة الرياضة ويتم منع إجراء العمليات الجراحية غير الطارئة فى مستشفيات التأمين الصحى لمرضى السمنة أو للمدخنين إلا بعد فقدان الوزن والتوقف عن التدخين. ويقترح د. محمد عبدالحى عددا من الإجراءات للحد من انتشار السمنة فى مصر أهمها ما يلى: إنشاء لجنة قومية لمكافحة السمنة. توعية الشعب من مخاطر السمنة وطرق العلاج. توفير وجبات غذائية صحية فى المحال والمطاعم والمدارس والجامعات بأسعار فى متناول المواطن المصرى. القضاء نهائياً على المنتجات التى لا تخضع لإشراف وزارة الصحة والسكان. توفير طرق علاج السمنة بأسعار فى متناول المواطن المصرى. عدم اعتبار السمنة مرضا تجميليا كما هو الحال فى معظم شركات التأمين. إجبار مطاعم ومصانع الأغذية على تقليل نسبة السعرات الحرارية والسكر والملح والدهون وعدم إعطاء لعبة للأطفال إلا بعد استيفاء الشروط. عمل دوريات بصفة مستمرة على مطاعم ومصانع الأغذية.